بعد واقعة طبيبة كفر الدوار، هل تتضرر سمعة الأطباء من التعبير عن آرائهم؟ دراسات تحذر أصحاب البالطو الأبيض من الإفصاح عن قناعاتهم السياسية والاجتماعية لهذه الأسباب
في عصر السوشيال ميديا، أصبح للأطباء، كما لغيرهم، منصات مفتوحة وغير مقيدة للتعبير عن آرائهم حول القضايا الاجتماعية والسياسية والطبية، ولكن مع هذه الحرية تأتي مسؤولية كبيرة، خصوصًا عندما يتعلق الأمر بالقضايا الحساسة مثل الحمل غير الشرعي.
ويبدو أن حالة الطبيبة وسام شعيب، التي أثارت جدلًا واسعًا بعد بثها فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي عن حالات الحمل السفاح، يجب أن تتناولها وسائل الإعلام بطرق أكثر عمقًا، حتى يستفيد الجميع، ولن يحدث ذلك إلا عبر طرح تساؤلات عن حدود حرية الأطباء في التعبير عن آرائهم، وتأثير ذلك على سمعة المهنة واحترام المرضى.
ماذا حدث في أزمة الطبيبة وسام شعيب ؟
أثارت وسام شعيب، طبيبة النساء والتوليد بكفر الدوار، ضجة واسعة خلال الساعات الماضية، بعدما نشرت على حسابها في فيسبوك منشورًا تطرقت فيه إلى موضوع الحمل غير الشرعي، متحدثة عن تأثير هذا الموضوع على المجتمع وصحة المرأة.
ورغم أنها لم تذكر أسماء مريضاتها أو تفاصيل محددة عن حالات بعينها، إلا أن المنشور تم تفسيره على أنه يتضمن إشارات غير مباشرة لأشخاص مروا بتجارب مشابهة في علاجها.
حديث الدكتورة وسام شعيب أثار انتقادات شديدة من قبل بعض النشطاء في المجال الصحي والجمهور والإعلاميين، الذين اعتبروا أن نشر مثل هذه المواضيع بشكل علني قد يضر بسمعة المهنة ويُعرّض المريض لانتهاك خصوصيته.
لكن من جهة أخرى، دافع آخرون عن حق الطبيبة في التعبير عن آرائها بحرية، معتبرين أن قضايا المجتمع يجب أن تكون في صلب النقاش الطبي، خاصة في مجالات مثل الصحة النفسية والإنجابية.
الخطوط الفاصلة بين حقوق الأطباء وواجباتهم الأخلاقية
تُعتبر مهنة الطب واحدة من أكثر المهن التي تعتمد على الثقة بين الطبيب والمريض، فالأطباء ملزمون بقانون مزاولة مهنة الطب رقم 415 لسنة 1954 الذي يحظر عليهم إفشاء أي معلومات عن المرضى دون موافقتهم.
وطبقًا للقانون، يُعتبر الكشف عن معلومات طبية حساسة، سواء كان ذلك بشكل مباشر أو غير مباشر، انتهاكًا للخصوصية وقد يُعرّض الطبيب للعقوبات القانونية.
ولكن هل يعني هذا أن الطبيب لا يمكنه التعبير عن آرائه بشأن قضايا اجتماعية أو طبية تمس الحياة الشخصية للمرضى؟
دراسات موثقة وحالات شبيهة لـ الطبيبة وسام شعيب
هناك دراسات عدة سلطت الضوء على تأثير تصريحات الأطباء على وسائل التواصل الاجتماعي في ممارساتهم المهنية، وعلى سبيل المثال، أجريت دراسة بواسطة مجلس الصحة العالمي عام 2020، وأشارت إلى أن الأطباء الذين يعبّرون عن آرائهم السياسية أو الاجتماعية على وسائل التواصل قد يواجهون انخفاضًا في ثقة المرضى، خاصة إذا كانت تلك الآراء متعلقة بقضايا حساسة مثل الصحة الجنسية والإنجابية.
كما أشارت دراسة أخرى في مجلة الطب الأخلاقي إلى أن الأطباء الذين يتناولون موضوعات حساسة على السوشيال ميديا قد يعرضون أنفسهم للمسائلة القانونية في حال تسببت تصريحاتهم في تأثر سلبًا على مهنية الطب، ومعنى ذلك أنه حتى وإن كانت القضايا التي يتم تناولها تتمتع بأهمية اجتماعية، إلا أن طريقة التعبير عنها قد تلعب دورًا كبيرًا في تحديد مدى تأثيرها على سمعة الطبيب.
علاقة سمعة مهنة الطب بـ «احترام المرضى»
منذ فترة، ازداد القلق بشأن تزايد استخدام الأطباء لوسائل التواصل الاجتماعي لنشر آرائهم، خاصة في القضايا الاجتماعية مثل حقوق المرأة، والمساواة الجنسية، وغير ذلك من المواضيع المثيرة للجدل.
وفي حالات مثل تلك التي تعرضت لها الطبيبة وسام شعيب، يتعين على الأطباء توخي الحذر في التعبير عن آرائهم لكي لا تتداخل هذه الآراء مع ممارستهم الطبية، فالحفاظ على سمعة المهنة يعد أمرًا بالغ الأهمية.
ووفقًا لاستطلاع رأي أجرته جمعية الأطباء المصريين في 2022، تبين أن أكثر من 60% من المرضى يفضلون أن يظل الأطباء بعيدين عن الجدل العام والتصريحات المثيرة للجدل، وهذه النسبة تؤكد أهمية الحفاظ على الاحترام المتبادل بين الأطباء والمرضى، خصوصًا فيما يتعلق بالقضايا التي قد تكون محط جدل اجتماعي، ما يعني أن هناك حاجة ملحة للتوازن بين حق الطبيب في التعبير عن نفسه وحمايته لخصوصية المريض.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.