سوريا ما بعد سقوط الأسد.. قوى دولية ترسم ملامح خريطة جديدة.. تشكيل حكومة انتقالية بدون بشار مع الاستعانة ببعض فلول النظام.. والجولاني يطرح نفسه جزءًا من المشروع
مع استمرار التصعيد على الأرض السورية، يتجه الملف السوري إلى منعطف حاسم قد يعيد تشكيل خريطة المنطقة، وتتوالى التصريحات والتحركات الإقليمية والدولية بشأن مستقبل البلاد في مرحلة ما بعد الأسد، بينما تظل سوريا محاصرة بتشابك المصالح والرؤى المتباينة بين الأطراف الفاعلة.
مرحلة انتقالية محفوفة بالتحديات
تشير التحليلات إلى أن روسيا وتركيا قد تدفعان باتجاه تشكيل حكومة انتقالية بدون بشار الأسد، مع الإبقاء على بعض عناصر النظام الحالي لضمان استمرارية مؤسسات الدولة، بالإضافة إلى دمج المعارضة في الهيكل الجديد.
هذا الطرح، رغم أهميته لتحقيق الاستقرار، يثير مخاوف من أن يؤدي إلى إعادة إنتاج النظام بوجوه مختلفة، أو يعمق الانقسامات بين القوى السياسية والمجتمعية السورية.
تركيا التي تحتضن على أراضيها نحو 3 ملايين لاجئ سوري وتخشى من تداعيات النزاع على أمنها القومي، ترى في التطورات فرصة لتعزيز نفوذها في المنطقة، إلا أن وجودها في شمال سوريا يظل عقبة أمام أي تسوية سياسية شاملة، حيث يشترط الأسد انسحاب القوات التركية، بينما تطالب أنقرة بمنطقة آمنة لإعادة اللاجئين.
الملف الكردي ودوره المحوري
من بين القضايا الجوهرية التي ستحدد مستقبل سوريا، يبرز الملف الكردي، حيث تطالب القوى الكردية بالاعتراف بحقوقها القومية، سواء عبر إقامة حكم ذاتي أو الانضمام إلى دولة فيدرالية، لكن هذه المطالب تصطدم بمعارضة شرسة من قبل النظام السوري وبعض فصائل المعارضة المدعومة من تركيا.
ويُعتبر حزب العمال الكردستاني (PKK) عائقًا أمام تحقيق توافق كردي داخلي، إذ إن نفوذه العسكري والسياسي أثار استياء الكرد أنفسهم، وأضر بعلاقاتهم مع المكونات الأخرى. لذلك، بات من الضروري فصل القضية الكردية عن تأثير هذا الحزب لضمان شراكة حقيقية مع بقية السوريين في بناء الدولة.
مصير الأسد بين الضغوط الدولية وتوازنات القوى
على الرغم من الدعم الإيراني والروسي، يبدو أن بشار الأسد بات يشكل عبئا على حلفائه. تشير تقارير إلى استياء موسكو وطهران من مراوغاته وإصراره على رفض الحلول الوسطى. ويعتقد محللون أن القوى الكبرى قد تسعى إلى تغيير القيادة السورية، لكن مع الحفاظ على بنية النظام الأساسية، لتجنب فراغ قد تستغله جماعات متطرفة مثل "داعش".
في هذا السياق، يأتي اجتماع الدوحة بين وزراء خارجية روسيا، تركيا، وإيران كمحاولة لإيجاد صيغة توافقية تضمن مصالح الجميع، دون إغفال الضغط الدولي لإشراك المعارضة في أي تسوية مقبلة.
الفرص والمخاطر في إعادة الإعمار
مرحلة ما بعد الأسد تحمل فرصا لإعادة إعمار البلاد، لكنها تعتمد على نجاح الأطراف السورية في التوافق على نظام حكم جديد. تحتاج سوريا إلى إبعاد التدخلات الخارجية التي عرقلت تطورها لعقود، خاصة التدخل التركي والإيراني.
إعادة الإعمار لن تقتصر على البناء المادي فحسب، بل تشمل أيضًا المصالحة الوطنية، وضمان العدالة الانتقالية، وتمكين المجتمع المدني. هذا يتطلب إشرافًا دوليًا لضمان تنفيذ هذه العمليات بشكل نزيه، ومنع اندلاع موجة جديدة من العنف.
دور الفصائل المسلحة ومستقبلها
وتواجه الفصائل المسلحة تحديا كبيرا يتمثل في ضرورة إعادة تعريف دورها بعد سقوط النظام.
زعيم "هيئة تحرير الشام"، أبو محمد الجولاني، حاول في مقابلة حديثة مع CNN تقديم نفسه كجزء من مشروع أكبر لبناء سوريا الجديدة، لكنه أقر بأن الهيئة قد تنتهي بمجرد تحقيق هدف الإطاحة بالأسد، ملمحًا إلى أن دورها ليس غاية بحد ذاته.
تصريحات الجولاني أثارت جدلًا حول مدى جدية هذه الفصائل في التوجه نحو العمل السياسي والتخلي عن السلاح.
ويبقى السؤال: هل ستتحول هذه الفصائل إلى شريك في بناء الدولة، أم ستظل عاملًا في تفكيكها؟
دور إسرائيل وحسابات المعارضة
في تطور لافت، نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن قيادي في "الجيش السوري الحر" قوله: إن المعارضة مستعدة لتطبيع العلاقات مع إسرائيل بعد سقوط الأسد، مشيرًا إلى إمكانية التعاون في مجالات إعادة الإعمار.
هذه التصريحات تسلط الضوء على تغير أولويات المعارضة التي باتت تركز على التخلص من النظام وحلفائه، أكثر من التمسك بالقضايا القومية التقليدية.
مستقبل غامض لكنه يحمل الأمل
سوريا ما بعد الأسد تقف على مفترق طرق، فالنجاح في تحقيق انتقال مستقر يتطلب توافقًا سوريًا داخليًا، ودعمًا دوليًا يضمن إعادة بناء البلاد بعيدًا عن التسلط والهيمنة.
الشعب السوري يمتلك من الإرادة والإمكانات ما يؤهله لإعادة بناء دولته، شريطة أن يتمكن من التخلص من إرث الظلم والتدخلات الخارجية.
والتحدي الأكبر يكمن في تحقيق التوازن بين المصالح الإقليمية والدولية، وحق السوريين في تقرير مصيرهم بأنفسهم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا