مقبرة الرعب في سوريا.. سجن صيدنايا الأكثر سوءًا في العالم.. إعدام 30 ألف سوري داخله.. إجبار المعتقلين على تناول لحوم البشر.. والجثث ملقاة في غرف الملح
اشترى مطرقة بما توفر معه من مال قليل وقال “سأذهب لأحطم سجن صيدنايا بها”.. إنه واحد من المشاهد المتداولة لأحد السوريين الذين توعدوا بهدم سجن صيدنايا، السجن الأكثر رعبًا والذي وصف بـ "تابوت سوريا المرعب"، أو "ثقب الموت الأسود".
سجن صيدنايا تابوت الموت المرعب
ويختلف سجن "صيدنايا" عن أي سجن آخر في العالم، فهو عبارة عن تابوت للموتى، ومركز لتحنيط الأحياء والأموات، ترتكب فيه أغرب وأبشع طرق التعذيب، ويشرف عليه ضباط يصفهم البعض بـ "زبانية جهنم".
لم يكن اسم سجن "صيدنايا" بالعادي، فهو أحد أكثر الأماكن المرعبة في العالم، حيث يرتبط اسم سجن صيدنايا بالموت والتعذيب والرعب للسوريين، حيث قتل فيه أعداد كبيرة من المعتقلين وخاصة السياسيين، ويقع سجن صيدنايا في ريف دمشق، ضم العديد من المعتقلين السياسيين، والداخل فيه يصعب خروجه، بل يعتبر مجهول المصير.
وتظهر مقاطع الفيديو المتداولة عند تحطين أبواب سجن صيدناي حالة الذهول والرعب التي كانت تنتاب المساجين من النساء والرجال، وحتى الأطفال، الذين كانوا داخل أقبية السجن.
معسكر الموت والسرطان أسماء أطلقت على صيدنايا
عُرف سجن صيدنايا بـ "التابوت الجماعي"، وله أسماء عديدة "القبر" و"معسكر الموت" و"السرطان"، ففي عام 1987 أنهت الحكومة السورية بناء سجن "صيدنايا"، وكان بناؤه رمزًا لسطوة نظام حزب البعث الحاكم في سوريا، ومثل كل سجون سوريا الشهيرة كسجن "تدمر"، وسجن "عدرا"، وسجن "المزة العسكري"، وسجن "حلب المركزي"، تشرف على إدارته الشرطة العسكرية السورية.
سُمي سجن "صيدنايا" بهذا الاسم لأنه يقع بالقرب من دير صيدنايا التاريخي، الذي يبعد عن العاصمة السورية دمشق بنحو 30 كيلومترا، ويعتبر سجن صيدنايا أحد أكثر الأماكن العسكرية تحصينا في سوريا على الإطلاق.
السجن الأحمر للمدنيين والأبيض للعسكريين
يتكون سجن صيدنايا من قسمين، "السجن الأحمر"، وهو الأكثر سوءًا والأكثر قسوة، ومعظم معتقليه من السياسيين والمدنيين المتهمين بدعم "الإرهاب" أو العيب في شخص الأسد أو عائلته، حيث حكى أحد السجناء أنه دخل السجن قرابة 40 عامًا تحت التعذيب، بسبب اتهامه بكسر تمثال حافظ الأسد.
أما القسم الثاني من سجن "صيدنايا" فهو "السجن الأبيض"، وهو مخصص للعسكريين المتهمين بمخالفة القوانين العسكرية، أو رفضهم للمشاركة في تعذيب المساجين.
سجن صيدنايا الأكثر تحصينًا في العالم
تم تصميم سجن "صيدنايا" بشكل أكثر تحصينًا، منعًا لحدوث أي تمرد قد يقع للسجناء بداخله، حيث يتكون السجن من ثلاثة مبانٍ كبيرة (أ. ب. ج)، على شكل ماركة "مرسيدس"، أي مبنى يتفرع منه ثلاث مباني ممتدة، وتلتقي كلها في نقطة واحدة تسمى "المسدس"، وهي النقطة هي الأكثر تحصينا في السجن، حيث توجد الغرف الأرضية والسجون الانفرادية، وتتواجد فيها الحراسات على مدار الساعة لمراقبة المساجين، لمنعهم من مشاهدة أي ملمح من ملامح بناء السجن أو وجوه السجانين.
ويتكون كل مبنى من ثلاثة طوابق في كل منها جناحان، ويضم كل جناح عشرين سريرا جماعيا بطول 8 أمتار وعرض ستة أمتار، تتراص كله في صف واحد بعيدة عن النوافذ، لكن تشترك كل أربع منها في نقطة تهوية واحدة.
ويضم الطابق الأول 100 زنزانة انفرادية، بالإضافة إلى مبنى الإدارة الملاصق لمبنى ألف وباء، حيث يذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان بأن هناك نحو 30 ألف معتقل لقوا حتفهم داخل أقبية سجن صيدنايا، وذلك بسبب التعذيب الشديد، كما ينفذ فيه الإعدام الجماعي منذ اندلاع الثورة السورية.
8 جنسيات عربية معتقلين في سجن صيدنايا
ويتم تصنيف المعتقلين داخل سجن صيدنايا حسب التهم السياسية الموجهة إليهم، فكان يضم معتقلي الجماعات الإسلامية من قدماء وعائدين جدد، ومعتقلي حزب التحرير الإسلامي، وحركة التوحيد الطرابلسية، كما يضم السجن معتقلين لبنانيين من عدة أطياف غير موالية لسوريا، وفلسطينيين متهمين بوجود علاقة مع المعارضة السورية، ومعتقلين شيوعيين ومن الأحزاب الكردية المختلفة، بالإضافة إلى بعض العسكريين السوريين، المتهمين بمخالفة الأوامر والقوانين العسكرية.
في عام 2003 ومنذ غزو العراق تحولت المهمة في سجن "صيدنايا" لاستيعاب المتطوعين العرب العائدين من القتال في العراق، وفي عام 2008 ضم سجن صيدنايا معتقلين من 8 جنسيات عربية، وتنظيم القاعدة وشخصيات محسوبة على تيار "السلفية الجهادية"، والتنظيمات الإسلامية الصغيرة، وأيضًا الهاربين من أحداث نهر البارد في لبنان، والمعتقلين من مشايخ أو شخصيات أعلنت مواقف مع "الجهاد" والكفاح المسلح.
وأكد المرصد السوري أنه لا توجد إحصاءات دقيقة للمعتقلين في سجن "صيدنايا"، الذين يوجد بعضهم فيه منذ بداية إنشاء السجن في الثمانينيات، لكن تقديرات منظمات حقوقية وسجناء سابقين غادروا السجن وهاجروا لبلدان أخرى، فإن عدد السجناء في صيدنايا يقدر ما بين 1200 و6000 معتقل، معظمهم من المنتمين للجماعات الإسلامية، ويقدر نسبة الإسلاميين في السجن بـ98% من نزلائه.
صيدنايا قنبلة مولوتوف موقوتة
واعتبر اللجنة العربية لحقوق الإنسان، في عام 2003، سجن صيدنايا بأنه "قنبلة مولوتوف حية"، بسبب اتخاذ السلطات الأمنية قرارًا بإحالة كل المخالفين للنظام السوري، الذين كانت تودعهم سجونًا أخرى، وحولتهم لهذا السجن، فتحول إلى المثل الأكثر سوءا لأي سجن، وتفاقمت مأساة سجنائه بسبب حالة التعتيم، التي فرضها النظام السوري على ما يدور داخله، وذهاب ذكر المعتقلين طي النسيان، ليعتبروا في عداد المفقودين.
شهد سجن "صيدنايا" عدة حوادث أمنية، كان أبرزها الاشتباك الذي وقع بين مجموعة من معتقليه وسجانيهم في مارس 2008، واستمر لمدة 9 أشهر، ووصفت المنظمات الحقوقية ما ارتكبته سلطات السجن بحق المعتقلين بأنه "مجزرة تجري في صمت".
100 قتيل في سجن صيدنايا خلال شهر واحد
وقُتل في في أحداث 2008 بسجن "صيدنايا"، حسب تقديرات منظمتي العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش ووثائق ويكليكيس، ما بين 60 و100 قتيل تقريبًا، وبعد شهر واحد من اندلاع المظاهرات الشعبية في سوريا، أصدر الرئيس السوري بشار الأسد آنذاك قرارًا بإلغاء حالة الطوارئ المعمول بها منذ 1962، وتم حل محكمة أمن الدولة، وتحول معظم السجناء السياسيين إلى سجناء مدنيين، وتم الإفراج عن عشرات السجناء السياسيين من سجن صيدنايا، وكان معظم هؤلاء يصنفهم النظام على أنهم "خطرين جدًا"، ومعظمهم من تنظيمات إسلامية.
وفقد السجن صفته العسكرية بعد انطلاق الثورة، وتحول إلى مقر لاحتجاز آلاف المدنيين المتهمين بدعم فصائل المعارضة السورية، أو ما يتم وصفهم بـ "الإرهابين"، وظل ينقل إليه، بشكل شبه يومي معتقلون بينهم نساء، وكان هناك تعتيم شبه كامل على مصيرهم، حيث يجد الأهل صعوبة بالغة في معرفة مصير أبنائهم الذين يموتون يوميًا، دون أن يدروا بهم، كما يمنعون من زيارتهم إلا في حالات نادرة، في حين يشكو المعتقلون من شدة التعذيب ووطأة المرض وقساوة التجويع والرعب المستمر.
