رئيس التحرير
عصام كامل

كارثة بيئية تلوح في الأفق.. غرق سفينة الشحن بالقصير تهدد كنوز البحر الأحمر.. وبدء برنامج لاستعادة النظام البيئي بجنوب سيناء

سفينة شحن
سفينة شحن

تطل علينا مرة أخرى صور مأساوية تعكس حجم التهديدات التي تواجه كوكبنا، حيث تشهد سواحل البحر الأحمر كارثة بيئية جديدة بفعل غرق سفينة الشحن "في إس جي جلوري"، هذا الحدث المؤسف الذي يسلط الضوء على هشاشة التوازن البيئي البحري، ويضعنا أمام مسئولية حماية هذه النظم البيئية الفريدة التي تشكل ركيزة أساسية للحياة على كوكبنا.

تفاصيل كارثة غرق سفينة الشحن

في الثاني من ديسمبر، وبعد أكثر من عشرة أيام من جنوحها على الشعاب المرجانية، غرقت سفينة الشحن "في إس جي جلوري" قبالة سواحل القصير في البحر الأحمر، وكانت السفينة محملة بكميات كبيرة من الوقود والزيوت، بالإضافة إلى آلاف الأطنان من الحمولات الأخرى، وعلى الرغم من الجهود المبذولة لإفراغ خزانات الوقود، إلا أن تسربًا نفطيًا قد وقع، مما يهدد بتلويث المياه وتدمير الشعاب المرجانية والحياة البحرية.

تهديد للشعاب المرجانية والتنوع البيولوجي

تعتبر الشعاب المرجانية في البحر الأحمر من أغنى النظم البيئية البحرية في العالم، وهي موطن لمئات الأنواع من الكائنات الحية، وتلعب هذه الشعاب دورًا حيويًا في حماية السواحل من التآكل، وتوفير الغذاء والمأوى للعديد من الكائنات البحرية، كما تعتبر مصدرًا رئيسيًا للدخل للسكان المحليين الذين يعتمدون على السياحة والصيد.

ويشكل تسرب النفط تهديدًا كبيرًا لهذه الشعاب المرجانية، حيث يؤدي إلى اختناق الكائنات الحية، وتدمير الشعاب المرجانية، وتلوث السلسلة الغذائية، بالإضافة إلى ذلك، فإن المواد الكيميائية الموجودة في النفط قد تتسبب في أضرار طويلة الأمد للبيئة البحرية.

مخاوف المنظمات البيئية

وأعربت العديد من المنظمات البيئية عن قلقها البالغ إزاء هذه الكارثة، محذرة من عواقبها الوخيمة على البيئة البحرية والمجتمعات المحلية، وطالبت هذه المنظمات بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة للحد من آثار هذا التلوث، وتقديم الدعم اللازم للمجتمعات المتضررة.

ودعت إحدى هذه المنظمات إلى ضرورة إعلان نتائج تقييم الأثر البيئي بشكلٍ شفاف، وذلك لمعرفة حجم الضرر الذي لحق بالبيئة البحرية، وتحديد المسئوليات، ووضع خطط للتعافي، كما طالبت المنظمة بتعويض المجتمعات المحلية المتضررة عن الخسائر التي تعرضت لها.

وأكدت المنظمات البيئية أن كارثة غرق سفينة الشحن "في إس جي جلوري" تعتبر جرس إنذار يدعونا إلى إعادة التفكير في علاقتنا بالبيئة البحرية، ويجب علينا جميعًا أن نتحمل مسؤوليتنا في حماية هذه النظم البيئية الهشة، وأن نعمل معًا لتجنب تكرار مثل هذه الكوارث في المستقبل.

مقترحات لحل مشكلة غرق سفينة القصير

ووجهت المنظمات البيئية بعض المقترحات للتعامل الفوري مع التلوث حيث شددت على أنه يجب اتخاذ إجراءات عاجلة لاحتواء التلوث النفطي ومنع انتشاره، وأيضا يجب إجراء تقييم شامل للأضرار التي لحقت بالبيئة البحرية، وتحديد الاحتياجات اللازمة للتعافي.
 

وشددت المنظمات البيئية أيضا على أنه يجب وضع خطط طويلة الأجل لاستعادة البيئة البحرية المتضررة، وإعادة تأهيل الشعاب المرجانية، وتشديد الرقابة على حركة السفن في المناطق الحساسة بيئيًا، وتطبيق قوانين صارمة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث، وتوعية المجتمع بأهمية حماية البيئة البحرية، ودوره في الحفاظ على التنوع البيولوجي، مؤكدة أن حماية البيئة البحرية مسؤولية مشتركة تقع على عاتق الجميع يجب علينا أن نعمل معًا لبناء مستقبل مستدام للأجيال القادمة.

رفع درجة الاستعداد والتأهب القصوى لاحتواء الموقف


ومن جانبها، أكدت الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة انه تم تنفيذ العديد من الجهود والمحاولات علي مدار الأيام الماضية لاحتواء أزمة جنوح سفينة الشحن بمدينة القصير من خلال اللجنة المشكلة بدعم من القوات البحرية وبالتعاون مع فريق عمل محميات البحر الأحمر والفرع الإقليمي لجهاز شئون البيئة والهيئة العامة للبترول وشركة بتروسيف للحفاظ عل البيئة البحرية والسيطرة علي تسريب الزيوت بالإضافة إلى حماية الاستخدامات السياحية بالمنطقة وإجراءات العديد من المحاولات لمنع غرق السفينة إلا أن الظروف الجوية وشدة تضرر بدن السفينة أدت الي غرقها.

وأضافت الدكتورة ياسمين فؤاد أن غرق السفينة أتى نتيجة حدوث ميل بالجانب الأيمن منها، وكذلك كثرة الشروخ بها مما أدي الي صعوبة إصلاحها وخاصة في ظل سوء الأحوال الجوية، مشيرة الي انه جاري حاليا المتابعة من قبل القوات البحرية وجهات التحقيق للموقف على مدار الساعة، كما أنه تم إنزال أخر أفراد أطقم السفينة وتم تسليمهم الي جهات التحقيق.

المتابعة علي مدار الساعة لمنع أية ترسيب لملوثات بيئية بالمنطقة المحيطة بالحادث 
 

وقد وجهت الدكتورة ياسمين فؤاد برفع درجة الاستعداد والتأهب القصوى والعمل علي منع أى تسريب للملوثات بالمنطقة المحيطة بالحادث من خلال تكليف فرق العمل بمتابعة عملية الغرق ورصد أي آثار بيئية تنجم عنها واتخاذ كافة الإجراءات للسيطرة عليها وعدم وصولها للشاطئ، بالإضافة إلى وضع المزيد من الحواجز الماصة لامتصاص أي تسربات زيتية لحماية البيئة البحرية قد تنجم عن الغرق.

وشددت وزيرة البيئة على التنسيق والمتابعة من قبل اللجنه المشكلة وإدارة الأزمات والكوارث بالوزارة علي مدار الساعة والعمل علي منع وصول اي قطع من حطام السفينة الي الشواطئ أو المناطق السياحية المجاور والتأكد من سلامة المنطقة والبيئة البحرية معا.

بدء برنامج استعادة النظام البيئي بالبحر الأحمر وجنوب سيناء

وكانت الدكتورة ياسمين فؤاد، وزيرة البيئة قد أعلنت عن بدء برنامج استعادة النظام البيئي بالبحر الأحمر وجنوب سيناء، وقد تم اتخاذ القرار بالبدء بمنطقة القصير والذي سيتضمن عمليات رصد بيئي متخصصة ومستمرة، إلى جانب دراسات لقياس معدلات استعادة الكفاءة وتقييم مدى الحاجة لإعادة التأهيل بهذه المنطقة، وذلك حتى إتمام عودة التوازن البيئي البحري، بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بمصر.

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا

تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا

الجريدة الرسمية