سورة لقمان وسبب وصايا لقمان لابنه
قص الله تعالى علينا طرفًا من شأن لقمان في القرآن الكريم، وبـ"لقمان" تسمى سورة من سور القرآن الكريم وقد اشتهر لقمان بالحكمة كما ورد ذلك في القرآن الكريم، وخلال السطور التالية نستعرض معكم وصايا لقمان الحكيم لابنه فإلي التفاصيل
من هو لقمان الحكيم
اختلف المفسرون والرواة حول لقمان الحكيم فمنهم من قال بأنه كان عبدًا من عباد الله الصالحين، أعطاه الله تعالى الحكمة كما جاء في كتاب الله عز وجل، وفي حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، والراجح عند أهل العلم أنه عبد صالح،وقال بعضهم: كان نبيا.
و وأما اسمه فقيل: هو لقمان بن عنقاء بن سدون، ويقال: لقمان بن ثاران... كان نوبيًّا من أهل الصلاح، ذا عبادة وعبارة وحكمة عظيمة، ويقال: كان قاضيا في زمن داود عليه السلام والله أعلم، حيث يقال أيضًا: عن عكرمة عن ابن عباس أنه كان عبدا حبشيا نجارا من سودان مصر.
والمشهور عن الجمهور: أنه كان حكيمًا وليًّا ولم يكن نبيًّا، وقد ذكره الله عز وجل في القرآن الكريم وأثنى عليه وحكى من كلامه.
سورة لقمان
سورة لقمان سورة مكية، ماعدا الآيات (27,28،29) مدنية، من المثاني، آياتها 34، وترتيبها في المصحف 31، في الجزء الحادي والعشرين، نزلت بعد سورة الصافات، بدأت بحروف مقطعة ﴿الم ١﴾، ولقمان اسم لأحد الصالحين اتصف بالحكمة.
سبب التسمية
سميت سورة لقمان لاشتمالها على قصة لقمان الحكيم ووصاياه لابنه.
فضل السورة
عن البراءِ قال: كنا نصلي خلف النبي الظهر ونسمع منه الآية بعد الآية من سورة لقمان والذاريات.
أسباب النزول
1- أسباب نزول الآية (6): عن ابن عباس قال: نزلت هذه الآية في النضر بن الحارث، كان يشتري القينات - المغنيات - وكان لا يظفر بأحد يريد الإسلام إلا انطلق به إلى قينته، فيقول لها: أطعميه واسقيه وغنيه، ويقول: هذا خير مما يدعوك إليه محمد، وكان يشتري كتب الأعاجم فيرويها ويحدث بها قريشًا ويقول: حديثي خير من حديث محمد، وكان يستهزئ بالقرآن وبمن آمن به.
2- أسباب نزول الآية (14): نزلت هاتان الآيتان في سعد بن أبي وقاص - أخرجه الطبراني وابن جرير. وتقدمت قصة سعد مع أمه في سورة العنكبوت.
3- أسباب نزول الآية (34): عن مجاهد وعكرمة قالا: جاء رجل من أهل البادية فقال: أخبرني يا محمد متى تقوم الساعة؟ وإن بلادنا مجدبة فأخبرني متى ينزل الغيث؟ وإن امرأتي حبلى فأخبرني ماذا تلد؟ وقد علمت ما كسبت اليوم فأخبرني ماذا أكسب غدا؟ وقد علمت بأي أرض ولدت، فأخبرني بأي أرض أموت؟ فنزلت الآية - رواه ابن أبي حاتم وابن جرير
وصايا لقمان لابنه
تشتمل قصة لقمان ووصاياه لابنه على العديد من الحكم، والمواعظ، والوصايا النافعة الجامعة للخير المانعة من الشر، وهي وصايا نافعة حكاها الله تعالى علي لسان لقمان، إذ قال الله تعالى: {وَإذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ} [لقمان: 13].
1 - {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13]. احذر الشرك في عبادة الله، كدعاء الأموات أو الغائبين، فقد قال صلى الله عليه وسلم: «الدعاء هو العبادة». (رواه الترمذي حسن صحيح). ولما نزل قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: 82]. شَقَّ ذلك على المسلمين، وقالوا: أينا لا يَظلم نفسه؟. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليس ذلك، إنما هو الشرك، ألم تسمعوا قول لقمان لابنه»: {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ}. (متفق عليه)
2 - {وَوَصَّيْنَا الْإنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إلَيَّ الْمَصِيرُ} [لقمان: 14]. قال ابن كثير: ثم قرن وصيته إياه بعبادة الله وحده البِرَّ بالوالدين لعظم حقهما، فالأُم حملت ولدها بمشقة، والأب تكفل بالإنفاق، فاستحقا من الولد الشكر.
3 - {وَإنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَن أَنَابَ إلَيَّ ثُمَّ إلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [لقمان: 15]. قال ابن كثير: أي إن حرصا عليك كل الحرص أن تتبعهما على دينهما، فلا تقبل منهما ذلك، ولا يمنع ذلك مِن أن تصاحبهما في الدنيا معروفًا أي محسنًا إليهما، واتَّبعْ سبيل المؤمنين. ويؤيد هذا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا طاعة لأحد في معصية الله، إنما الطّاعة في المعروف». (متفق عليه)
4 - {يَابُنَيَّ إنَّهَا إنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَاوَاتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ} [لقمان: 16]. قال ابن كثير: أي إن المظلمة أو الخطيئة لو كانت مثقال حبة خردل أحضرها الله تعالى يوم القيامة حين يضع الموازين القسط، وجازى عليها إن خيرًا فخير، وإن شرًا فشر.
5 - {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ}: أي أدَّها بأركانها وواجباتها وسنَنِها بخشوع.
6 - {وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ}: بلطف ولين بدون شدة حسب طاقتك وجُهدك.
7 - {وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ}. عَلِمَ أن الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر سيناله أذى فأمره بالصبر، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، أفضل مِن المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم». (صحيح رواه أحمد وغيره). {إنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ}. أي إن الصبر على الناس لِمَن عزم الأمور.
8 - {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}. قال ابن كثير: لا تُعرض بوجهك عن الناس إذا كلمتهم احتقارًا منك لهم، واستكبارًا عليهم، ولكن ألِن جانبك وابسُط وجهك إليهم: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تبسُّمُك في وجهِ أخيك لكَ صَدقة». (صحيح رواه الترمذي وغيره).
9 - {وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا} أي خيلاء متكبرًا عنيدًا، لا تفعل ذلك يبغضك الله، ولهذا قال: {إنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ}. أي مختال معجب في نفسه، فخور على غيره. ذكره ابن كثير.
10 - {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ}: أي امش مشيًا مقتصدًا، ليس بالبطيء المتثبط، ولا بالسريع المفرط، بل عدلًا وسطًا بين بَين. ذكره ابن كثير.
11 - {وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ} أي لا تبالغ في الكلام، ولا ترفع صوتك فيما لا فائدة فيه، ولهذا قال: {إنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ} [لقمان: 19].
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هــــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هــــــــــنا
تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هــــــــنا