فوضى معامل التحاليل الطبية ومراكز الأشعة.. الأسعار «كل واحد ومزاجه».. أصحاب معامل يتحججون بالدولار.. وأطباء يكشفون عن التجارة بآلام المرضى
تشهد مصر أزمة متفاقمة فى قطاع معامل التحاليل الطبية ومراكز الأشعة، حيث أصبحت بيئة خصبة للفوضى والتجاوزات بسبب غياب الرقابة وضعف القوانين المنظمة.
ويعمل الكثير من هذه المنشآت بلا معايير واضحة، ويقوم غير المتخصصين بإدارة العمل لتحقيق الربح السريع على حساب صحة المواطنين.
وفى الوقت ذاته، يعانى المتخصصون المؤهلون من تدنى الرواتب وانعدام الحوافز، مما يدفعهم للهجرة إلى الخارج بحثًا عن فرص عمل أفضل، تاركين المجال مفتوحًا أمام دخلاء المهنة.
كما يبرز فى هذا القطاع مشكلة أخرى وهى التفاوت الكبير فى أسعار الخدمات المقدمة، حيث تخضع لتقديرات شخصية ومزاجية من أصحاب المعامل، دون وجود تسعيرة موحدة تراعى احتياجات المواطنين وقدراتهم.
هذه الفوضى لا تهدد فقط جودة الخدمات الصحية، بل تضاعف من معاناة المرضى الذين يبحثون عن تشخيص دقيق بأقل التكاليف، فى ظل تدهور المنظومة الصحية وغياب الرقابة الجادة.
كان المفترض أن تلعب معامل التحاليل الطبية دورها المهم فى خدمة المجتمع، والذى يتلخص فى الوصول إلى أفضل سبل تشخيص الأمراض ومعرفة النسب بدقة متناهية لمساعدة الطبيب على تقديم أفضل علاج، لكن الفترة الأخيرة شهدت تفاوتًا كبيرًا فى أسعار التحاليل الطبية بشكل مبالغ فيه، وروَّج أصحاب المعامل أن ذلك يعود إلى ارتفاع أسعار الدولار، وبالتالى ارتفاع أسعار المواد المستخدمة فى التحاليل الطبية، وهو الأمر الذى نتج عنه تحول تلك المعامل إلى سبوبة للربح على حساب المريض.
بدورها، أوضحت الدكتورة أميرة الحسينى رئيس شعبة العلوم الطبية، أن أسعار التحاليل فى المعامل الطبية شهدت مؤخرًا تفاوتًا كبيرًا فى الأسعار بسبب الدولار، لافتة إلى أن سعر التحاليل الطبية يعتمد على البراند والدعاية التى تقوم بها تلك المعامل على السوشيال ميديا، الأمر الذى تسبب فى اختلاف سعر التحليل من مكان إلى آخر، وانخفاض سعر التحليل بالمعامل يعود إلى أن المادة الكيميائية المستخدمة رخيصة وغير معتمدة.
وعن سبب الارتفاع الكبير فى المعامل الكبرى، أضافت الدكتورة أميرة، أن تلك المعامل ترفع النسب المخصصة للأطباء التى تتعامل معها وكذلك الخصومات، والارتفاع تراوح من 20 إلى 75%، فتحول الأمر إلى سبوبة للأطباء قبل أصحاب المعامل، فتحليل فصيلة الدم يتراوح من 70 إلى 300.
وتابعت: منظومة التحاليل والأشعة فى مصر تحتاج إلى إعادة هيكلة، نظرًا للعشوائية التى نراها فى فتح المعامل الطبية حتى أصبحت كمحال البقالة دون تنظيم، مشيرة إلى أنه لمعالجة تلك الكارثة يجب خضوع أصحاب المعامل إلى امتحان رخصة مزاولة المهنة، بالإضافة إلى وجود رقابة دائمة من وزارة الصحة على تلك المعامل وتقنين أوضاع المعامل القائمة حاليًّا.
وأكدت رئيس شعبة العلوم الطبية، ضرورة القضاء على ظاهرة المعامل العشوائية من خلال تطبيق قانون مزاولة المهنة، حيث نص القانون رقم 367 لسنة 1954 فى شأن مزاولة مهن الكيمياء الطبية والبكتريولوجيا والباثولوجيا وتنظيم معامل التشخيص الطبى ومعامل الأبحاث العلمية ومعامل المستحضرات الحيوية الجهات المزاولة لمهنة التحاليل الطبية التشخيصية، وحدد القانون شروط مزاولة المهنة وإجراءات الترخيص.
وأشارت إلى أن الترويج على مواقع التواصل للمعامل التحاليل الطبية أصبح يضيف تكلفة على قيمة وأسعار التحاليل والأشعة الطبية، وكل ذلك يتحمله المواطن من جيبه الخاص، وكلما زادت الدعاية والإعلانات تحمل المواطن تكاليف تلك الدعاية.
فى سياق متصل، أكد الدكتور محمد محمود أخصائى بأحد معامل التحاليل الطبية، أن اعتماد معامل التحاليل الطبية طبقًا للمواصفة الدولية يمثل قيمة مضافة لتلك المعامل، وبالتالى لمستخدمى الخدمات الطبية المقدمة من خلالها، مضيفًا أن دقة وجودة نتائج التحليل تتأثر بعدد من الأمور، منها نظام إدارة الجودة شاملًا الوثائق والسجلات، والعنصر البشري، ويتمثل فى كفاءة القائمين على المراحل المختلفة من سحب العينات ووصولًا إلى إصدار النتائج، إلى جانب كفاءة الأدوات المستخدمة من أجهزة وكواشف.
وتابع: هناك تشعبات كثيرة فى تفاوت الأسعار من مكان لآخر، منها مهارات القائمين على المعامل من حيث الخبرة والتدريب، والتى تساهم بشكل ما فى إخراج العينات وظهور النتائج بالشكل المطلوب، حيث إن المعامل قد تضم “خريج ميكروبيولوجى طب بشري”، وفنى معمل خريج معهد فنى صحي، وعلوم تخصص كيمياء، لافتا إلى العشوائية التى تدار بها المعامل فى مصر فى ظل غياب الرقابة عليها، جعلت فنى المعمل يقوم بالدور كله، وهو ما قد يؤثر على نتائج التحليل.
وأشار إلى أن الأجهزة المستخدمة بمعامل التحاليل الطبية والأشعة تتفاوت أسعارها من مكان إلى آخر، حيث تضم بعض المعامل أجهزة لا تتجاوز الـ 50 ألف جنيه، فى حين أن هناك معامل تضم أجهزة نفس النوع ولكنها معتمدة دوليًّا ومن الاتحاد الأوروبي، يصل سعرها إلى 300 ألف جنيه، بالإضافة إلى طاقم العمل، حيث إن العنصر البشرى فى معامل التحاليل الطبية مهم جدًّا، وهو ما يميز مكانًا عن آخر فى أخذ العينات من المرضى بطريقة سليمة غير ناقلة للعدوى.
واختتم: معامل التحاليل الطبية والأشعة أصبحت مربحة، وتحولت إلى تجارة بالمرضى دون رحمة، وهناك تحاليل طبية تصل إلى 6 أضعاف تكلفتها الأساسية، وهو أمر لا يخضع للتسعير، ولكن يحدد كل مكان أو معمل تكلفته، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على نتائج تلك التحاليل الطبية ومدى دقتها، وهو أمر خطير، حيث أصبحت حياة المواطن قائمة على التجارة، وكلما دفعت أكثر حصلت على نتيجة أكثر دقة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا