رئيس التحرير
عصام كامل

د. فخرى الفقي: هيمنة الدولار ستنتهي بعد 50 سنة.. وأمريكا تسئ استخدامه منذ ربع قرن.. واقتصادها لا يمكن أن يسقط لهذا السبب ( حوار )

الدكتور فخرى الفقي،
الدكتور فخرى الفقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة،- فيتو

>> وضع أمريكا الاقتصادى قد يتغير فى هذه الحالة فقط


>> اللوبى اليهودى يهيمن على عقلية صانع القرار يأمريكا عبر السيطرة على الإعلام والبنوك


>> أمريكا تنتج ربع الإنتاج العالمى دون منافسة من دول أخرى


>> تقليل هيمنة الدولار على التجارة الدولية يتوقف على 3 أمور


 

حول مكانة الاقتصاد الأمريكي، وأهم روافده، وأسباب نجاحه وهل يمكن أن يتراجع يوما وما مستقبل العالم حال تراجع الولايات المتحدة، أجرت “فيتو” هذا الحوار مع الدكتور فخرى الفقي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، ورئيس لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب، والمستشار السابق بمجلس إدارة صندوق النقد الدولي، وعضو مجلس إدارة البنك المركزى “سابقًا”.

 

أكد د. فخرى الفقى أن الولايات المتحدة تنتج ربع الإنتاج العالمى دون منافسة من دول أخرى، وأن السلاح والتكنولوجيا من أهم روافد إنتاجها، مشددا على أن الدولار سيظل مهيمنا 50 عاما، وكشف عن أن اللوبى اليهودى يستطيع الهيمنة على عقلية صانع القرار فى الولايات المتحدة.

 

وحول محاولات أمريكا للحد من النمو الاقتصادى الصينى قال: على المدى الطويل يمكن أن تنجح، لأن الدول الأساسية فى البريكس هى روسيا والصين، بينما البرازيل بدأ نجمها ينطفئ خلال الفترة الأخيرة.

وإلى تفاصيل الحوار:

 

*فى أحدث تصنيف اقتصادى.. احتفظت الولايات المتحدة بمكانتها باعتبارها الاقتصاد الرائد فى العالم، حيث بلغ ناتجها المحلى الإجمالى 28.78 تريليون دولار.. ما هى روافد وموارد الاقتصاد الأمريكي؟

بالفعل جاء ذلك وفقا لتقرير آفاق الاقتصاد العالمى الذى يصدر مرتين فى العام، وبالتأكيد يأتى ذلك الناتج المحلى الإجمالى الأمريكى الضخم، حيث يمثل نحو 24% من الناتج الإجمالى العالمى، أى ما يقرب من ربع الناتج العالمى، وهو حجم ضخم، مقارنة بدول كبرى أخرى تشهد زيادة فى حجم الناتج المحلى الإجمالى مثل ألمانيا وفرنسا وإنجلترا، ولكن الزيادة فى الولايات المتحدة الأمريكية ضخمة، فلا توجد دولة أخرى تنافس أمريكا فى ذلك الحجم الضخم من الإنتاج.

 

*وما سبب ذلك من وجهة نظركم؟

يرجع ذلك فى الأساس إلى حجم الإنتاج الكبير فى تلك الدولة، فى قطاعات مختلفة، مما يجعل عملتها النقدية وهى الدولار قوية.

*كيف تدير الولايات المتحدة اقتصادها وما الخطط والإستراتيجيات التى تحفظ لها القوة والريادة؟

تحاول الولايات المتحدة الأمريكية الحفاظ على قوة عملتها عبر التاريخ، فمنذ إنشاء صندوق النقد الدولى فى نهاية عام ١٩٤٤ عقب الحرب العالمية الثانية، كانت الدولة الوحيدة المربوط عملتها بالذهب هى أمريكا، رغم خروج كل الدول من تلك القاعدة، وظل ذلك حتى جاء عام ١٩٧١ لتخرج أمريكا عن تلك القاعدة، عندما فقدت رصيدها من الذهب،  بعدما دخلت فى حرب فيتنام التى أنهكتها.

وقامت الولايات المتحدة فى عام ١٩٧٣ بربط أسعار السلع الأساسية مثل البترول بالدولار، وبالتحديد مع دول إنتاج البترول مثل المملكة العربية السعودية، وذلك فى اتفاقية البترودولار، وغيرها من السلع الأساسية فى بورصة شيكاغو، مثل الحبوب كلها والذهب والنحاس وكل السلع الاستراتيجية، بحيث تسعر بالدولار، ما أدى إلى قوة الدولار الأمريكى.. 
هكذا استمر الدولار مهيمنا فى المعاملات الدولية، ولم يكن اليورو قد ظهر بعد، ولكن بدأت أمريكا خاصة مع بداية الألفية الثالثة، تسئ استخدام الدولار كعملة مهيمنة على المعاملات التجارية الدولية وتسوية المدفوعات، وكذلك الاحتياطيات لدى البنوك المركزية العالمية.

*كيف أساءت الاستخدام؟

بمعنى فرض عقوبات مثلا على الدولة التى تدخل معها فى صراع من أجل المصالح السياسية أو العسكرية أو اقتصادية أو غيرها.

