رئيس التحرير
عصام كامل

د. محمد الشحات الجندى فى حوار لـ"فيتو": الإخوان وضعوا آخر مسمار فى نعشهم وتم دفنهم إلى الأبد

فيتو


  • الحكم السابق لم يحقق أهداف ثورة يناير بل فكك البلد وأشاع الفرقة
  • الجماعة وظفت الشريعة من أجل التمكين والسيطرة على مفاصل الدولة
  • مشروع شهيد مصطلح مغلوط ولا يوجد استشهاد ضد مسلمين
  • إعلان الجهاد ضد المصريين هو انحراف عن المفاهيم الصحيحة للإسلام
  • الإخوان يكرهون الأزهر لرفضه منهجهم المتاجر بالدين
  • الشعب هو صاحب الشرعية الأصلية ولفظ هؤلاء الإرهابيين وتركهم ينكشفون للعالم
  • ما يفعلونه الآن في الشارع فاق كل المتوقع وأظهرهم على حقيقتهم الفوضوية
  • الفوضى التي يصنعها الإرهابيون لا تمت للإسلام بصلة..

أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية ورئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الاسبق أن الإخوان بما يقومون به الآن وضعوا آخر مسمار في نعشهم ليحمل ويدفن إلى الأبد، وقال في حوار لـ"فيتو" إن الموقف الحالى لما يحدث في مصر مقلق للغاية ولابد من تحكيم العقل، وأكد وجود مؤامرة تحاك ضد الإسلام بقيادة مدعيى الإسلام الذين يحملون شعار مشروع شهيد والحوار التالى به المزيد..

- بداية القتال الدائر الآن وحروب الشوارع بين نظام إرهابى وبين شعب لفظه ما هي رؤيتك حول هذا الصراع الدائر في الشارع المصرى؟

الحقيقة أن المشهد الحالى يبعث على القلق خصوصا أن هذه الأحداث جديدة على الشعب المصرى، لأن الشارع المصرى يتعرض لهجمات من إرهابيين يريدون أن يشعلوا الوطن ويدخلوه في مأزق، وهؤلاء يرون أنهم أغلبية مظلومة ويطالبون بما أسموه بالشرعية واستردادها مرة أخرى في مواجهة أغلبية جموع الشعب الذين لفظهم وعرفهم على حقيقتهم، وتبين لهم بعد تجربة عام كامل أن الحكم السابق لم يحقق لهم أي طموحات ولم يحقق الأهداف التي قامت من أجلها ثورة يناير، بل إنه فكك البلد وأشاع الفرقة وبالتالى عرف الشعب المصرى حقيقتهم، والإخوان بما يقومون به الآن وضعوا آخر مسمار في نعشهم ليحمل ويدفن إلى الأبد، والحقيقة أنه كان من الممكن أن يتم فهم كل هذه المعطيات الجديدة بأن يجلس كل الفرقاء السياسيين على مائدة حوار فيما بينهم ومصالحة وطنية قبل هذه الأحداث وأن يخرجوا بصيغة من شأنها أن تخرج مصر من عنق الزجاجة خاصة في هذه الآونة التي تمثل مرحلة انتقالية لكن من فضل الله أن كشفت حقيقتهم للشعب المصرى وعرف الحق من الضلال.

- بعد أن كشف الشعب عن هويتهم في صراعهم وما يريدون من إحداث مؤامرة كبرى لعودة حريق القاهرة الأول والثانى ليصبح حريق قاهرة ثالث هل تؤيد الدعوة بالجلوس على طاولة الحوار؟

أنا أرى أنه للأسف الأمور في الوقت الحالى وبشكلها الذي نراه لا تسير بالشكل المطلوب ولا المتوقع، لأن كل طرف يصر على موقفه فنجد جماعة الإخوان المسلمين وأنصارهم يصعدون الأمر بشأن مساندة الشرعية وكأن الأمر يمثل قضية دينية وهى ليست كذلك، إنما هي قضية سياسية بكل المقاييس ويصرون على ما رفضه الشعب ويريدون نشر الفوضى، لذلك علينا في هذا الصدد أن نفض الاشتباك بين القضية الدينية والقضية السياسية أولا، بمعنى أن القضية السياسية فيها رأى ورأى آخر وليس فيها أمر دينى أو معتقد مذهبى، على عكس القضية الدينية، الآن الشعب هو صاحب الشرعية الأصلية قد قيم تجربة حكم الإخوان ولفظهم وتركهم ينكشفون للعالم شيئا فشيئا، وما يفعلونه الآن في الشارع حقيقة فاق كل المتوقع وظهروا على حقيقتهم الفوضوية.

- برؤيتك ما يحدث من أنصار الإخوان تحت اسم الشرعية.. هل يوافق الشريعة ؟ وهل أضر الإخوان الإسلام بمزج الدين بالسياسة ؟

أولا، لا يوجد أدنى توافق بين ما يحدث الآن في الشريعة الإسلامية ولا مع الشرعية الشعبية، فما يحدث من قتال وإرهاب الناس ترفضه الشريعة الإسلامية ويبغضه الإسلام بل ويتنافى مع تعاليم الإسلام السمحة، أما الأمر الآخر فبكل أسف وبالطريقة التي طبقها الإخوان منذ اعتلائهم حكم البلاد أساءوا إلى الدين الإسلامى بشكل كبير هم ومن على شاكلتهم، لأنه وفقا للشريعة الإسلامية هناك ما يسمى بالسياسة الشرعية والتي تعنى تحقيق مصالح الناس عامة وإبعاد كل ما يضر بها وللأسف هذا لم يحدث مطلقا، حيث اتبع الإخوان سياسة الجماعة وليس السياسة الشرعية وبالتالى أساء الإخوان بهذا التطبيق الخاطئ باسم المرجعية الإسلامية إلى الإسلام.

- هل ترى أن هناك مستقبلا سياسيا ينتظر الإخوان بعد كل هذه الأعمال والأحداث؟

أعتقد أنهم بكل أسف قضوا على كل الفرص التي يمكن أن تجعلهم يشاركون في أي مستقبل سياسي، والسبب ما يحدث الآن من أنصارهم ومن قياداتهم، بجانب ذلك أنهم للأسف وظفوا الشريعة من أجل تحقيق أهداف سياسية والتي تمثلت في تمكين الجماعة للسيطرة على مفاصل الدولة وهذا كان واضحا في الخطاب الدينى الذي استخدمه الإخوان من فتاوى طوال فترة وجودهم وحتى في الفترة الأخيرة، وللأسف هذا أساء للدين كثيرا، ما أدى إلى مرحلة نفور البعض من مجرد الحديث في الدين.

- أعلنت التيارات الإسلامية وعلى رأسهم القرضاوى الجهاد في مصر هل يجوز الجهاد داخل الدولة المسلمة ؟

أولا، لابد أن نعرف أن الجهاد بضوابطه هو قتال الأعداء الذين يهاجمون الدين والوطن وليس دعوتهم للتدخل أو التعاضد بهم في مواجهة شعب ولكن داخل الدولة أمر غير دينى بالمرة، مستحيل أن يكون هناك جهاد ضد مسلم وإعلان الجهاد ضد المصريين هو انحراف عن المفاهيم الصحيحة ومحاولة خداع البسطاء من الناس بدعوى مغلوطة وخاطئة لأن الله عز وجل يقول في كتابه العزيز (يا أيها النبى جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم)، وليس التعاضد بهم وبكل أسف يستخدمون مصطلح الجهاد كثيرا وسيتحملون نتيجة استخدام الكلمات والمصطلحات في غير موضعها لأنهم بذلك يحرفون الكلم عن مواضعه.

- كلمة مشروع شهيد التي يحملها البعض من أنصار الإخوان ويقاتل تحت مسماها.. هل تراها مطابقة لواقع الشريعة التي يتحدثون عنها؟

الحقيقة، أن مصطلح شهيد يستخدم للخداع النفسى باسم الدين للناس البسطاء وللأسف يصدقون هذا الأمر ويرفعون هذا الشعار دون دراية وهؤلاء يصدرون فكرة أنك تساند الشرعية وبالتالى أنت تجاهد في سبيل الله وتكتمل الصورة بالموت شهيدا والصورة التي شاهدها الناس بإلقاء أنفسهم من أعلى المبانى والأعمال القتالية أكبر دليل على ذلك وهذا جهاد في سبيل السلطة وليس في سبيل الله.

- هل ترى أن فكرة الخلافة التي يتبناها الإخوان وحلفاؤهم وتطبيق الشريعة هي فخ الصيد لأنصارهم؟

فكرة الخلافة التي تبناها الإخوان كشكل ودون مضمون، هي ليست من المنطقى ويستحيل أن تحدث ويستحيل أن يوجد شخص يكون خليفة لكل الدول الإسلامية فلا يوجد عمر بن الخطاب الآن ولا أبوبكر الصديق والفكرة الأسوأ من هذه هو تطبيق الشريعه التي يتشدقون بها والفكرة نفسها هي فكرة مدمرة، خاصة عند الحديث باسم معسكرين معسكر إيمان وكفر وبكل أسف احتكروا فهم الدين لهم وأنكروا ذلك على الآخرين.

- لماذا يكره الإخوان وأنصارهم والتيارات الإسلامية الأزهر الشريف؟

أولا، هناك عدة أسباب تجعلهم يتخذون موقف الكره من الأزهر فالخلاف الحقيقى في المنهج نفسه لأن منهج الأزهر يختلف عن منهج الإخوان الذي يقوم على استخدام الدين ليخدمهم في الأهداف والطموحات السياسية الخاصة بهم وعملوا على أن الدين يؤخذ عنهم وهنا كان مكمن الخطورة بينما منهج الأزهر هو تطبيق الإسلام الوسطى الذي يحقق مصلحة الأمة ويبعد الضرر عنها وللأسف هذا المنهج لا يعجب الإخوان ولا يحقق ما أرادوه من التمكين خاصة بعد أن حاولوا اختراق الأزهر وشق جبهته.

- هل كان الأزهر يمثل عائقا أمام الإخوان بهذا المنهج الوسطى؟

نعم بكل تأكيد، ولذلك مارس الإخوان ضغوطا على الأزهر أثناء السلطة تمثلت في إصدار الأزهر لقرارات تدعمهم وتدعم حكمهم ومشروعهم مثل قانون الصكوك الذي حاولوا تمريره ولكن موقف الأزهر منه واضح، ما اضطرهم لتعديله وأكثر ما جعل الإخوان يكرهون الأزهر عندما قال شيخ الأزهر إن من حق الجماهير الخروج السلمى على ولى الأمر الشرعى وخرج في بيان الجيش في ثورة 30 يونيو.

الجريدة الرسمية