رئيس التحرير
عصام كامل

الربيع الباريسي.. سيناريوهات غامضة لمستقبل فرنسا بعد سقوط الحكومة.. ماكرون يؤكد تمسكه بالمنصب وسط أزمة سياسية.. ويتحدى مراكز القوى

ماكرون
ماكرون

في خطوة عكست الإصرار على الصمود، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تمسكه بمنصبه حتى نهاية ولايته الرئاسية عام 2027، على الرغم من الضغوط المتزايدة واستقالة رئيس الوزراء ميشال بارنييه، التي جاءت بعد تصويت البرلمان الفرنسي بحجب الثقة عن حكومته.

الإعلان جاء في لقاء جمعه مع قادة سياسيين وزعماء برلمانيين مساء أمس الخميس، حيث شدد على أنه سيبقى في منصبه، وأنه يعمل على تعيين رئيس وزراء جديد خلال الأيام المقبلة.

استقالة بارنييه: فشل وتحديات

رئيس الوزراء المستقيل ميشال بارنييه، الذي لم يمضِ سوى ثلاثة أشهر في منصبه، أُجبر على التنحي عقب تصويت 331 نائبًا على حجب الثقة، متجاوزًا الحد الأدنى المطلوب بـ288 صوتًا. 

الخطوة جاءت نتيجة تحالف غير مسبوق بين اليمين المتطرف واليسار، في خطوة وصفها ماكرون بأنها "جبهة معادية للجمهورية". 

بارنييه كان يأمل في تمرير ميزانية تستهدف خفض العجز المالي الكبير في البلاد، لكنه واجه معارضة واسعة النطاق، بما في ذلك من داخل البرلمان المنقسم إلى ثلاث كتل رئيسية لا تملك أي منها الأغلبية. 

ماكرون يواجه ضغوطًا متعددة

في ظل تصاعد التوتر السياسي، أظهرت استطلاعات الرأي أن 64% من الفرنسيين يطالبون باستقالة ماكرون، فيما تصاعدت الانتقادات من قادة المعارضة، أبرزهم مارين لوبن، زعيمة حزب "التجمع الوطني"، التي وصفت الوضع السياسي الحالي بأنه نتيجة مباشرة لسياسات ماكرون. 

من جانبه، أكد ماكرون أنه سيرشح شخصية جديدة لرئاسة الحكومة قادرة على التعامل مع الوضع الراهن وإعداد ميزانية عام 2025. إلا أن التحدي الأكبر يتمثل في تجاوز العقبات البرلمانية، حيث يتوقع أن تواجه الحكومة الجديدة نفس الصعوبات التي أطاحت ببارنييه.

محاولات لتخفيف الأزمة السياسية

إعلان ماكرون عن عزمه تشكيل حكومة "مصلحة عامة" تضم شخصيات تلتزم بالامتناع عن ممارسة حجب الثقة يعكس رغبته في إعادة الاستقرار السياسي. ومع ذلك، فإن اختيار رئيس جديد للحكومة يواجه تعقيدات كبيرة، حيث يطالب الاشتراكيون والخضر بقطع العلاقات مع "فرنسا الأبية" اليساري المتطرف، بينما تسعى "التجمع الوطني" لفرض شروطها. 

البرلمان المنقسم، الذي تحكمه ثلاث كتل دون أغلبية واضحة، يجعل من الصعب تمرير القوانين، بما في ذلك مشروع الميزانية الجديد. ومع اقتراب الموعد النهائي لتطبيق موازنة عام 2024 في ديسمبر، تزداد الضغوط على الحكومة لتجنب أزمة مالية. 

سيناريوهات الحكومة المقبلة

الخيارات المتاحة أمام ماكرون محدودة، حيث يواجه صعوبة في إيجاد شخصية تحظى بقبول واسع. ومن بين الأسماء المتداولة فرنسوا بايرو، زعيم حزب "موديم"، الذي يعد حليفًا قديمًا لماكرون، وفرانسوا باروان، الوزير السابق الذي يتمتع بعلاقات جيدة مع معظم الأطراف. 

وفي الوقت نفسه، تستمر التوترات بين الأطراف السياسية المختلفة. زعيمة "فرنسا الأبية" ماتيلد بانو أكدت أن تحالف اليسار لن يدعم أي حكومة لا تتبنى سياساته، بينما هددت لوبن بإسقاط أي حكومة لا تراعي مطالب حزبها، مثل خفض الضرائب وربط المعاشات بالتضخم.

التحديات الاقتصادية تلقي بظلالها على الأزمة

الأزمة السياسية تعمقت في ظل وضع اقتصادي حساس. مشروع الميزانية الذي سعى بارنييه لتمريره كان يهدف لتحقيق وفر بقيمة 60 مليار يورو، إلا أنه واجه رفضًا شعبيًا واسعًا بنسبة 95%، وفقًا لاستطلاعات الرأي.

من ناحية أخرى، حذرت وكالة التصنيف الائتماني "موديز" من أن استمرار الأزمة السياسية سيؤدي إلى تداعيات سلبية على الأسواق المالية وقد يضعف تصنيف فرنسا الائتماني.

ماكرون يستبعد الانتخابات المبكرة

على الرغم من الدعوات المتكررة لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، أصر ماكرون على أن البلاد لن تشهد أي انتخابات جديدة قبل يوليو 2025. هذا الموقف يعكس تصميمه على استكمال ولايته، رغم التحديات المتصاعدة من المعارضة والمجتمع الفرنسي.

تداعيات الأزمة على المستقبل السياسي

في خضم الأزمة السياسية، تبدو فرنسا على أعتاب فترة من الغموض السياسي والاقتصادي. المعارضة، بقيادة لوبن وميلانشون، تستعد لتكرار سيناريو إسقاط الحكومة، مما يزيد من احتمالات استمرار الاضطرابات.

بينما يسعى ماكرون لتجنب المزيد من الانقسامات وتعزيز الاستقرار، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن حكومته المقبلة من تجاوز العقبات البرلمانية واستعادة الثقة المفقودة لدى الشعب؟

وتظل فرنسا في مواجهة مأزق سياسي واقتصادي يتطلب حلولًا عاجلة. وبينما يسعى الرئيس الفرنسي إلى إدارة الأزمة، فإن الواقع البرلماني المنقسم واستمرار المعارضة القوية يشيران إلى أن الطريق نحو الاستقرار لا يزال طويلًا.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية