هل يعزل نتنياهو بسبب اتهامات الفساد؟ خبير استراتيجى يجيب

كشف الدكتور طارق فهمي، الخبير الاستراتيجي وأستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، النقاب عن الغموض الذى يحيط بمستقبل رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية والاتهامات بالفساد داخل إسرائيل.

وكانت النيابة العامة في تل أبيب قد أبلغت المحكمة المركزية فى القدس رفضها طلب تأجيل شهادة نتنياهو، وجاء فى الرسالة التى أرسلتها النيابة أن المصلحة العامة فى القضية تتطلب إنهاء المحاكمة فى أسرع وقت ممكن وبدء مرافعة الدفاع فى الموعد المحدد من أجل الحفاظ على المصلحة العامة، ونزاهة الإجراءات، ومن الواضح أن المحكمة لم تتجاوب مع طلب فريق دفاع نتنياهو الذى أرجع سبب التأجيل إلى سلسلة من الحوادث الأمنية التى وقعت خلال الفترة الزمنية التى تم إعطاؤها لإعداده للمحاكمة، التى وفقًا لفريق الدفاع جعلت استعداده للإدلاء بشهادته صعبًا ويحتاج إلى إجراءات أمنية كاملة، فيما ترى النيابة الإسرائيلية أنها مسنودة بأدلة قاطعة، تثبت تورطه فى قضايا فساد وابتزاز وإساءة استخدام السلطة.

رفض المحكمة طلب تأجيل الاستماع لشهادة نتنياهو فى التهم الموجهة ضده

وأكد فهمى فى صفحته على التواصل الاجتماعى: لم تكن هذه هى المرة الأولى التى يطالب فيها محامو نتنياهو بتأجيل الاستماع إلى شهادته فى التهم الموجهة ضده، حيث تم تقديم نفس الطلب فى شهر يوليو الماضي فى القضايا الثلاث لمدة 6 أشهر أخرى، لكن لم يتم البت فيه، حيث يواجه نتنياهو تهمًا جنائية، منها اتهامات تقديم مزايا تنظيمية لشركة بيزك للاتصالات مقابل تغطية إيجابية عنه، وعن زوجته سارة على موقع إخباري يديره الرئيس السابق للشركة، وإزاء هذا الرفض من قبل المحكمة فمن المقرر أن يدلى نتنياهو بشهادته فى الثانى من ديسمبر المقبل، ومن المتوقع أن تستمر هذه الشهادة عدة ساعات يوميًا، وأن تستغرق أسابيع حتى تكتمل.. وتعد هذه الخطوة أحدث تطور فى محاكمة نتنياهو المستمرة منذ أكثر من أربع سنوات، التى لا تزال تثير جدلًا كبيرًا حول نزاهة القيادة السياسية ومستقبل نتنياهو السياسي.

استمرار الحرب على الساحتين اللبنانية والفلسطينية يخدم نتنياهو

وواصل حديثه، قائلا: من الواضح أن استمرار المواجهات الراهنة فى غزة وجنوب لبنان يخدم المصالح الشخصية والسياسية لرئيس الوزراء نتنياهو، وهي وسيلته الوحيدة لتأجيل المحاكمة، كما أن نتنياهو لا يبذل أي جهد لحل النزاع الحالي أو  استعادة الأسرى، بل يبحث عن مبررات للبقاء فى السلطة.
وأضاف الدكتور طارق فهمي: سيعمل رئيس الوزراء الإسرائيلى نتنياهو على المحافظة على حكومته ويتجنب انهيارها، مستفيدًا من عدم وجود لجنة تحقيق تبحث فى مسئوليته عن الأوضاع الراهنة التي تواجه إسرائيل، لا سيما أن أي إنجاز فى الحرب ينسب إليه، بينما يتم تحميل الإخفاقات إلى الجيش، حيث من المتوقع أن يواصل نتنياهو إدارة الأزمات التى تحيط به باستخدام عدة استراتيجيات، من بينها أنه يحاول تسويف القضايا القانونية وتطويل الإجراءات القانونية إلى أقصى حد، ويعمل محامو نتنياهو بجهد لتأجيل المحاكمات أو تحدى الأدلة المقدمة ضده، وهذا التكتيك يوفر له الوقت للتركيز على الشئون السياسية واستقرار حكومته، لكن يبدو أن التحديات تزداد أمامه مع الوقت.
 

المستقبل السياسي لنتنياهو غير واضح

وتابع: فى المجمل مازال المستقبل السياسي لنتنياهو غير واضح، فإذا أُدين فى قضايا الفساد، فقد يواجه السجن أو الإبعاد عن الحياة السياسية، لكن حتى لو استطاع الإفلات من العقوبات القانونية، فإن مركزه السياسى سيظل متأثرا بهذه الاتهامات، وسيبقى تحت الضغط السياسي والشعبي، خاصة فى ظل تصاعد الدعوات للإصلاح السياسى ومحاربة الفساد فى إسرائيل، حيث يستند الائتلاف الحاكم على 67 عضوًا من مجموع أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120 عضوًا. 

ويبدو هذا الائتلاف الحكومى متماسكًا أيديولوجيًّا وسياسيًّا إلى حد بعيد. فجميع مكوناته الحزبية تنتمى إلى أحزاب اليمين المتطرف، ومن المرجح أن يستمر فى الحكم إلى حين إجراء انتخابات الكنيست فى أكتوبر 2026، ولعل المشكلة الأساسية التى تواجه هذا الائتلاف الحكومى هى مسألة تجنيد الحريديم، وعلى الرغم من جدّية هذه المشكلة، فإنه من المرجح أن يجد حزب الليكود والأحزاب الحريدية حلًّا لها.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.