أحمد فؤاد نجم.. ما تيسر من سيرة الفاجومي.. عاش حياة الصعلكة بكل تفاصيلها.. وصفه السادات بـ"البذيء".. اعتبره الراعي "الشاعر البندقية".. وسر كراهيته للعندليب
أحمد فؤاد نجم ، أو الفاجومى كما كان يحب أن يطلق عليه، هو شاعر العامية، كتب الشعر الثوري، كان شخصية متفردة في كل تفاصيلها، وصفه السادات بالشاعر البذيء، ووصفه الدكتور علي الراعي بالشاعر البندقية، جريء في أشعاره، وعاش فقيرًا مسجونًا مطاردًا، وعمل في مهن صغيرة، وكون دويتو فني مع الشيخ إمام عيسى، وعاش حياة الصعلكة بكل تفاصيلها، ورحل في مثل هذا اليوم 3 ديسمبر عام 2013 عن 84 عامًا.
عرف عن الشاعر أحمد فؤاد نجم أنه الشاعر الجريء المنفلت اللسان الذي يقول ما لا يخطر على بال أحد في لقاءاته الصحفية و التليفزيونية، عاش حياته منطلقًا لا يأبه أحدًا حتى كتب أشعارًا سياسية معارضة، ولم يرض عن نظام، ولم يرض عنه أي نظام، فكان نصيبه السجن عدة مرات.
نزيل ملجأ أيتام مع العندليب
ولد أحمد فؤاد نجم في أبو حماد بمحافظة الشرقية عام 1929، لأب فقير أدت وفاته إلى حرمانه من التعليم والانتقال إلى ملجأ أيتام في الزقازيق عام 1936، وهو نفس الملجأ الذي ضم الفنان الراحل عبد الحليم حافظ بعد وفاة والده أيضًا، تعلم نجم في الملجأ مهنة الخياطة، وبعد ١٠ سنوات خرج من الملجأ وكان يبلغ من العمر 17 عامًا.
عمل أحمد فؤاد نجم في أكثر من مهنة قبل أن تقوده الحياة ليكون أشهر شاعر عامية، ومن أبرز هذه المهن، فلاح في الحقل، وكلاف بهايم، وعامل أنفار، كما عمل أيضًا في معسكرات الجيش الإنجليزى حيث ناضل ضدهم، كما اتجه للعب كرة القدم، وعمل أيضًا بائع وعامل بناء، وموظف في السكة الحديد وذلك أثناء تولي حكومة النحاس قيادة البلاد، ولقد علم نجم نفسه القراءة والكتابة، وتم سجنه للمرة الأولى بتهمة التزوير.
ديوان صور من الحياة والسجن
وفي السجن كتب أحمد فؤاد نجم أول ديوان شعري له، وقد شجعه مدير السجن والمأمور على الكتابة، وكان ينظمان له ندوات شعرية في مسرح السجن، وينشروا له في مجلة السجن، كما شجعه المأمور على دخول مسابقة الكتاب الأول، وأحضر له الورق على حسابه ونسخ له القصائد وأرسلها بمعرفته إلى المجلس الأعلى للفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، وقررت لجنة الشعر بالمجلس بعد فوزه في مسابقة الكتاب الأول نشر أول دواوينه "صور من الحياة والسجن"، وكتبت له المقدمة الدكتورة سهير القلماوي، وبعد خروجه من السجن تم تعيين أحمد فؤاد نجم موظفًا بمنظمة تضامن الشعوب الآسيوية الأفريقية وأصبح أحد شعراء الإذاعة المصرية.
حياة الملجأ مع العندليب
ويحكي أحمد فؤاد نجم عن الفترة الاولى من حياته ويقول: خرجت من بيتنا الصغير إلى ملجأ أيتام الزقازيق كما تخرج الذبيحة إلى المجزر، وقعدت فيه 10 سنوات ضمن 150 يتيمًا وكان هناك عبد الحليم حافظ، عشنا بعض الوقت في حجرة واحدة وفشلت اتعلم في ورش الأحذية لكني نجحت في أن أكون ترزيًّا، وفي عام 1945 رجعت عزبة أبو نجم وكأنك يا أبو زيد ما غزيت واشتغلت فلاح في الحقل، كلاف بهايم، ثم عامل أنفار، ثم العمل في معسكرات الجيش الإنجليزى والنضال ضدهم قليلًا، لاعب كرة وبائع وعامل بناء، وموظف في السكة الحديد أثناء حكومة النحاس وعلمت نفسي القراءة والكتابة.