وفي فبراير 2017، دعت منظمة العفو الدولية الأمم المتحدة إلى إجراء تحقيق مستقل بشأن ما يحدث في سجن "صيدنايا" من إعدامات للمعتقلين، وذلك بعد إصدارها تقريرًا يكشف عن قيام النظام بإعدام نحو 13 ألف شخص شنقًا في السجن بين عامي 2011 وحتى 2015، وذكرت منظمة العفو الدولية في تقريرها أنه "كل أسبوع يتم اقتياد من 20 إلى 50 شخصًا من زنزاناتهم من أجل شنقهم في منتصف الليل."
بناء محرقة للتخلص من جثث المعتقلين
وفي نفس العام 2017، أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أنه قد تم بناء محرقة داخل السجن للتخلص من الجثث، وكان أحد المعتقلين السابقين في سجن صيدنايا، والذي شارك في مظاهرة سلمية معارضة لنظام الأسد، أخبر منظمة العفو الدولية أنه في سجن صيدنايا كان المعتقلين يُجبرون على الاختيار بين موتهم أو قتل أحد أقاربهم أو أصدقائهم.
وقال السجين السابق في صيدنايا إنه في أول سجن اعتُقل فيه كان المعتقلون يُجبرون على أكل لحوم البشر، ورغم ذلك كان السجن بمثابة "جنة" مقارنة بسجن صيدنايا، حسب قوله، كان السجن الآخر (فرع 215)، وهو مُخصص للاستجواب، باستعمال التعذيب أيضًا، ولكن بعد انتهاء الاستجواب، يتم نقلك إلى صيدنايا "لتموت"، حسب اعترافات السجين السابق.
تجارب مرعبة للمساجين في غرف الملح
وحكى أحد الناجين من سجن "صيدنايا" أن هناك فظاعة لم يعشها أحد، حيث زج به أحد الحراس، في يوم من أيام شتاء عام 2017، إلى داخل غرفة لم يرها من قبل، وتفاجأ بالتعذيب خوفًا على عائلته التي مازالت في مناطق سيطرة النظام، بشيء افتقده وهو "الملح" الذي تمنعه السلطات تماما عن طعام المساجين، التقى بما لا يخطر على بال.
وقال السجين الناج في روايته أنه "تجمد رعبا عندما تعثّر بجثة نحيلة ملقاة على الملح وإلى جانبها جثتان أخريان"، وكانت هذه التجربة بالنسبة له الأكثر رعبًا في حياته، وفي سجن يصفه المعتقلون السابقون بأنه "قبر" و"معسكر للموت" وقال السجين السابق أنه شاهد شيء جعله يقف في مكانه كأنه ثمثال غير قادر على الحركة، بسبب مشاهدته لأكثر من جثّة، حيث وصف ذلك قائلًا: "كان هذا أصعب ما رأيته في صيدنايا جراء الشعور الذي عشته ظنًا بأن عمري انتهى هنا"
ووصف السجين الناجي من سجن "صيدنايا" غرفة السجن بأنها "مستطيلة من 6 أمتار بالعرض و7 أو 8 بالطول، أحد جدرانها من الحديد الأسود يتوسطه باب حديدي، وتقع في الطابق الأول من المبنى المعروف بالأحمر، وهو عبارة عن قسم مركزي تتفرع منه 3 أجنحة."
بينما وصف سجين آخر حالة السجن "غرفة بعرض 4 أمتار وطول 5 أمتار، ولا يوجد فيها حمام"، وحكي أن السجان ناداه لإطلاق سراحه ففوجئ أن السجان طلب منه الدخول إلى غرفة لم يرها سابقًا، حيث قال: "إن قدميه غرقتا في مادة خشنة، فتأكد أنه ملح بعمق 20 إلى 30 سنتمترًا".
والأمر الأكثر رعبًا، أن غرفة الملح التي دخلها في السجن كان بها نحو 4 أو 5 جثث ملقاة في المكان، ووصف ذلك بأنه "شعور لا يوصف، أصعب من لحظة الاعتقال. قلت لنفسي سيعدمونني الآن ويضعونني بينهم... أنا أساسًا أشبههم".
وقال السجين الناجي "إن الجثث كانت تشبه المومياوات، وكأنها محنطة، وكانت عبارة عن هيكل عظمي مكسوٍ باللحم يمكن أن يتفكّك في أي لحظة".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا