رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب إصرار إثيوبيا على وجود قواتها في الصومال.. التدخل في شئون البلد العربي.. تعزيز مكانتها كقوة محورية في المنطقة.. ومقديشو تطالب باستبعادها من القوة الأفريقية لحفظ السلام

آبى أحمد، فيتو
آبى أحمد، فيتو

أصبحت أساليب النظام الإثيوبي برئاسة رئيس الوزراء آبي أحمد لبقاء قواته في الصومال، مكشوفة ويدرك أبعادها القاصى والدانى فى القارة السمراء. ولعل آخر الأساليب التحايلية لبقاء القوات الإثيوبية ضمن قوات الاتحاد الأفريقي لحفظ السلام فى الصومال هو الزعم  بأن إثيوبيا تسعى لإضعاف حركة الشباب الصومالية. 

 

الدكتور رمضان قرنى 
الدكتور رمضان قرنى 

وقال الدكتور رمضان قرني، الخبير في الشأن الأفريقي، إن المشهد الأمني في الصومال تكتنفه تحولات استراتيجية مهمة، في ضوء إعلان الحكومة الصومالية، بشكل رسمي، أن القوات الإثيوبية لن تشارك في المهمة الجديدة للاتحاد الأفريقي (أوصوم) التي ستخلف بعثة (أتميس) اعتبارًا من يناير 2025. 

وعزت "مقديشو" قرار استبعاد إثيوبيا من هذه المهمة نتيجة لانتهاكها سيادة الصومال ووحدته، خاصة بعد توقيعها اتفاقًا بحريًّا مع إقليم أرض الصومال الانفصالي.

دلالات التصريحات الإثيوبية 

وأكد قرني، أنه بالرغم من هذه التصريحات الرسمية، خرج المتحدث باسم الخارجية الإثيوبية ليؤكد أن جهود "أديس أبابا" مستمرة لإضعاف "حركة الشباب" الإرهابية بأي طريقة ممكنة لـ "ضمان عدم تشكيلها تهديدا للأمن القومي"، وهذه التصريحات الإثيوبية لها عدد من الدلالات:

سعي إثيوبيا للتواجد في المشهد الأمني بالصومال حتى بعد انتهاء عمل قوات "أتميس" بالنظر إلى تواجد نحو عشرة آلاف جندي إثيوبي في الصومال، فقط 3% منهم يشاركون في بعثة الاتحاد الأفريقي.

 إدراك إثيوبيا حاجة الصومال والمجتمع الدولي لتكثيف الجهود والحشد العسكري للقضاء على حركة الشباب الإرهابية بالصومال خاصة، ومنطقة القرن الأفريقي عامة. 

 رغبة إثيوبيا في حماية أمنها القومي، في ضوء توجيه حركة الشباب هجمات نحو الداخل الإثيوبي على فترات متباينة، كما تخشى من تحالفات- محتملة- بين الشباب وبعض الجماعات المعارضة في إقليم الصومال الإثيوبي، والذي يشهد معارضة شديدة لسياسات حكومة "آبي أحمد" تتهمها بإهمال الإقليم وتهميشه. 

إثيوبيا تستعد لتصدير خطاب دعائي "هجومي"

وواصل الدكتور رمضان قرني حديثه، قائلا: يرجح تصدير إثيوبيا خلال المرحلة المقبلة خطاب دعائي "هجومي" يؤكد العمل على حماية الأمن القومي الصومالي، وأمن القرن الأفريقي  ضد التهديدات الإرهابية، بغرض:
أولا: جذب حلفائها بالداخل الصومالي، خاصة الأقاليم التي لديها خلافات مع الحكومة الفيدالية الصومالية "بونت لاند – جوبا لاند".
ثانيا: مغازلة الداخل الإثيوبي بإعلان الجاهزية لمواجهة أي عداون خارجي وفق تصريحات المشير برهانو جولا، رئيس هيئة الأركان العامة، مؤخرا بأنه "سيتم الرد على أي عدوان ضد إثيوبيا بإجراءات حاسمة لحماية مصالح الأمة وسيادتها".
ثالثا: ضمان ولاء إقليم أرض الصومال، في ضوء المؤشرات التي تؤكد هزيمة الرئيس الحالي "موسى بيهي" في الانتخابات الرئاسية الأخيرة.

 

الدكتور محمد رشوان 
الدكتور محمد رشوان 

 

وقال الدكتور محمد فؤاد رشوان، الخبير بالشأن الإفريقي بمركز إيجيبشن للدراسات الاستراتيجية، إن إعلان إثيوبيا جهودها لإضعاف حركة الشباب ستستمر بأي طريقة ممكنة لضمان عدم تشكيل المجموعة تهديدا للأمن القومي لها.

