الدعم العيني والنقدي، صراع مفاهيم يحدد مستقبل العدالة الاجتماعية في مصر
تتسارع الخطى في مصر نحو إصلاح هيكلي لـ منظومة الدعم، في ظل توجهات واضحة لتحويل الدعم من العيني إلى النقدي، وهذا التوجه يتماشى مع رؤية الدولة؛ لتحقيق كفاءة أعلى في توزيع الموارد والحد من الهدر المالي، مستندة إلى دراسات وتجارب دولية ترى أن الدعم النقدي يساهم في تقليل الفجوة الاجتماعية وتحقيق العدالة، فما الذي دفع الدولة نحو هذا التوجه، وهل نشهد صراع مفاهيم بين العيني والنقدي؟
الدعم العيني.. المميزات والعيوب
يعتمد الدعم العيني على تقديم السلع والخدمات مباشرة إلى المستفيدين، مثل دعم الخبز، الوقود، والتموين في مصر، وعلى الرغم من أنه كان حجر الزاوية في السياسات الاجتماعية لعقود طويلة، إلا أن هذا النموذج تعرض لانتقادات عدة، أبرزها؛ الهدر الاقتصادي نتيجة الفجوات في التوزيع واستفادة الفئات غير المستحقة وضعف الكفاءة بسبب التكاليف التشغيلية العالية لنقل وتخزين السلع وغياب المرونة، حيث لا يسمح الدعم العيني للأفراد بتلبية احتياجاتهم المختلفة.
لكن من جهة أخرى، يُعتبر هذا النوع من الدعم ضمانة فعلية للحصول على السلع الأساسية بأسعار مدعومة، خاصة في أوقات الأزمات الاقتصادية أو التضخم.
الدعم النقدي.. حرية الاختيار مقابل الأمان الاجتماعي
في المقابل، يتيح الدعم النقدي تحويل مبالغ مالية مباشرة للمستفيدين، مما يمنحهم حرية أكبر في اختيار احتياجاتهم، ومن بين المزايا البارزة لهذا النظام تقليل الهدر، فالأموال تصل مباشرة إلى المستحقين دون الحاجة إلى منظومات تشغيل معقدة أو تلويث الدعم بفساد البعض، مما يعني توجيه الدعم للأكثر استحقاقًا باستخدام أنظمة رقمية متقدمة، وتعزيز الاستقلالية، إذ يمكن للمواطن أن يحدد أولوياته بدلًا من الاعتماد على سلع محددة.
لكن التحدي الأكبر يظل في التحكم بالتضخم الذي قد ينجم عن زيادة القدرة الشرائية، بالإضافة إلى ضرورة وجود قاعدة بيانات دقيقة لتحديد المستفيدين بدقة.
أسباب توجه الدولة المصرية نحو الدعم النقدي
وفي السنوات الأخيرة، خطت مصر نحو تحسين كفاءة منظومة الدعم، بما في ذلك تحديث قواعد البيانات، وتنقية بطاقات التموين، وتجريب برامج نقدية مثل "تكافل وكرامة" فالتحول إلى الدعم النقدي ليس مجرد إجراء اقتصادي، بل يعكس توجهًا لتحقيق عدالة اجتماعية وفق مفاهيم مختلفة.
أما الرؤية المستقبلية فتكمن في دعم مباشر أكثر شفافية ومرونة، مع تقليص الاعتماد على الدعم العيني تدريجيًا، على سبيل المثال، توجه الدولة لتقديم مبالغ مالية كبديل لدعم الخبز قد يُحدث نقلة نوعية، لكنه يحتاج إلى حزمة إجراءات مرافقة مثل ضبط الأسواق وتوعية المواطنين.
هل نجح الدعم النقدي عالميا ؟
نجحت دول مثل البرازيل والهند في تنفيذ برامج دعم نقدي فعالة، فعلى سبيل المثال؛ برنامج "بولسا فاميليا" في البرازيل ساهم في تقليص معدلات الفقر بشكل كبير، ومع ذلك تجارب أخرى أظهرت أن غياب التخطيط أو ضعف الرقابة قد يؤدي إلى آثار عكسية، كزيادة الفقر أو ارتفاع التضخم.
ويبقى الفرق بين الدعم النقدي والعيني في مصر أكثر من مجرد قرار سياسي، فهو اختبار لإرادة الدولة والمجتمع في تحقيق العدالة الاجتماعية وتحسين جودة حياة المواطنين.
وفي حين تبدو المزايا النظرية للدعم النقدي جاذبة، فإن نجاحه مرهون بوجود بنية تحتية قوية، وضمانات حماية اجتماعية فعالة، ورقابة صارمة على الأسواق، حتى تتمكن مصر من تحقيق التوازن المطلوب بين الطموح والإمكانات.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا