كوريا الشمالية تقلب الطاولة على أوكرانيا.. الحليف الكورى يشارك بجنوده مع روسيا ضد حلف الناتو
وسط انشغال المجتمع الدولى بالحرب الدائرة منذ أكثر من عام فى قطاع غزة والتصعيد فى منطقة الشرق الأوسط، كشفت العديد من التقارير عن إرسال كوريا الشمالية لنحو 10 آلاف جندى من قواتها إلى روسيا فى تحرك نادر للغاية للقوات الكورية خارج أراضيها، ما أثار حفيظة الولايات المتحدة التى تعد الداعم الرئيسى لكييف ودفعها للتلويح باعتبار هذه القوات أهدافا مشروعة حال مشاركتها فى المعارك الدائرة فى كييف ليدق الكثيرون ناقوس الخطر من إمكانية تطور واحتدام الصراع فى أوكرانيا وانتقاله إلى مرحلة جديدة قد تؤثر على العالم أجمع.
من جانبه، يكشف اللواء نصر سالم الخبير العسكرى والاستراتيجي، أسباب تلك الخطوة، موضحًا أن روسيا تعد الداعم الرئيسى لكوريا الشمالية وهناك عدة أسباب تدفع بيونج يانج إلى إرسال قواتها إلى جبهة أوكرانيا، أولها دعم روسيا فى حربها أمام أوكرانيا وحلفائها الغربيين توقعا منها وانتظارا لتلقى نفس الدعم حال احتياجها له مستقبلا.
أما ثانى الأسباب، فهو أنه بالرغم من أزمات كوريا الشمالية والجدل المثار حولها والمشاكل التى تواجهها، إلا أنها لم تخض أى حرب أو صراع عسكرى مباشر منذ فترة بعيدة للغاية، كما أن زعيم كوريا الشمالية كيم جونج لم يدخل حربا أو نزاعا مسلحا منذ الوصول إلى السلطة، وبالتالى هناك رغبة وحاجة لتدريب الجنود على ميادين المعارك وهذا يعد مكسبا كبيرا جدا، فتدريب القوات على فنون الحرب المختلفة والانتقال من مسرح عمليات لمسرح آخر سيزيد من القدرات والخبرات القتالية والعسكرية للقوات الكورية الشمالية.
وعن توجيه الولايات المتحدة الأمريكية تحذيرا لكوريا الشمالية قالت من خلاله إن قواتها ستصبح أهدافا عسكرية مشروعة حال المشاركة فى المعركة ضد أوكرانيا، أوضح نصر سالم أن واشنطن لن تدخل فى صراع بجنودها أو قواتها فى هذه الحرب ولن تتورط فى مواجهة روسيا مباشرة، مشددا على أن ما يحدث على الأراضى الأوكرانية حاليا هو “حرب بالوكالة”.
وتابع الخبير العسكري: “الحرب الدائرة فى أوكرانيا ستستمر لفترة ليست بالقليلة، هذه الحرب الغرض الأساسى منها هو استنزاف موسكو، ولن تتوقف الحرب طالما تتكبد روسيا الخسائر ويتم استنزافها، فالولايات المتحدة ودول حلف الناتو مستفيدين مما يحدث حاليا”، متوقعا أن يستمر هذا الصراع حتى أخر جندى أوكرانى أو أخر جندى روسي، إلا فى حالة واحدة وهى وصول المرشح الجمهورى والرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب إلى السلطة من جديد فقد وعد بحل هذه الأزمة بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية.
وتوقع اللواء نصر سالم، أن تشارك قوات كوريا الشمالية فى الحرب خلال الفترة المقبلة، مضيفا: “لن يتم تحريك هذا العدد من القوات وإرسالهم إلى روسيا سدى، كما أن كيم جونج أون يريد تدريب جنوده على الحرب وهذا لا يقدر بثمن”، معربا عن اعتقاده بأن جنود كوريا الشمالية سيكون لهم دور محسوس فى الحرب نظرا إلى تحليهم بعقلية انتحارية وأيضا خوفهم من مصيرهم حال عودتهم مهزومين لزعيمهم.
تصعيد جديد
بدوره، قال الدكتور محمد ربيع الديهى الباحث فى العلاقات الدولية، إن إرسال قوات من كوريا الشمالية إلى روسيا من أجل المشاركة فى الحرب ضد أوكرانيا تصعيد يقلق الكثيرين، مشيرا إلى أن بيونج يانج لديها دوافع للتدخل فى الأزمة.
وتابع الديهي: “كوريا الشمالية أرسلت جنودها لروسيا نكاية فى الولايات المتحدة التى دائما ما تساند وتتعمد تعزيز تواجدها فى كوريا الجنوبية، وبالتالى تحاول بيونج يانج إزعاج واشنطن من خلال الضغط بورقة أوكرانيا التى تدعمها أمريكا بشكل كبير للغاية، وزعيم كوريا الشمالية يسعى لاستنزاف الدعم الأمريكى لكييف خلال الفترة المقبلة”.
وبشأن تحذيرات أمريكا وتلويحها باستهداف قوات كوريا الشمالية، أكد الباحث فى العلاقات الدولية أن هذا الأمر مستبعد بشكل كبير، خاصة أنه حال مشاركة القوات الكورية فى الحرب فسيصعب الفصل بينهم وبين القوات الروسية وبالتالى فأمريكا أو حتى دول الناتو لن ترغب فى الدخول بصراع مباشر فى الحرب مع روسيا ولن يخاطروا بضرب جنود قد يكونون من الروس.