أهداف إثيوبيا من استمرار التواجد فى الصومال

 وأكد أن إثيوبيا تسعى إلى تعزيز مكانتها كقوة محورية فى القرن الإفريقي وتعتبر الصومال منطقة نفوذ تقليدية لها، ومن ناحية أخرى تخشى إثيوبيا من عودة حركة شباب المجاهدين إلى الحدود المشتركة ما قد يهدد أمنها الداخلى خاصة مع استمرار الأزمات الداخلية مع تيجراى واوروميا، كما تنظر إثيوبيا إلى أى تواجد مصرى فى القرن الإفريقى خاصة فى الصومال كجزء من صراع أوسع يتعلق بسد النهضة وتعزيز النفوذ المصرى فى المناطق القريبة من إثيوبيا، وبالتالى تطويق إثيوبيا فى مناطق تحركها التاريخية، لذا تعتبر إثيوبيا التواجد المصرى فى الصومال مدفوع بهدف الضغط عليها فى ملفات إقليمية أخرى مثل سد النهضة ومن المتوقع أن تزيد إثيوبيا من وجودها العسكرى فى الصومال لتثبيت نفوذها والتأكيد على دورها كفاعل رئيسى فى المنطقة. 

الأبعاد الأمنية والإقليمية لاستمرار التواجد الإثيوبي

 وواصل حديثه قائلا إن الأبعاد الأمنية والإقليمية لاستمرار التواجد الإثيوبي تتمثل فى:

1. الأبعاد الأمنية:
• التصدي لحركة الشباب: إثيوبيا تعتبر حركة الشباب تهديدًا مباشرًا لأمنها القومي، خاصة مع الحدود الطويلة التي تجمعها بالصومال. استمرار القتال يعكس قلقًا من أن انسحابها قد يسمح بتوسع الحركة داخل الصومال أو حتى باتجاه إثيوبيا.

• حماية الداخل الإثيوبي: إثيوبيا ترى في وجودها بالصومال وسيلة استباقية لمنع أي عمليات إرهابية محتملة داخل أراضيها.
2. الأبعاد الإقليمية:
• تعزيز النفوذ الإقليمي:
o ترغب إثيوبيا في ترسيخ دورها كقوة إقليمية قائدة في شرق أفريقيا، خاصة مع التنافس القائم مع دول مثل كينيا وأوغندا.
o البقاء في الصومال يمكن أن يُظهرها كطرف لا غنى عنه في قضايا الأمن الإقليمي.
• التوازن مع جيرانها:إثيوبيا تسعى أيضًا لإثبات التزامها بالسلام الإقليمي، في وقت تواجه فيه انتقادات بسبب أزمات داخلية مثل صراع تيغراي وأوروميا.
3. الأبعاد الدولية:
• كسب الدعم الدولي:
o المشاركة المستمرة في الصومال تمنح إثيوبيا فرصة لتعزيز علاقاتها مع القوى الدولية مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، التي تدعم مكافحة الإرهاب.
o هذه الخطوة قد تساعدها في تخفيف الضغوط الدولية المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان في الداخل.

 موقف الاتحاد الأفريقي حال عدم انسحاب إثيوبيا

وتابع أن رفض إثيوبيا الانسحاب من الصومال بعد انتهاء مهمة الاتحاد الأفريقي سيضعها في مواجهة مباشرة مع الاتحاد الافريقي والمجتمع الدولي، مشيرا الى ان الاتحاد الإفريقي سيسعى إلى حلول دبلوماسية أولًا، لكن فشلها قد يؤدي إلى فرض عقوبات إقليمية أو حتى تدخل دولي، كما ان المجتمع الدولي قد يركز على تعزيز قوات بديلة لضمان استقرار الصومال وتقليل النفوذ الإثيوبي.

الدكتورة سالى توفيق 
الدكتورة سالى توفيق 

 

وقالت الدكتورة سالي توفيق، أستاذ العلوم السياسية بكلية الدراسات الأفريقية العليا: إن تصريحات إثيوبيا الأخيرة جاءت ردا على قرار الصومال باستبعاد قوات الجيش الإثيوبي من التواجد على أراضيها، ضمن بعثة حفظ السلام الأفريقية المقرّرة في 2025.

 فصل جديد في علاقات البلدين

وأكدت سالي توفيق، أن هناك فصلا جديدا في علاقات البلدين التي تشهد خلافات، منذ توقيع أديس أبابا مذكرةَ تفاهم مع إقليم أرض الصومال الانفصالي بداية 2024، وسط دعوة حديثة من مقديشو لأديس أبابا للعودة إلى إجراء محادثات بنّاءة بشأن القضايا العالقة.
 تداعيات الاستبعاد الصومالى للقوات الإثيوبية 

وأشارت إلى أن الاستبعاد الصومالي للقوات الإثيوبية سيقود لمسارَين؛ أولهما: يرفع منسوب التوتر المتصاعد بين البلدين منذ مذكرة الإقليم الانفصالي، والثاني أنه سيكون ورقة ضغط صومالية على أديس أبابا للتراجع عن تلك المذكرة، وبدء علاقات مبنية على عدم التدخل في الشؤون الداخلية.
 وقرّر مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي، في يونيو الماضي، إرسال بعثة جديدة لحفظ السلم في الصومال، باسم بعثة الاتحاد الأفريقي لدعم الاستقرار في الصومال، اعتبارًا من يناير 2025، وتستمر حتى عام 2029.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية