الولاء بديلا للخبرة.. ترامب يعيد تشكيل فريقه لخوض معركة ضد الدولة العميقة
في خطوة تؤكد رغبته في تعزيز قبضته على مفاصل السلطة، بدأ الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في اتخاذ قرارات حاسمة وغير تقليدية بشأن تشكيل فريقه الرئاسي الجديد.
أعلن ترامب عن مجموعة من الترشيحات المثيرة للجدل التي تعكس أجندة سياسية تهدف إلى كسر التقاليد التي اصطدمت سابقا بما يعرف بـ"الدولة العميقة".
قرارات تعيد رسم المشهد السياسي
وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، قرر ترامب تعيين شخصيات مثيرة للجدل لتولي مناصب حساسة مثل وزارة العدل ووزارة الدفاع وإدارة وكالات الاستخبارات. هذه الخطوات تُظهر استراتيجية تعتمد على الولاء الشخصي للرئيس بدلا من الخبرة التقليدية، في تحول جذري عن سياسات التعيينات المعتادة.
اختار ترامب مات جايتس، عضو الكونغرس السابق المعروف بمواقفه الصدامية، لمنصب وزير العدل. أما وزارة الدفاع فقد أسندها إلى بيت هيجسيث، المذيع السابق في قناة "فوكس نيوز"، الذي يفتقر إلى الخبرة الإدارية لكنه يتمتع بخلفية عسكرية وولاء قوي لترامب. أما تولسي جابارد، النائبة السابقة والناقدة للنظام السياسي الأمريكي التقليدي، فقد وقع عليها الاختيار لتولي منصب مدير الاستخبارات الوطنية.
معركة مفتوحة ضد "الدولة العميقة"
لم يخفِ ترامب خلال حملته الانتخابية انتقاداته لـ"الدولة العميقة"، التي وصفها بأنها شبكة تعرقل تنفيذ سياساته، هذه الانتقادات انعكست بوضوح في تشكيل فريقه الجديد، الذي وصفه ستيف بانون، مستشاره السابق، بأنه "فرقة صاعقة تهدف إلى إحداث تغييرات جذرية".
جايتس، الذي أُسندت إليه حقيبة العدل، تبنى مواقف عدائية تجاه مؤسسات مثل مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ودعا إلى إلغائها في مناسبات سابقة. هذه المواقف أثارت ردود فعل متباينة حتى داخل الأوساط الجمهورية، حيث اعتبر البعض أن ترامب "يختبر حدود المؤسسات الأمريكية"، على حد تعبير أليسا فاراه جريفين، المساعدة السابقة له.
تغيرات تستند إلى دروس الماضي
عند مقارنة هذه التعيينات بخيارات ترامب خلال ولايته الأولى، يتضح توجه جديد يعتمد على الولاء المطلق. في عام 2017، اعتمد ترامب على شخصيات ذات خبرة طويلة مثل جيف سيشنز وجيم ماتيس ودان كوتس، لكنه واجه تحديات من استقلالهم الذي أثار خلافات حادة معه.
تجارب الماضي دفعت ترامب إلى التركيز على شخصيات تلتزم بأجندته دون تردد. وذكرت نيويورك تايمز أن التعيينات الجديدة تهدف إلى منع أي معارضة داخلية لتنفيذ رؤيته.
تساؤلات حول الكفاءة والقدرة على الإدارة
على الرغم من تركيز ترامب على الولاء، فإن تعيينات مثل بيت هيجسيث وتولسي جابارد أثارت تساؤلات حول كفاءتهما في قيادة مؤسسات ضخمة ومعقدة مثل وزارة الدفاع ووكالات الاستخبارات. هيجسيث، الذي انتُقد بسبب آرائه المناهضة للتنوع والمساواة داخل البنتاغون، سيتولى إدارة قوة تضم أكثر من مليوني شخص. أما جابارد، فتعاني من نقص الخبرة في إدارة وكالات الاستخبارات رغم خلفيتها العسكرية.
إدارة تثير جدلا محليًا ودوليًا
يبدو أن توجهات ترامب الجديدة تهدف أيضًا إلى تسييس المؤسسات الفيدرالية، مما أثار قلق خبراء ومحللين. أوليفيا تروي، التي عملت سابقًا في إدارة ترامب، وصفت هذه التوجهات بأنها "إساءة استخدام للسلطة وتحويل المؤسسات إلى أدوات سياسية".
من جهة أخرى، أعلن ترامب تعيين كارولين ليفيت، البالغة من العمر 27 عامًا، كمتحدثة صحفية للبيت الأبيض، ما يجعلها الأصغر سنًا في تاريخ هذا المنصب. ليفيت تتمتع بخبرة محدودة لكنها عُرفت بولائها لترامب خلال حملته الانتخابية.
أولويات جديدة وسرعة في التنفيذ
على عكس بطء تشكيل إدارته خلال ولايته الأولى، تحرك ترامب بسرعة هذه المرة للإعلان عن كبار المسؤولين. ومع ذلك، لا تزال مناصب حساسة مثل وزيري الخزانة والتجارة والممثل التجاري الأمريكي شاغرة.
من المتوقع أن تواجه هذه التعيينات اختبارات صعبة في مجلس الشيوخ، خاصةً في ظل الجدل الكبير حول شخصيات مثل مات جايتس وتولسي جابارد.
رؤى جديدة أم مغامرة غير محسوبة؟
مع هذه التعيينات، يبدو أن ترامب يسعى لإعادة توجيه السلطة بما يخدم أجندته السياسية. لكن قراراته تفتح الباب أمام تساؤلات جدية حول مدى قدرة فريقه الجديد على مواجهة تحديات القيادة وإدارة مؤسسات حيوية في ظل الانقسام السياسي العميق في الولايات المتحدة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.