التقى الشاعر أحمد فؤاد نجم فى أوائل الستينات بالشيخ إمام عيسى عن طريق صديق مشترك، وكون الاثنان دويتو مبدع حقق جماهيرية كبيرة بين المثقفين، فغنى الشيخ إمام عازفًا على عوده أشعار نجم وكانت باكورة أغانيهم المشتركة أغنية " أنا أتوب عن حبك " قدما بعدها أكثر من 30 أغنية من أشهرها: عشق الصبايا، ساعة العصاري، مصر يامة يابهية، جيفارا مات، يا عبد الودود، غيرهم مفيش، شيلني وأشيلك، يامه يابهية، كلب الست، قصيدة البتاع، وقصيدة صباح الخير ع الورد اللى فتح فى جناين مصر وغيرها.
ثنائية نجم والشيخ
عاش الثنائي أحمد فؤاد نجم والشيخ إمام عيسى في حجرة واحدة بحارة حوش قدم بحي الغورية وأصبحت الحارة ملتقى المثقفين، وحرص نجم والشيخ إمام على التركيز على الأغنية السياسية، ولم تحظ أغنياتهم بشهرة حيث إنه كان يتم تقديمها في الجلسات الخاصة والمقاهي إلى أن تم تقديم الثنائي للجمهور لأول مرة عام ١٩٦٨ في حفل بنقابة الصحفيين، ولقد طلبتهما إذاعة صوت العرب بعد الحفل بيومين ليقدما الأغنيات الخاصة بهما عبر الإذاعة بمقابل مادي ممتاز ولكنهما رفضا فانتهى وجودهما في الإذاعة ومنعت أغانيهما من كافة محطات الإذاعة حتى التسعينيات من القرن الماضي.
صوت المعارضة بعد النكسة
أحب نجم "عبد الناصر" وتعلق به جدًّا، لكن توترت العلاقة بينهما بعد هزيمة 1967، فتحول من الغزل إلى السخرية، فغنى إمام ونجم “ الحمد لله خبطنا/تحت بطاطنا” وهو ما لم يتحمله ناصر وأودعهما السجن، ولم يخرجا حتى وفاة عبد الناصر، كانت قصائد نجم وصوت الشيخ صوتًا للمعارضة بعد النكسة ووجود الانفتاح في عهد السادات، ومن هنا كان هناك صدام دائم للدويتو الناجح مع الشرطة.
حصل الشاعر الراحل أحمد فؤاد نجم على عدد من الجوائز والتكريمات في حياته، حيث تم انتخابه سفيرًا للفقراء من قبل المجموعة العربية في صندوق مكافحة الفقر التابع للأم المتحدة عام 2007، كما فاز بجائزة الأمير كلاوس الهولندية عام 2013، وهي من أرقى الجوائز في العالم وقدرها 100 الف يورو، وحصل كذلك على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي عام 2013، وذلك بعد وفاته.
كانت آخر أمسيات أحمد فؤاد نجم الشعرية برفقة "فرقة الحنونة" بالعاصمة الأردنية عمان بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وبعد عودته وفى الثالث من ديسمبر عام 2013 غيبه الموت وتم تشييع جنازته التي ضمت أحباؤه ومريديه من مسجد الحسين بالقاهرة.
مسابقة نجم لاكتشاف المواهب
تقديرًا لقيمة الشاعر أحمد فؤاد نجم في شعر العامية تبنى رجل الأعمال نجيب ساويرس فكرة إنشاء مسابقة باسم أحمد فؤاد نجم تعمل على اكتشاف المواهب الشابة فى الأعمال الإبداعية الأدبية بتخصيص جائزة سنوية قدرها 300 ألف جنيه توزع بالتساوي على العشرة الأوائل الفائزين بالمسابقة في شعر العامية وبلغت جائزة أحمد فؤاد نجم في الأعمال النقدية 50 ألف جنيه، وتقام يوم السبت القادم 7 ديسمبر الدورة الحادية عشر للمسابقة تحت رعاية رجل الأعمال نجيب ساويرس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا