داعش خراسان فى انتظار ترامب.. أخطر بؤرة للإرهاب العالمى تستعد لجولة جديدة من العنف ضد طالبان وأمريكا
تسعى حركة طالبان بكل ما أوتيت من قوة إلى تدمير فرع داعش خراسان، قبل تولى الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب مهام منصبه الجديد، خوفا من اتباع سياسات قد تضر بها، من الرجل الذى يكن عداءً شرسًا لكل تيارات الإسلام السياسي.
وتلعب طالبان حتى الآن، على المعلومات التى التقطتها عبر أجهزتها الأمنية، والتى تفيد بوجود خلافات بين قيادات داعش خراسان بسبب تقسيم الموارد والسيطرة على المناطق والنفوذ، وعرفت أن هذه الخلافات ستؤثر بشكل مباشر على التنظيم وتضعفه فى بعض الأحيان، مما يمنحها الفرصة لملاحقته والحد من نفوذه، على أمل الإنهاء عليه بشكل كامل.
سلاح طالبان فى تدمير داعش خراسان
ولا تتوقف طالبان على العمل الاستخبارى فقط، بل توجه ضربات قاتلة إلى داعش خراسان، عبر تنفيذ عمليات أمنية لاجتثاث خلاياه، التى تراقبها أجهزة الاستخبارات الغربية أيضا، ما يزيد من الضغوط عليها، وخلال محاولة الهرب من الملاحقة، تقع بعضها فى أيدى طالبان.
وتتنوع الضغوط الدولية التى تهدف إلى تقويض قدرات داعش خراسان، بين فرض عقوبات ضد داعميه فى الخارج، وفرض حصار استخبارى محكم، والمشاركة فى ضربات عسكرية.
ويبدو أن طالبان تصمم على الثأر ولا شيء غيره، فى تعاملها مع التنظيم الخراسانى الذى تأسس عام 2015 على يد مجموعة من أبنائها، واستطاعوا استقطاب أبناء منظمات جهادية أخرى فى المنطقة، وانتقلوا إلى تنظيم داعش، بحثًا عن جهاد أكثر تطرفًا، ولكنهم أصبحوا الخطر الأكبر على طالبان، خاصة أنهم يعرفون كل كبيرة وصغيرة عنها، لذا تريد حسم المعركة، ودون أى دخول فى مواءمات من التنظيم.
حمل الذراع الأخطر فى داعش حاليا، اسم «خراسان» تيمنًا بالإقليم التاريخى الذى يشمل مناطق فى أفغانستان وباكستان وإيران وآسيا الوسطى، فى محاولة لربط نفسه بالتراث الإسلامى القديم.
ومنذ ظهوره كان هدف داعش خراسان، فرض رؤيته المتطرفة على المنطقة، وإعلان العداء لتوجهات حركة طالبان التى تسعى حاليًا للحصول على شرعية دولية، من خلال الدخول فى مفاوضات سياسية واتباع نهج دبلوماسى مرن، وهو توجه مخالف لأبناء خراسان، الذين يرفضون أى شكل من أشكال التواصل مع الغرب، ويضعون هدفًا محددًا لهم، وهو إعادة بناء الدولة الإسلامية وفقًا لرؤيتهم المتشددة.
ويعتبر تنظيم خراسان أن طالبان قد انحرفت عن الطريق الصحيح بسبب انفتاحها على الغرب، ويرى فى نفسه الفصيل الوحيد الذى يستطيع إعادة إحياء «الخلافة الحقيقية».
أسباب نجاح داعش خراسان فى تجنيد أبناء أسيا الوسطى
وخلال الفترات القليلة الماضية، تمكن داعش خراسان من جذب العديد من المقاتلين فى المنطقة، سواء من أفغانستان أو من دول آسيا الوسطى المجاورة، بفضل الاستراتيجية التى يعتمدها، وتتمحور حول إظهار القوة المفرطة خلال تدبير هجماته الإرهابية واسعة النطاق ضد أعدائه.
