رئيس التحرير
عصام كامل

هل تغرق القاهرة فى «شبر ميه»؟ «المحافظة» تختبر كفاءة البالوعات وتصريفها للمياه سيارات كسح المياه جاهزة.. وتطهير مخرات السيول الأبرز

تساقط الأمطار على
تساقط الأمطار على القاهرة، أرشيفية

يتزامن موسم الخريف فى مصر، مع بداية موسم سقوط الأمطار التى تبدأ خفيفة قبل أن تزداد شيئًا فشيئًا حتى تصل إلى مرحلة السيول، وبالرغم من الاستعداد المبكر لمحافظة القاهرة لموسم الشتاء إلا أنه مع أول حالة من التقلبات الجوية الشديدة التى تشهد سقوطا للأمطار الغزيرة، تشهد بعض المحاور الرئيسية اختناقا مروريا بسبب تراكم مياه الأمطار، كما تغرق شوارع القاهرة الجديدة فى مياه الأمطار مسببة شللا مروريا بل قد يصل الأمر فى بعض الأحيان إلى غرق الوحدات السكنية المتواجدة فى الأرضى، فماذا فعلت محافظة القاهرة حتى لا تغرق فى شبر مياه مثلما يحدث كل شتاء؟
الدكتور إبراهيم صابر محافظ القاهرة، أكد أنه تم الاستعداد مبكرا لموسم الشتاء، حيث تم البدء فى تطهير البالوعات وصيانة المعدات منذ شهر سبتمبر الماضى، كما تم عقد اجتماعات مع كافة الجهات المعنية للتنسيق بينهم لوضع خطط طوارىء للتعامل مع أى حالة عدم استقرار قد تحدث الفترة المقبلة، موضحا أنه تم تطهير ما يقرب من ٢٣ ألف بالوعة منها ٢٩٠٠ بالوعة جديدة دخلت الخدمة العام الماضى، كما تم ربط غرفة العمليات بمحافظة القاهرة بهيئة الأرصاد الجوية لمتابعة النشرات يوميا والاستعداد مبكرا قبل أى حالة تقلبات.
وأوضح أنه تم التنسيق بين هيئة النظافة والتجميل وشركتى مياه الشرب والصرف الصحى والأجهزة التنفيذية بالأحياء  من خلال مركز  سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بمحافظة القاهرة وإدارة الأزمات، وذلك لتحديد النقاط الساخنة لنشر المعدات بها أو توجيه العربات المتخصصة إليها لكسح المياه، كما تم ربط غرف عمليات الأحياء بمركز سيطرة الشبكة الوطنية للطوارئ والسلامة العامة بمحافظة القاهرة للتعامل الفورى مع أى طارئ.
وأكد اللواء وليد أبو النصر، رئيس هيئة النظافة والتجميل بالقاهرة، أنه تم البدء فى تطهير البالوعات منذ أكثر من شهرين، كما تم التنبيه على عمال النظافة بتنظيف بالوعات الأمطار وعدم إلقاء القمامة والأتربة بها لضمان عدم انسدادها.
وأوضح رئيس هيئة النظافة والتجميل فى تصريحات خاصة لفيتو، أنه تم توجيه عمال النظافة بمعاونة موظفى شركة الصرف الصحى فى كسح تجمعات المياه التى لا تحتاج للشفاطات حال سقوط أمطار، مشيرا إلى أنه تم التنسيق مع الأحياء المتواجدة بها مخرات للسيول  وتقع بجنوب القاهرة وذلك من أجل رفع تراكمات القمامة بها وتطهيرها، كاشفا عن وجود مخرات لتصريف السيول بحلوان والمعصرة والتبين وطرة والمعادى و١٥ مايو، لافتا إلى أنه سيتم عمل تجارب حية لسقوط الأمطار للتدريب على موسم الشتاء وتكون بمثابة اختبار للأجهزة التنفيذية وتعاملها مع الطوارىء، حيث يتم غمر منطقة ما بكمية كبيرة من المياه والتعامل مع هذه المياه من خلال الأجهزة المعنية وذلك للتأكد من قدرة البالوعات على تصريف المياه  والوقوف على قدرة الشفاطات.