*وما سبب ذلك؟

جاء ذلك عندما وجدت الدول تتبع سياسة مناهضة للولايات المتحدة الأمريكية، خاصة دول التحالف الشرقى بقيادة الصين ومعها دول أخرى مثل روسيا، وبدأت هنا محاولة كسر هيمنة الدولار لأنها استخدمت كعقوبات كثيرة على روسيا وأيضا استخدم دونالد ترامب فى فترة ولايته الأولى، تلك العقوبات، على الصين وكوريا الشمالية وايران،

وهنا بدأت تظهر فكرة البريكس لمحاولة تقليل الاعتماد على الدولار كعملة فى تسوية التجارة الدولية والمدفوعات والاحتياطى من النقد، وفى هذه الحالة كانت دول البريكس، تتفق على إجراء المعاملات بعيدا عن الدولار.

 

*وما الخطر الذى تخاف منه أمريكا؟

استشعرت الخطر من الاقتصاد الصينى الذى ينمو بسرعة، فى ظل تولى الحكم فى الصين حزب شيوعى صيني، دون تعددية حزبية أو تداول للسلطة وديمقراطية حقيقية، فهذه هى المشكلة ومكمن الخطر.

*السؤال الافتراضي.. الذى يراود بعض السياسيين والشعوب.. هل يمكن أن يأتى اليوم الذى تختفى فيه الولايات المتحدة وكيف؟

كيف ذلك.. ممكن العالم ينتهى وأمريكا.. ليه لا.

*كيف سيكون العالم بلا أمريكا اقتصاديا؟

اقتصاد أمريكا قوى لا يمكن أن يقع لأنه قائم على الإنتاج، وجذب العقول، صفوة العقول فى العالم ورأس المال البشرى، فهى لا تستقطبه وتوفر له بيئة صالحة تشجع على الإقامة هناك، والمناخ هناك يساعد على الابداع، والديمقراطية هناك ناضجة، وبها حرية وتعددية، بدليل محاكمة كلينتون واستقالة نيكسون على واقعة التجسس، وكذلك محاكمة ترامب مؤخرا.

*يرى البعض أن اللوبى اليهودى هو من يتحكم فى اقتصاد أمريكا ويستخدم ذلك فى السيطرة على العالم.. كيف ترى ذلك؟

بالفعل اللوبى اليهودى يعمل بذكاء، ويستطيع أن يهيمن على عقلية صانع القرارمن خلال السيطرة على الإعلام والبنوك.. وهى الأموال والعقول، فمن الذكاء أن أغلب استثماراتهم فى المجالين، ولهم هيمنة فى معظم الدول بهذا الشكل، خاصة الدول التى بها ديمقراطيات وتسمح بالرأى والرأى الآخر، حيث يستغل اللوبى ذلك الأمر، ويخدم مصالح الولايات المتحدة الأمريكية والدولة الوليدة التى زرعت فى المنطقة، وتسعى للتوسع والأكثر هيمنة وهى إسرائيل.

*ومتى ينتهى الاقتصاد الأمريكي؟

سؤال لا يجوز قوله، يمكن أن نقول متى ستنتهى هيمنة الدولار وذلك يتوقف على ثلاثة أمور، التجارة الخارجية، وتسويتها، واحتياطيات البنوك المركزية التى تسند عملات كل دولة، ذلك لأن الدولار هنا من قبل صندوق النقد الدولى وفقا للاتفاقية، عملة احتياطى ومركزية، بمعنى أنك يجب أن تمر من الدولار لكي تعرف قيمة كل عملة أخرى،

ولكسر هيمنة الدولار لابد من تقليل هيمنته على التجارة الدولية، فهو كان يمثل نحو 59%، والآن أصبح 58% من حجم التجارة الدولية، ويأتى بعده اليورو، بإذن أمريكى بالطبع، ليشكل نحو 24 %  هيمنة من التجارة العالمية، أى يمثل ذلك التحالف الأوربى الغربى 82% من حجم التجارة العالمي.وباقى العملات مثل الإسترلينى والين الياباني، بالإضافة إلى اليوان الصينى الذى نمثل بنحو 2.8 %.

*ومتى تتراجع الهيمنة ؟

مخطط بالفعل لحدوث ذلك بعد خمسين سنة، من خلال دمج البنك الدولى وصندوق النقد الدولى فى مؤسسة واحدة، ليكون بنكا مركزيا عالميا بعد خمسين سنة، والعملة تصبح اسمها جلوبال كرانسى، عملة دولية ويتم إلغاء الدولار واليورو وكل العملات.

*ومن المستفيد هنا؟

من ينتج أكتر، سيحصل على أموال أكتر.

*معنى ذلك أن أمريكا يمكن أن تستمر فى الهيمنة بزيادة حجم إنتاجها؟

بالتأكيد ستستمر أمريكا قوية لأنها تنتج ربع إنتاج العالم، ولكن حال ظهور منتجين أكبر، سيتغير الوضع، ولكن أمريكا متقدمة تكنولوجيًّا والإنتاج القادم مبنى على التكنولوجيا والذكاء الاصطناعى، أى أن الاقتصاد الأمريكى سابق ومنشئ لتلك التكنولوجيا ومنتج لها.


الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو".

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية