لماذا تهاجم التنظيمات المسلحة الجيش السوري في هذا التوقيت؟.. فراغ حزب الله يفتح شهية المسلحين للسيطرة.. وصراع القوى الإقليمية يغير قواعد اللعبة

 تزامنت الهجمات التي شنتها الفصائل المسلحة على مواقع الجيش السوري في شمال البلاد مع ظروف إقليمية ودولية معقدة، أبرزها الفراغ الذي خلفه تراجع دور حزب الله، وانشغال روسيا بالحرب في أوكرانيا، والضغوط الدولية على إيران.

هجوم مفاجئ واستيلاء على أراضٍ واسعة

 شنت هيئة تحرير الشام، تحالف يضم مجموعات مسلحة، هجومًا مفاجئًا على مواقع الجيش السوري في محافظتي حلب وإدلب، أسفر عن الاستيلاء على نحو 40 بلدة وقرية، إضافة إلى قاعدة عسكرية استراتيجية. واعتبرت هذه الهجمات الأكثر عنفًا منذ سنوات، حيث قالت مصادر محلية إن المسلحين حققوا تقدمًا فاق توقعاتهم الأولية.

 محللون أشاروا إلى أن الفصائل المسلحة استغلت ما وصفوه بـ"التحول في ميزان القوى" في سوريا، مع تقلص الدعم الإيراني والروسي للنظام السوري، وانشغال حزب الله بقضايا داخلية وإعادة توجيه جهوده نحو الحدود مع إسرائيل.

حزب الله يغير أولوياته

 وكان لحزب الله دور محوري في دعم الجيش السوري واستعادة الأراضي من المعارضة المسلحة. إلا أن التنظيم، المدعوم من إيران، أعاد توجيه تركيزه خلال العام الماضي نحو المواجهة مع إسرائيل، وسحب جزءًا من قواته المقاتلة من سوريا لتعزيز مواقعه في لبنان.

ويرى خبراء أن هذا التحول ترك فجوة أمنية استغلتها الفصائل المسلحة لإعادة ترتيب صفوفها وشن هجوم واسع. ومع تقلص دور حزب الله، تأثرت قدرة الجيش السوري على الرد الفوري، رغم استمرار الدعم الروسي والإيراني.

دور إيران وروسيا: تراجع نسبي أم إعادة تموضع؟

 منذ بداية الحرب السورية، قدمت إيران وروسيا دعمًا كبيرًا لنظام الرئيس بشار الأسد. إلا أن انخراط روسيا في الحرب الأوكرانية أثر على تركيزها العسكري في سوريا. في الوقت نفسه، تواجه إيران ضغوطًا دولية متزايدة على خلفية برنامجها النووي وتورطها الإقليمي، مما أثر على قدرتها على تعزيز دعمها للحلفاء في المنطقة.

ورغم ذلك، حافظت إيران على وجودها العسكري في سوريا، فيما تكثف إسرائيل ضرباتها الجوية على المواقع الإيرانية، بما في ذلك هجوم على مبنى السفارة الإيرانية في دمشق في أبريل الماضي.

رد الجيش السوري: هجوم معاكس وتكتيكات متطورة

تمكن  الجيش السوري من امتصاص الصدمة الأولى للهجوم، وبدأ هجومًا معاكسًا مدعومًا بسلاح الجو الروسي وتعزيزات من القوات الخاصة السورية. وأعلنت مصادر عسكرية استعادة عدة مواقع استراتيجية في ريف حلب الغربي، مع تكبيد المسلحين خسائر فادحة في الأرواح والمعدات.

التقارير أشارت إلى أن الجيش اعتمد تكتيكات متعددة المحاور لاستهداف مواقع المسلحين، مع تعزيز الدفاعات على خطوط التماس. وشهدت المعارك ارتفاعًا كبيرًا في أعداد القتلى، حيث تجاوزت الحصيلة الإجمالية خلال الأيام الثلاثة الماضية 238 قتيلًا، وفقًا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.

الوضع الإنساني: المدنيون في مرمى النيران

 مع تصاعد القتال، تعرضت المناطق المدنية للقصف المتبادل. وأفادت وكالة الأنباء السورية أن أربعة مدنيين قتلوا في هجوم صاروخي استهدف السكن الجامعي في مدينة حلب. كما قطع المسلحون طريقًا رئيسيًا بين دمشق وحلب، مما زاد من تعقيد الوضع الإنساني في المنطقة.

تصعيد إقليمي: تحذيرات ودعوات للتنسيق

 إيران، من جانبها، حذرت من "مخطط لزعزعة استقرار المنطقة"، واتهمت الولايات المتحدة وإسرائيل بدعم إعادة تنشيط الجماعات الإرهابية في سوريا. ودعت الخارجية الإيرانية إلى اتخاذ خطوات منسقة لمواجهة هذه التهديدات، مشيرة إلى أن أي تراخٍ قد يؤدي إلى موجة جديدة من عدم الاستقرار في المنطقة.

ويرى مراقبون أن التصعيد الحالي قد يشكل تحديًا لجهود خفض التصعيد التي تم الاتفاق عليها في إطار مسار أستانا بين إيران وروسيا وتركيا. ومع تهديد المكاسب التي تحققت خلال السنوات الماضية، دعت الأطراف الإقليمية والدولية إلى ضرورة استئناف الحوار وضمان حماية المدنيين.

ويُبرز التصعيد في شمال سوريا هشاشة الوضع الأمني وتعقيد التوازنات الإقليمية. ومع تداخل العوامل المحلية والدولية، تبقى الساحة السورية مفتوحة على مزيد من التصعيد ما لم تتحقق تسويات جديدة تعيد ترتيب الأوضاع وتحد من معاناة المدنيين.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.