ونفذ التنظيم تفجيرات انتحارية وهجمات مسلحة على مناطق سكنية فى أفغانستان، بالإضافة إلى تدبير هجمات دموية ضد الشيعة فى المناطق الحدودية الباكستانية، إذ يحاول مؤخرا إعادة بناء قدراته فى تنفيذ هجمات أكثر شراسة وتأثيرا على شاكلة تفجيره مطار كابول فى أغسطس 2021، والذى أسفر عن مقتل العشرات، بما فى ذلك جنود أميريكيون، وكان بمثابة رسالة قوية عن قدرة داعش خراسان على تنفيذ هجمات معقدة حتى فى قلب المناطق التى يسيطر عليها طالبان.
وبجانب القوة المفرطة يلجأ داعش خراسان إلى العوامل الفكرية والثقافية، لذا نشر رسائله الإعلامية باللغة الطاجيكية، موجهًا رسائل تشجيعية ودينية إلى الشباب فى طاجيكستان والدول المجاورة، بهدف جذب المزيد من المقاتلين إلى صفوف التنظيم، وركز فى رسائله إليهم على الهوية العرقية الدينية للطاجيك لتشجيعهم على الانضمام إليه.
ويعرف داعش خراسان جيدا، أن الشباب الطاجيكى يعانى من وضع اقتصادى واجتماعى صعب، لذا حاول استغلال أزمات شباب آسيا الوسطى لدعم أجندته الإرهابية، ويمثل هذا النوع من التكتيك تحولًا استراتيجيًا فى طريقة التنظيم لاستخدام وسائل الإعلام بشكل مبتكر فى استقطاب المتطرفين والمجندين الجدد.
سر قوة داعش أمام التكتل الدولى
ورغم تحركات طالبان التى تحاول استعادة السيطرة على الأراضي، فإن داعش خراسان مستمر فى شن هجمات على الأماكن التى كان يفترض أن تكون تحت سيطرة طالبان، ويعد ذلك تحديًا كبيرًا للحركة، التى تركز على تثبيت حكمها فى أفغانستان وتحسين صورتها أمام المجتمع الدولي.
خريطة تمويل داعش خراسان
أحد الامتيازات التى تدعم داعش خراسان فى مواجهة طالبان والقوى الدولية حتى الآن، هو الدعم المفتوح من تنظيم الدولة الأم فى العراق وسوريا، إذ على الرغم من الهزائم التى تكبدها التنظيم فى هذه المناطق، إلا أنه يمّد فرع خراسان بميزانية مفتوحة، ويدعمه ماليا وعسكريا، ما يوفر له القدرة على تنفيذ عمليات معقدة تزعزع الاستقرار فى المنطقة، باستخدام التفجيرات الانتحارية، والهجمات المسلحة، فى محاولات مستميتة لنشر الفوضى التى تضمن زيادة تأثير التنظيم فى أفغانستان والدول المجاورة.
يقول عبد الله إمام، الكاتب والباحث فى شئون الجماعات الإرهابية، أن تنظيم خراسان يحاول تفادى أسباب إسقاط التنظيم الأم الذى تمر مناسبة الذكرى العاشرة لتأسيس التحالف الدولى لمواجهته هذه الأيام.
وأوضح إمام أن داعش خراسان يعرف أنه يواجه تحالفا دوليا توسع من 12 إلى 87 دولة، واستطاع تفكيك معاقل داعش فى العراق عام 2017 وفى سوريا عام 2019، ويمضى الآن فى جهوده لتعزيز الأمن والاستقرار لاسيما فى البلدان التى أسقطت داعش العراق وسوريا.
ويرى الباحث أن التحالف الدولى لن يقف متفجرا أمام أى محاولة داعشية للتوسع، وإعادة تكوين التنظيم على أسس أكثر عنفا ودموية فى الشرق الأوسط، وتحقيق مكاسب إقليمية فى آسيا وأفريقيا، واستغلال الصراع فى المنطقة لمصلحتهم الخاصة.
وأشار إلى أن ترامب لا يمكن أن يتدخل للإضرار بالجهود الدولية، بغض النظر عن توجهاته التى ترفع التكلفة المادية للقرارات فوق أى اعتبار، موضحا أن المحافظة على جهود مكافحة الإرهاب، ستبقى دائما طالما دعت الحاجة إلى ذلك، عبر تعزيز تعاون أعضاء الحلف ضد فروع تنظيم داعش، وخاصة فى خراسان وجنوب الصحراء الكبرى بإفريقيا.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا