ارتبطت قصته بجمال مبارك، أسرار قصر فاخر بملايين الدولارات تركته عائلة مصرية وهربت من أمريكا
في قلب مدينة نيويورك، على جزيرة ستاتن، يقف قصر فاخر مهجور يثير فضول المارة وأصبح حديث المنصات الرقمية.
القصر، الذي تصل قيمته إلى أكثر من 7 ملايين دولار، كان يومًا رمزًا للثراء والفخامة، مليئًا بالسيارات الفارهة، والأثاث الفاخر، ومقتنيات بملايين الدولارات. ومع ذلك، يظل مهجورًا بعد أن هربت العائلة المصرية المالكة له تاركة وراءها كل شيء.
ما وراء الغموض
القصر الواقع جزيرة ستاتن في نيويورك تحوّل إلى وجهة لمدوني الفيديو الأمريكيين، الذين تسابقوا لزيارته وتصويره. البعض زعم أن القصر كان ملكًا لجمال مبارك، نجل الرئيس الأسبق حسني مبارك، بينما أشار آخرون إلى أن الأسرة كانت على صلة بعصابات المافيا. لكن هذه المزاعم لم تكن سوى تكهنات، بينما الحقيقة التي وثقتها “فيتو” تكشف تفاصيل أكثر غموضًا ودرامية.
القصر من الداخل
القصر يتميز بفخامة معمارية استثنائية تعكس حياة الترف التي عاشتها الأسرة المصرية المالكة يتميز القصر بواجهة فاخرة تجمع بين الطراز الأوروبي الكلاسيكي والعناصر الحديثة، مع مدخل رئيسي مزين بدرج رخامي وباب خشبي ضخم. الداخل يضم غرف معيشة واسعة ذات سقوف مرتفعة مزينة بثريات كريستالية، ومطبخ عصري مجهز بأجهزة فائقة الجودة، بالإضافة إلى عدة غرف نوم فخمة تطل على حدائق خضراء.
القصر يضم أيضًا صالة ألعاب بغرفة بلياردو، وصالة سينما صغيرة، وحمامات مصممة بأحواض جاكوزي وأسطح من الرخام الفاخر. أسفل القصر، يوجد قبو مُعد ليكون ملجأ آمنًا مزودًا بمولدات كهرباء ومخزون من الطعام والمياه.
أما الجراج، فيحتوي على سيارات مرسيدس وبي إم دبليو فارهة تُركت كما هي. رغم جمال القصر وتصميمه الفاخر، فإن علامات الإهمال والخراب باتت واضحة، ليصبح القصر شاهدًا على قصة غامضة أثارت الفضول والتساؤلات.
البداية من قطر
القصة التي كشفت “فيتو” تفاصيلها الكاملة، بدأت في قطر، حيث كان رجل الأعمال المصري “عبد الناصر ك ش ” يعيش مع أسرته. هناك، وظّف ثلاث عاملات فلبينيات للعمل كمدرسات لأطفاله في نيويورك، مع وعد بحياة كريمة ورواتب مغرية تصل إلى 1200 دولار شهريًا. لكن بمجرد وصول العاملات إلى الولايات المتحدة، تغيّرت القصة تمامًا.
بدلًا من التدريس، وُضعت العاملات للعمل كخادمات في القصر. ساعات العمل كانت طويلة جدًّا، وظروف المعيشة قاسية، حيث أُجبرن على النوم في غرف صغيرة مع أطفال العائلة. ولم تكن الرواتب كما وُعدن؛ إذ حصلن فقط على 240 دولارًا شهريًا، أقل بكثير مما توقعن.
حياة أشبه بالسجن
كانت جوازات سفر العاملات محجوزة لدى الزوجة، السيدة عبير، التي استخدمتها كوسيلة لضمان عدم هروبهن. واحدة من العاملات، تُدعى رينا، ذكرت أنها تعرضت للإهانة والضرب من قبل الزوجة، في حين عاشت الأخريات تحت تهديد مستمر بعدم مغادرة القصر.
الإعصار يكشف المستور
في عام 2012، ضرب إعصار ساندي مدينة نيويورك، وأجبر الأسرة على الانتقال إلى فندق. خلال تلك الفترة، استغلت رينا الفرصة للتواصل مع ابنتها في الفلبين، التي بدورها اتصلت بمنظمة حقوقية تُدعى Damayan. المنظمة، بالتعاون مع السفارة الفلبينية والشرطة الأمريكية، تدخلت لإنقاذها.
رينا وصفت لحظة إنقاذها بأنها “ولادة جديدة”، حيث استعادت حريتها بعد أن سلمت السفارة جواز سفرها من الأسرة. ومع ذلك، استمرت المعاناة للعاملات الأخريات.
هروب العاملات الأخريات
في عام 2014، تمكنت عاملة أخرى تُدعى جينج من الهروب. جينج، التي كانت محاصرة في القصر وتعيش تحت تهديد دائم، استطاعت التواصل مع السلطات عبر منظمة Damayan أيضًا. السفارة الفلبينية كانت تخطط لرفع دعوى اتجار بالبشر ضد الأسرة، لكن الأسرة اختفت فجأة قبل أن تُتخذ أي إجراءات قانونية.
الاتجار بالبشر: الجريمة التي تهدد المجتمع
الاتجار بالبشر جريمة تُعتبر من أخطر الجرائم في القانون الأمريكي. الجريمة تشمل أي استغلال للأفراد بالقوة أو التهديد أو الحبس، سواء كان ذلك بالعمل القسري أو أي شكل آخر من أشكال الاستعباد.
في حالة إثبات التهمة، كان من الممكن أن تواجه الأسرة المصرية عقوبات صارمة، بما في ذلك:
• السجن المؤبد: حيث تُعتبر الجريمة انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان.
• غرامات مالية ضخمة: تُستخدم لتعويض الضحايا وتحمل مصاريف المحاكم.
• الترحيل: طرد الأسرة ومنعها من دخول الولايات المتحدة مرة أخرى.
الهروب المفاجئ
بينما كان الاتجار بالبشر هو المحور الرئيسي للقضية، هناك جانب آخر من القصة يتعلق بالديون. تشير الوثائق إلى أن القصر حُجز عليه بسبب ديون أقل من 10,000 دولار، وهو مبلغ لا يتناسب مع قيمة القصر أو مستوى الثراء الذي كانت تعيشه الأسرة.
لكن تراكم هذه الديون يبدو أنه حدث بعد هروب الأسرة، مما يُرجح أن الهروب لم يكن بسبب الأزمات المالية، بل بسبب الضغوط القانونية والاتهامات الخطيرة التي واجهتها الأسرة.
محاولات للتواصل
وفقًا لرواية منظمة Damayan، فإن العاملات كن ضحايا استغلال واضح. حاولت “فيتو” التواصل مع السيدة عبير زوجة رجل الأعمال المصري للحصول على توضيحات حول القصة، لكنها لم تستجب.
أسئلة بلا إجابات
القصر الآن يقف مهجورًا، لكنه يحمل أسرارًا لم تُكشف بعد. هل كانت العائلة ضحية لمؤامرة؟ أم أن الاتهامات صحيحة ودفعها الخوف إلى الهروب؟
الجدل حول القصر والأسرة المصرية قد يستمر طويلًا، لكن المؤكد أن هذه القصة تُظهر لنا كيف يمكن أن تتحول حياة الفخامة إلى فصول من الغموض والمعاناة.
“فيتو” ستظل تتابع تطورات هذه القصة وأي مستجدات تظهر في المستقبل. تابعونا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا