القتلة.. قراءة فى تاريخ مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية منذ تأسيسها.. حظوظ يوآف جالانت عسكريًا لم تحالفه فى حياته السياسية التى تشوبها الفضائح
أصدرت المحكمة الجنائية الدولية الأسبوع الماضي، مذكرة اعتقال بحق رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، ووزير جيشه المقال يوآف جالانت، وانضم الاثنان إلى قائمة قتلة تضم 9 أسماء بارزة طاردتهم الجنائية الدولية منهم من سقط فى قبضتها وأغلبهم اختار لنفسه العزلة الطوعية وتجنب دخول أراضى أو عبور أجواء 124 دولة، هربًا من سقوطه بقبضة العدالة الدولية خلف الأسوار الحديدية فى لاهاي.
وخلال تاريخ المحكمة الدولية منذ تأسيسها قبل 22 عامًا عام 2002، واجه قادة ورؤساء دول عدة مذكرات اعتقال، لكن لم تستطع المحكمة إلزامهم بالحضور، فهى جهة قانونية لا تملك شرطة أو جيشا لتنفيذ مثل تلك الأوامر، والوحيد الذى وقف أمام قضاة الجنائية الدولية، الزعيم الصربى سلوبودان ميلوسوفيتش، ويواجه الرئيس الروسى فلاديمير بوتين نفس الإشكالية.
وفى إسرائيل وحدها صدرت مذكرات اعتقال بحق 4 من مجرميها، فبالإضافة إلى جالانت ونتنياهو، صدرت مذكرات مماثلة لرئيس وزراء الاحتلال رقم 11 أرييل شارون، وكان القضاء البريطانى أصدر مذكرة بحق وزيرة الخارجية سابقًا تسيبى ليفني، لارتكابها جرائم حرب بحق الشعب الفلسطينى الأعزل.
على الصعيد العربى وتحديدًا فى أفريقيا، طالت مذكرات الاعتقال الرئيس السودانى (المعزول) عمر البشير، والعقيد الليبى الراحل معمر القذافي، ونجله سيف الإسلام، ورئيس الاستخبارات فى تلك الفترة عبد الله السنوسي.
وفى عمق القارة، طالت إجراءات الجنائية الدولية، كينيا بشكل لافت، وطالت المذكرات، مواى كيباكي، رئيس البلاد الأسبق فى الفترة (2002–2013)، ومن بعده أيضًا الرئيس أوهورو كينياتا (2013 - 2022)، والرئيس الحالى ويليام روتو حينما كان نائبًا للرئيس، وأيضًا الرئيس الأسبق لساحل العاج لوران غباغبو.
وفى هذا الملف الخاص عن الجنائية الدولية تستعرض «فيتو» حقائق عن الجنائية الدولية، وتجارب الأسماء البارزة التى لاحقتهم، لتبيان مدى أهمية مذكرات الاعتقال الصادرة عنها من عدمه، رغم دلالته الرمزية كونها تعد وثيقة إدانة رسمية أمام المجتمع الدولي.
شريك نتنياهو فى الجرائم التى ارتكبت فى قطاع غزة من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، هو وزير الدفاع يوآف جالانت، الذى صدر بحقه مذكرة اعتقال هو الآخر من الجنائية الدولية. ورغم الخلافات التى دبت بينه وبين شريكه فى الشر، والتى انتهت بإقالته من منصبه، لكنهم رغم الخلافات حول الغنائم السياسية اتفقا على قتل سكان غزة بدم بارد وتجويعهم ومنع العلاج عنهم.
وبصفة جالانت كوزير للجيش، ارتكبت أبشع الجرائم بحق المدنيين خلال فترة شغله منصبه بحكومة الحرب.
ويشير مصطلح «جرائم الحرب» فى تعريف الأمم المتحدة، إلى مجموعة من الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنسانى الدولى تؤدى إلى المسئولية الجنائية الفردية، بما فى ذلك «قتل المدنيين فى أرض محتلة وإساءة معاملتهم وإبعادهم، إضافة لقتل أسرى حرب أو إساءة معاملتهم، وقتل الرهائن، وسلب الممتلكات الخاصة، وتدمير الممتلكات» وجميعها جرائم نفذها جيش الاحتلال، بتعليمات مباشرة من وزيره جالانت الذى أشرف على المهمة بامتياز.
وارتكب الجيش الإسرائيلى تحت رئاسة جالانت 11 جريمة بحق سكان القطاع، شملت الهجمات العشوائية واستهداف المدنيين، ووثقت كاميرات الإعلام على الهواء مباشرة إضافة لمنظمات حقوقية ارتكاب قوات الاحتلال عشرات المجازر، عبر القصف الجوى والمدفعي، مما أدى لتدمير مربعات سكنية كاملة على رؤوس سكانها، وأوقع مئات الشهداء والجرحى.
الإعدامات الميدانية
تعمد قناصة الاحتلال قنص المدنيين وإبقاءهم ينزفون حتى الشهادة فى الشوارع، ومنع وصول سيارات الإسعاف والطوارئ لهم لإنقاذهم، بل ويقومون بإطلاق النار على كل من يحاول إنقاذهم.
استهداف المستشفيات وفرق الإسعاف والدفاع المدني
وخلال العدوان استهدفت قوات الاحتلال بشكل متعمد المستشفيات الأربعة المتبقية فى شمال غزة، وهى مستشفى اليمن السعيد الذى قصفه الاحتلال أكثر من 3 مرات، إضافة لقصف مستشفيات العودة، والمستشفى الإندونيسي، ومستشفى كمال عدوان، كذلك استهدفت قوات الاحتلال بالقصف المباشر أو القنص سيارات الدفاع المدنى والإسعاف.
التجويع
جريمة حرب تضاف لسجل جالانت، بعدما تعمدت قواته خلال حربه على قطاع غزة، تجويع الفلسطينيين، عبر منع إدخال الطعام والوقود والماء والمساعدات منذ شهر كامل، بالإضافة إلى قصف المخابز والمتاجر ومراكز توزيع المساعدات الإنسانية، لإجبار السكان على ترك منازلهم والنزوح.
ينص القانون الدولي، على أن “الأمر بترحيل السكان المدنيين لأسباب تتصل بالنزاع دون أن يتطلب ذلك أمن الأشخاص المدنيين المعنيين يعد جريمة حرب”، وقد أجبر جالانت بالقوة ملايين الفلسطينيين على النزوح جنوبًا، سواء عبر اقتحام منازلهم أو عبر اقتحام مراكز الإيواء التابعة للأمم المتحدة.
قصة اسم يوآف
فى حرب ١٩٤٨ شن يوآف، عملية عسكرية نفذها الاحتلال فى الجزء الشمالى والأوسط من صحراء النقب، هدفها كان إبعاد القوات المصرية المتواجدة فى وسط وجنوب فلسطين وصولًا إلى الساحل الجنوبى عن طريق بئر السبع، وأدت حينها لاحتلال النقب الشمالى والأوسط بما فيه مركز النقب وهى بلدة بئر السبع.. ولأن مصر على وعد مع العدو التاريخى على حدودها، وبعد تلك العقود ظهر على حدودنا فى غزة مجددًا «يوآف» وزير دفاع الاحتلال، الذى اختار له والده جالانت الذى أطلق عليه اسم العملية العسكرية ضد القوات المصرية.
عاد لنا يوآف حاملًا باسمه ذكريات مستفزة لمشاعرنا عن حرب 1948، وبمنصبه كوزير للدفاع يحمل النعوش على دبابات جيشه للضحايا الأبرياء الأطفال قبل النساء.
ولد يوآف 1958 لأبوين بولنديين هاجرا إلى فلسطين عام 1948، عينه رئيس الوزراء نتنياهو وزيرا للدفاع، وكان قد أقاله من ذات المنصب فى مناسبتين قبل 2023.
معروف عنه تشجيعه للاستيطان، وعمل والده فى لواء جفعاتى فى حرب 48 عقب وصوله مباشرة إلى أرض فلسطين، سمى ابنه يوآف نسبة لعملية عسكرية فى حرب ٤٨ كانت تسمى «يوآف»، ليترك لنا ذكرى من الماضى نسمعها يوميًا فى نشرات الأخبار.
تخرج ابن جالانت فى جامعة حيفا، وحصل على شهادة البكالوريوس فى الاقتصاد وإدارة الأعمال، والتحق عام 1976 بصفوف قوات الكوماندوز فى الجيش الإسرائيلي، المعروفة باسم «شيطت 13» وعمل ضابطًا فى القوات البحرية.
عقب تسريحه من الخدمة العسكرية الإلزامية عام 1982، هاجر إلى ولاية ألاسكا الأمريكية، وقضى فترة هناك يعمل حطّابًا، ليعود بعد أقل من عامين، ويعمل فيها قائدًا لسفينة عسكرية مقاتلة.
واعتاد الحطاب السابق ذو الوجه الأحمر ووزير دفاع الاحتلال المقال، أن يطل علينا يوميًا عبر وسائل الإعلام، متحدثًا عن إنجازات عسكرية ومتفاخرا بحصر أعداد القتلى -الشهداء- ولقناعته بأن جثامين غزة سبب حظه فى المناصب، يصدر تعليمات عسكرية أكدت جميع دول العالم مخالفتها لقانون الحرب.
لكن الانتقادات ظلت لا تشغل يوآف، ويدرك جيدًا أن ترشيحه عام 2010 لتولى هيئة الأركان كأول ضابط بحرية يتولى هذا المنصب فى تاريخ الاحتلال، جاء بسبب رضا وزير الدفاع الإسرائيلى آنذاك إيهود باراك عن جرائمه فى عملية «الرصاص المصبوب» على القطاع وقتها.
حظوظ يوآف جالانت عسكريًا، لم تحالفه فى حياته السياسية التى تشوبها الفضائح والمشكلات منذ بدايته لها فى يناير 2015، وبدأ حينها بانضمامه إلى حزب «كولانو» (كلنا)، واحتل وقتها المركز الثانى فى قائمة الحزب لانتخابات 2015، ثم انتخب عضوًا بالكنيست، وعين لاحقًا وزيرًا للإنشاءات فى حكومة الاحتلال الجديدة، ترك جالانت بعده حزبه وانضم إلى الليكود الذى يقوده نتنياهو، واستغنى عنه صديق الأمس بعدما حقق المطلوب منه فى غزة، وبدأ يطمح لدور سياسى أعلى مغازلا الشارع بحديثه عن صفقة الأسرى وغياب الرؤية لدى الساسة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا