زغلول صيام يكتب عن كواليس آخر بطولة في تاريخ الكرة المصرية.. عجول رمضان صبحي.. والكبدة سر الوزير والجنايني.. وحكاية منسي وصادق مع الصدفة!!
في مثل هذا اليوم وبالتحديد في 22 نوفمبر 2019 كانت جماهير كرة القدم المصرية على موعد مع آخر بطولة تحققت في اتحاد الكرة وهي فوز المنتخب الأولمبي ببطولة الأمم الإفريقية لأول وآخر مرة متأهلا لأولمبياد طوكيو 2020.. أجواء قاتمة ومعتمة أحيانًا.. قبلها بشهور قليلة كانت خيبة الأمل الكبيرة مع خروج المنتخب الأول من دور الـ16 لبطولة الأمم الإفريقية التي نظمتها مصر يونيو 2019.
كانت المشاعر متباينة ما بين أمل في تحقيق الهدف واسترداد ثقة الجماهير أو الهزيمة والخروج المهين كما فعلها الكبار.
ولم تكن هناك ثقة كاملة في اللاعبين أو الجهاز الفني رغم خبرة الجهاز وقدرات اللاعبين التي بدأت تظهر في أندية الدوري.
وقتها لم أكن على ذمة المنتخب الأولمبي ولكن كنت مكلفًا من إدارة الإعلام باتحاد الكرة لتغطية معسكر الفريق قبل البطولة والذي تقرر أن يكون بالعين السخنة في أحد المنتجعات الهادئة والتي تعاون أصحاب المنتجع مع الفريق في عدم استضافة ضيوف خلال تلك الفترة وبات المنتخب هو الضيف الوحيد.
انعزل الجميع في معسكر السخنه وليس أمام الجميع سوى التدريب صباحًا على شاطئ البحر ومساء في ملعب إستاد السويس أو ملاعب دجلة وليست لهم وظيفة غير التركيز في البطولة، وقتها كانت اللجنه الخماسية برئاسة عمرو الجنايني، ثم حانت لحظة إعلان القائمة في الساعة الأخيرة من اليوم المحدد وبحكم عملي كان سؤال للجميع عن القائمة.
لا أحد يعرف ما يدور في رأس الكابتن شوقي غريب المدير الفني ولكنه عقد اجتماع عند العاشرة وبعد انتهاء وجبة العشاء ثم خرج وأنا أسأله متى القائمة فأبلغني أن أكتب جميع الأسماء واللاعبين الذين يدخلون الاجتماع بعد دقائق هم المستبعدون، أنا أجلس خارج القاعة ومعي الجهاز الطبي والإداري ولا أحد يستطيع أن يتوقع من الذي سيخرج؟!
المستبعدون
ثم ظهر الواحد تلو الآخر أحمد حمدي لاعب الجونة وقتها ثم مصطفى شوبير حارس الأهلي ثم ناصر منسي الذي كان يلعب في الداخلية ثم محمد صادق لاعب الإسماعيلي وقتها. انتهى موضوع القائمة ما بين لاعبين لم يبدوا تعليقًا رغم كلام الجهاز الفني مع اللاعبين لمحاولة الترضية، ولاعبين شعروا بالمرارة ولم يتحملوا وطلبوا الرحيل ليلتها.
حاول الجهاز الفني إقناعهم بالبقاء ولا أحد يعرف ماذا سيحدث في الساعات القادمة ولكن (عرق) الكرامة نقح ولازم نمشي اثنين كانا نموذجُا للالتزام ورحلا مع نهاية المعسكر في السخنه وودعا الفريق وتمنيا التوفيق لزملائهم.
عدنا إلى القاهرة على فندق الإقامة في التجمع الخامس وأنا مقتنع أن دوري انتهي وعليَّ أن أحمل حقيبتي وأعود إلى بيتي ولكن كانت المفاجأة أن هناك غرفة في الفندق مكتوب عليها اسمي معرفًا بالمنسق الإعلامي للمنتخب. كانت أول مرة أعيش فيها تجربة البطولة مع كتيبة عمل يقودها رجل يملك خبرات السنين هو الكابتن شوقي غريب.
عودة منسي وصادق
في أول مران للمنتخب تشاء الأقدار أن يصاب طاهر محمد طاهر ومحمود مرعي لاعب دجلة ولا بد من استدعاء اثنين مكانهما ولم يكن هناك شك في أن الكابتن شوقي سيمنح ناصر منسي ومحمد صادق نتيجة التزامهما واستدعائهما للمعسكر ورفض طاهر ومرعي ترك المعسكر وظلا متمسكين بالبقاء لدعم زملائهما.
روح مثل تلك التي ظهر عليها طاهر ومرعي كانت كفيلة بأن ترفع المعنويات وتشد الهمم ويتحول الأمر إلى تحدٍّ أمام جيل رأى أن كل أجهزة الدولة تقف وراءهم وتساندهم فالوزير الدكتور أشرف صبحي يوميًّا في المعسكر وفي التدريب ويذكرهم بأن مصر تنتظر منهم الكثير.
كان يشبه ما حدث مع الكبار في الأمم الإفريقية بأنه نكسة وأن عليهم رد الكرامة والاعتبار.
البطولة كلها منتخبات صف أول والتنافس معها في منتهى القوة وكانت الجماهير غير مهتمة والتذاكر يتم التدليل عليها مع الافتتاح حيث كان لقاء مالي وكانت تتم الاستعانة بالشباب الصغير من خلال وزارة الشباب والرياضة إلى أن وصلنا في المباراة النهائية إلى سعة كاملة لإستاد القاهرة والجميع يبحث عن تذكره لمؤازرة منتخب الرجالة كما أطلقت عليه وسائل الإعلام وقتها.
فعلًا منتخب الرجالة الذي احتكر كل الألقاب أحسن مدير فني (شوقي غريب) أحسن لاعب القائد (رمضان صبحي) الهداف (مصطفى محمد) أحسن حارس مرمى (محمد صبحي ) وكأس اللعب النظيف.
ولما لا ونحن قد فزنا على كل من واجهنا من مالي إلى غانا ثم الكاميرون ثم جنوب إفريقيا وأخيرًا كوت ديفوار في النهائي والتتويج بالبطولة.
تذوقت لحظات النصر التي لم أعشها في حياتي وأنا عضو بفريق أعشم نفسي باللحظة التي أحلم فيها برفع رمضان صبحي كأس البطولة. تذوقت اللحظة وأنا أرفع كأس البطولة ليكون أهم إنجاز في حياتي العملية.
حكاية العجول
اتفق الجهاز الفني فيما بينهم مع اللاعبين على التضحية بعد كل مباراة بعجل كبير يتم توزيع لحومه على الفقراء دون إعلان وكان الشرط ألا يعرف أحد ذلك حتى تكون خالصة لوجه الله، كان الجميع يشترك في شراء عجل وكابتن الفريق رمضان صبحي يشتري عجلًا على حسابه ليزداد الخير وتعم البركة.
كانت الأجواء مثالية وتفاني خارج الملعب أكثر من الملعب نفسه والكل سعيد بالأجواء التي فرضت نفسها.
في الوقت نفسه كان الاتفاق على أن يكون الغذاء قبل كل مباراة مع الوزير وعمرو الجنايني تيمنًا بهذه العادة قد ظهر ذلك جليًّا في حالة السعادة والنشوة التي فرضت نفسها على الشارع الرياضي في مصر ثم كان الإنجاز الأكبر.
تكريم الرئيس السيسي
وكان التكريم العظيم من مؤسسة الرئاسة والتقدير الذي ليس له مثيل أن يكون هناك تكريم لفريق كرة قدم غير الفريق الاول يحقق بطولة وتم منح الجميع وسام الرياضة من الطبقة الأولى وهو الوسام الذي طوق عنقي بعد طول انتظار.
وسام غالي من فخامة الرئيس السيسي لمواطن أدى ما عليه ولم يكن ينتظر شيء ولكن إرادة الله التي جعلتني أحصل على وسام الرياضة من الطبقة الأولى من الرئيس.
نعم شكرًا فخامة الرئيس وشكرًا للوزير الدكتور أشرف صبحي، وكل الشكر للكابتن شوقي غريب صاحب عمري في مجال كرة القدم وشكرًا لكل أفراد منظومة المنتخب الأولمبي آنذاك على التكاتف من أجل تحقيق إنجاز للكرة المصرية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا