بين الرفض الداخلي والعزلة الخارجية، هل اقتربت ساعة سقوط النظام الإيراني؟
منذ تأسيسه عام 1979، شكل نظام ولاية الفقيه في إيران تحولا جذريا على المستويين الإقليمي والدولي. استند هذا النظام إلى مبدأ الثيوقراطية، حيث يجمع المرشد الأعلى بين السلطات الدينية والسياسية، مما أتاح له فرض سيطرته على مختلف مؤسسات الدولة والمجتمع.
بعد مرور أكثر من أربعة عقود على تأسيسه، يجد هذا النظام نفسه في مواجهة تحديات متزايدة داخليا وخارجيا، مع تساؤلات مستمرة حول مدى قدرته على البقاء.
الأزمة الداخلية: انهيار اقتصادي وغضب شعبي
يواجه الاقتصاد الإيراني أزمة عميقة تجلت في: ارتفاع معدلات التضخم، البطالة، وتدهور العملة الوطنية. هذه التحديات تفاقمت نتيجة العقوبات الدولية، سوء الإدارة، والفساد المستشري الذي يطال مختلف قطاعات الدولة.
يعيش غالبية الشعب الإيراني تحت خط الفقر، مع تفاقم الفجوة بين الطبقات الاجتماعية. وقد أدى ذلك إلى اندلاع احتجاجات شعبية متكررة تطالب بتحسين الأوضاع المعيشية، واحترام الحقوق والحريات الأساسية.
إضافة إلى ذلك، تعاني إيران من انقسامات سياسية حادة داخل النظام، بين التيارات المحافظة والمتشددة، فضلًا عن صراع النفوذ بين الأجهزة الأمنية المختلفة. هذه الانقسامات تؤثر سلبا على قدرة النظام على إدارة الأزمات الداخلية. أما على صعيد الحوكمة، فالفشل في تحقيق التنمية المستدامة وتزايد الفساد الحكومي عمّق من أزمة الثقة بين الشعب والنظام.
القمع كوسيلة للبقاء
يحاول النظام الإيراني مواجهة الاستياء الشعبي بالقمع العنيف، مستعينا بالأجهزة الأمنية والاستخباراتية. يشمل ذلك الاعتقالات التعسفية، قمع المظاهرات، وفرض قيود صارمة على حرية التعبير. رغم أن هذه السياسات توفر استقرارا مؤقتا، إلا أنها تزيد من الاحتقان الشعبي وتعمق الغضب تجاه النظام.
العزلة الدولية وتحديات السياسة الخارجية
تواجه إيران عزلة دولية متزايدة بسبب سياساتها العدائية ودعمها للميليشيات المسلحة في المنطقة، مثل "حزب الله" و"الحوثيين"، وتدخلاتها في العراق، سوريا، لبنان، واليمن، إضافة إلى دعمها لحركات متطرفة، تسببت في تفاقم التوترات مع دول الجوار.
كما ساهمت هذه السياسات في تأجيج صراعات إقليمية أعمق، تجاوزت الصراعات المذهبية ووصلت إلى تهديد الهوية الوطنية والوجود في المنطقة.
العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران من الولايات المتحدة وحلفائها تهدف رسميًا إلى الضغط على النظام للتخلي عن برنامجه النووي وأنشطته الإقليمية المزعزعة للاستقرار. إلا أن تأثير هذه العقوبات يطال بشكل رئيسي الشعب الإيراني، بينما يعتمد النظام على استراتيجيات بديلة، منها الدعم المالي والسياسي غير المباشر من بعض القوى الدولية، لمواصلة بقائه.
المعارضة الإيرانية ودورها في تصعيد الضغط
تمثل المعارضة الإيرانية، وعلى رأسها "منظمة مجاهدي خلق" والمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية بقيادة مريم رجوي، تحديًا كبيرًا للنظام. تعمل هذه المعارضة على كشف انتهاكات النظام، وتحفيز الرأي العام الدولي ضده. من خلال نشاطاتها الداخلية والخارجية، تسعى المعارضة إلى بناء ضغط دولي وعزل النظام سياسيًا واقتصاديًا.
التحديات المستقبلية: هل تقترب ساعة السقوط؟
في ظل التحديات الداخلية والخارجية، يبرز سؤال محوري: إلى أي مدى يمكن لنظام ولاية الفقيه البقاء؟ استمرار الاحتجاجات الشعبية المتزايدة، التدهور الاقتصادي، والعزلة الدولية عوامل تضيق الخناق على النظام. ومع ذلك، يبقى السؤال الأهم: هل سيسمح الغرب بسقوط النظام؟
رغم أن الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة، تصف إيران بأنها تهديد للمنطقة، فإنها تتردد في اتخاذ خطوات حاسمة لدعم المعارضة أو السعي للإطاحة بالنظام. يبدو أن هذا التردد ينبع من مصلحة الغرب في الحفاظ على التوازن الإقليمي الحالي، واستغلال النظام الإيراني كأداة للهيمنة غير المباشرة على المنطقة.
استراتيجية النظام: تصدير الأزمات والتلاعب العقائدي
لطالما اعتمد النظام الإيراني على استراتيجية تصدير الأزمات للهروب من مشاكله الداخلية. من خلال تأجيج الصراعات في دول الجوار، يسعى النظام لتشتيت الانتباه عن أزماته الداخلية. كما استخدم النظام الأيديولوجيا الدينية كوسيلة للسيطرة على الشعب وتعزيز نفوذه الإقليمي. إلا أن هذه الاستراتيجيات أصبحت غير فعالة في ظل الوعي الشعبي المتزايد بانتهاكات النظام وخيانته لحلفائه الإقليميين.
نظام على حافة الهاوية
يواجه نظام ولاية الفقيه معضلة وجودية تتجاوز الاحتجاجات الداخلية أو التوترات الخارجية. مع تصاعد الغضب الشعبي، عزلة النظام الدولية، وتراجع قدرته على السيطرة الداخلية، تبدو علامات النهاية وشيكة. السؤال المتبقي هو: هل يمكن للإيرانيين ودول المنطقة تجاوز النظام وبناء مستقبل أكثر استقرارًا، أم أن الغرب سيستمر في المهادنة لتحقيق مصالحه الاستراتيجية؟
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