من جانبه أكد المهندس عادل حسن رئيس مجلس إدارة الصرف الصحى بالقاهرة، أنه تم تطهير البالوعات والتأكد من صيانة معدات الشفط والنافورى، وتم تحديد النقاط الساخنة لنشر سيارات الشفط العملاقة قبل هطول الأمطار كمطالع ومنازل الكبارى والمحاور الرئيسية والأنفاق مع تشكيل فرق للطوارىء لنشرها فى الشوارع عند تحذير الأرصاد الجوية من أى حالة تقلبات جوية.
وقال المهندس عادل حسن لفيتو، إنه تم أيضا مراجعة كفاءة محطات الصرف الصحى  ومراجعة الشنايش  وطلمبات الأنفاق  وشبكات الصرف الصحى وبيارات الرفع، لافتا إلى أن التعامل مع الأمطار يتم بشكل استباقى حيث يتم نشر الشفاطات والنافورى قبل هطولها للتعامل فور سقوطها وهى بؤر صغيرة.
من جانب آخر، وإزاء أزمة غرق بعض المناطق فى المدن الجديدة من مياه الأمطار الغزيرة خلال فصل الشتاء، والتى تعد مسلسلا يتكرر سنويًا  بما يثير العديد من التساؤلات حول أسباب تكرار هذه الأزمة وكيفية التعامل معها؛ وضعت وزارة الإسكان ملف الأمطار على قمة الأولويات بهدف التعامل معها، واتجهت الوزارة ممثلة فى أجهزة المدن الجديدة والشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى لبعض الحلول غير التقليدية لمواجهة تلك الأزمات من خلال إنشاء آبار، لاستيعاب مياه الأمطار، وتعميمها بالمحافظات والمدن الجديدة، حسب طبيعة كل منطقة، وما يتناسب معها.
وقررت الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحى رفع درجات الاستعداد القصوى بكافة شركاتها التابعة بمختلف المحافظات، والانتهاء من تطهير جميع بالوعات الأمطار قبل سقوط الأمطار واستمرار تطهيرها بصفة مستمرة، وإصلاح أى تلفيات ببالوعات الأمطار وتركيب أغطية لها.
كما تعتبر مدينة القاهرة الجديدة أكثر المدن تأثرًا بأزمة مياه الأمطار وذلك بعد تكرار حوادث غرق المدينة خلال الأعوام الماضية، واتخذت المدينة إجراءات لمواجهة الأمطار والسيول بموسم الشتاء، وتنفيذ مجموعة من الحلول غير التقليدية لتجميع مياه الأمطار وتخزينها، والاستفادة منها سواء عن طريق آبار الشحن الجوفى أو إعادة استخدامها فى رى المسطحات الخضراء بمدينة القاهرة الجديدة.
وأكد المهندس عبدالرؤوف الغيطى رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة على اتخاذ الجهاز لعدد من الإجراءات وتنفيذ المشروعات المهمة لمواجهة موسم الأمطار، وتم الانتهاء بالفعل من تنفيذ بيارات الشحن الجوفى بنقاط تجمع المياه بالطرق الرئيسية، لتصريف مياه الأمطار لطبقات التربة كمخزون جوفى بهدف تعميمها بجميع المناطق، مشيرًا إلى رفع كفاءة منظومة الصرف الصحى بالمدينة وزيادة القدرة الاستيعابية لمحطة صرف جنوب الأكاديمية والبنفسج والياسمين والتأكد من كفاءة عمل الطلمبات والمولدات الكهربائية بالمحطات.
ومن جانبه قال المهندس حسين جمعة الاستشارى الهندسى رئيس الجمعية المصرية للثروة العقارية، إن مصر دولة غير مطيرة، ولكن مع التغيرات المناخية التى نشهدها فى السنوات الأخيرة بدأت تزداد سقوط الأمطار وقد تتحول لدولة مطيرة بما يدفعنا لضرورة التجهيز جيدًا لهذا الأمر وتنفيذ كافة المشروعات وفقا لهذه المعطيات الجديدة.
وأشار حسين جمعة إلى أن نسبة كبيرة من مشروعات الصرف الصحى ومحطات الصرف غير مجهزة وفقا للمعطيات الجديدة ولابد من مراجعة كافة المشروعات والعمل على تطويرها وتحسينها بما يتوافق مع هذه الظروف.

الجريدة الرسمية