اتهمته بأكل كفتة مع أولاده بدلا من الققط الضالة؟
محمد عبد الجليل يكتب: سيدة حسناء وحارس جائع... حكاية تبكي الحجر
في مفاجأة غير متوقعة، اقتحمت سيدة حسناء ممشوقة القوام ترتدي أحلى الثياب قسم شرطة الحى الراقي لتقدم بلاغًا غريبًا ونادر الحدوث، وطلبت من ضابط الشرطة فتح محضر ضد حارس أمن الكمبوند، وكان الاتهام شديد الغرابة جعل ضابط الشرطة في حيرة من أمره. اتهمت الحارس ، بأنه ضحك عليها عندما أعطته كمية من الكفتة والفراخ لإطعام القطط إلا أنه لم يفعل وأطعم أولاده..طلبت السيدة بالقبض عليه بتهمة الاحتيال..
تعالوا نعرف إيه الحكاية، ونستكشف معًا تفاصيل هذه القصة الغريبة؟
الحسناء والسيارة الفارهة..
في ذلك الحي الذي تتباهى فيه الفلل بواجهاتها الزجاجية، وفي ظل أشعة الشمس الذهبية، أنزلت من سيارة ليموزين سوداء، سيدة ترتدي فستان سهرة براقًا، تحمل بين يديها كيسًا أبيض لامعًا يخفي بداخله سرًا مؤلمًا ؟ يفيض بالطعام اللذيذ: كمية من الكفتة الطازجة وفرخة مشوية ذهبية اللون، تتجه نحو حارس الأمن الذي يجلس وحيدًا على كرسي حديدي مهترئ، عيناه تتبع كل حركة في الحي، وهو يتناول بقايا وجبة باردة.
بابتسامة مصطنعة، تقدم السيدة الكيس لحارس الأمن وتطلب منه إطعامه للقطط الشاردة...يقف الحارس عاجزًا أمام هذا المشهد المتناقض. فمن جهة، يشعر بالامتنان لهذه اللفتة، ومن جهة أخرى، يتألم لقلبه الذي يشتهي هذه الوجبة الدسمة بعد يوم عمل شاق..
رد فعل الحارس:
أظهر وجه الحارس مزيجًا من الدهشة والحزن والإحراج. حاول أن يبتسم، ولكنه لم يستطع. كان واضحًا عليه أنه يشعر بالإهانة. فكيف له أن يرفض طعامًا لذيذًا كهذا؟
كانت الكفتة تلمع في الشمس كأنها قطعة من الذهب، بينما كانت عينا الحارس تلمعان بالحزن."
"كان الكيس يزدان بالطعام، بينما كانت روح الحارس جوعانة."
وكيف له أن يشعر بالجوع وهو يرى كل هذا الطعام يضيع هدرًا؟ ولكن في الوقت نفسه، كان يشعر بالعار من أن يطلب هذا الطعام لنفسه أمام هذه السيدة الأنيقة.
رد فعل السيدة:
استغربت السيدة رفض الحارس لأمرها. ربما اعتقدت أنه غير مهذب أو غير ممتن. ربما لم تتخيل أنه يشعر بالجوع أو أنه يحتاج إلى هذا الطعام. وبينما كانت تحاول إقناعه مرة أخرى، كان الحارس يردد بصوت خافت: "حرام... حرام".
صراع خفي مع النفس؟.
تلاطمت الأفكار في ذهنه؟ تذكر زوجته وأطفاله وهم ينتظرون وجبة العشاء، فزاد حزنه.
هل يطيع أوامر السيدة ويترك هذه الأطعمة للقطط؟ أم يأخذها لنفسه ولأسرته؟ في النهاية، قرر الرجل أن يعطي الكفتة والفرخة لأولاده الجوعى بدلا من القطط.. ليجد قوة من قسم الشرطة في انتظاره متهما بإطعام أولاده عن القطط، ليتم الإفراج عنه مع وعده باحتضان كل القطط الموجودة في الحي الراقي..
في النهاية، كانت الكفتة مجرد وجبة، لكنها كشفت عن وجوه متعددة للإنسانية: الكرم الزائف، والجوع المخفي، والكرامة المهانة. هل نحن قادرون على تغيير هذا الواقع..