رئيس التحرير
عصام كامل

"زي النهارده" من 157 سنة، مولد مؤسس الطريقة الحامدية الشاذلية، الشيخ سلامة الراضي

الشيخ سلامة الراضي
الشيخ سلامة الراضي مؤسس طريقة الحامدية الشاذلية، فيتو

في مثل هذا اليوم 12 نوفمبر من عام 1867، أي منذ 157 عامًا، وُلِد الشيخ سلامة حسن الراضي، القطب الصوفي المصري، ومؤسس الطريقة الحامدية الشاذلية.

نسبه

هو الشيخ سلامة بن حسن الراضي المُكنى بأبي حامد الحٌسيني، ينتهي نسبه إلى جده الأدنى السید حامد المدفون بمسجده بالمنيا، وإلى سيدي أبو طاقية المدفون بمسجده بقرية الريدة التابعة لمركز المنيا.

الشيخ سلامة حسن الراضي، فيتو
الشيخ سلامة حسن الراضي، فيتو


وُلد الإمام سلامة حسن الراضي ليلة 16 رجب من عام 1284 هجريًّا. ويتصل نسبه الشريف بالإمامين الحسن والحسين سبطَي رسول الله، صلى الله عليه وآله وسلم، فهو منسوب إلى جده سيدنا الإمام الحسين من ناحية الأب، ومنسوب إلى الإمام الحسن من ناحية الأم، حيث يتصل نسبه بالإمام محمد الناظر، من ذرية الإمام موسى الكاظم بن الإمام جعفر الصادق.

نشأته

نشأ فى بولاق، حيث تعلم القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم فى سن التاسعة، وعُيّن فى الخاصة الخديوية، ورئيسًا لإدارة الزراعة بمصلحة الأملاك الأميرية، وأُحيل إلى المعاش عام 1932 ميلاديًّا واشتغل بالعلم والتصوف، فاجتمع بالكثير من أهل الولاية، خاصة الشيخ مرزوق المالكي.

مسجد الشيخ سلامة الراضي، فيتو
مسجد الشيخ سلامة الراضي، فيتو

قضى الشيخ سلامة معظم حياته صائمًا قائمًا ناسكًا، وكانت مجالسه مدرسة للتثقيف والتهذيب والإرشاد يسودها الحب والتآلف والتآخى، وكانت تزدحم بالمريدين والمحبين، لحرصهم على الاستماع لهديه، والنهل من علمه بقلوب واعية، وآذان وأفئدة مصغية. 

عبادة ونوافل

وعن مجاهداته، يقول فى كتاب له: “أعلم أنى ذكرت الله كثيرًا وكنت أصوم من السنة نحو 300 يوم، ولا أدع الوضوء، فكل أحيانى أكون على طهارة وكنت أصلي على النبي فى كل ليلة نحو ساعتين، ذلك فوق أننى كنت مريضًا، حتى صرت نحيفًا مصفر الوجه، وما كان يصادفنى من توبيخ وزجر عنيف ممن حولى كل هذا لم يثنِ من عزمِى على التوجه إلى الله”.

ويقول: “ومع هذا كله لم أفز بالوصول، فلما ضاقت نفسي، وكدت أن أقع فى يأس فلم أشعر إلا والهاتف قد نادانى: ”يا هذا إنما الحيلة فى ترك الحيل"، فعلمت أن مجاهداتى التي سرت فيها بهذه الشدة كنت فيها محتالًا، وأن الوصول لا يكون إلا بمحض فضله ومنته، وداومت على ذكر الله، لا لعلة وصول ولا غيره، فوافانى من ربى الرضا، ونور قلبي، وهدانى طريقه".
أسس الطريقة الحامدية الشاذلية، فى عام 1885، وفى عام 1926 قرر المجلس الصوفى الأعلى ضم الطريقة ضمن الطرق المعترف بها.

من أقواله ومؤلفاته

ومن أقوال الشيخ سلامة الراضي لمريديه: "يجب على المريد الذي في طريقنا أن يجتمع فيه خمس خصال حميدة، إن خلا منها فقير فليس هو من الطريق في شيء، وهي: تقوى الله في السر والعلانية، واتباع السنة في الأقوال والأفعال، والإعراض عن الخلق في الإقبال والإدبار، والرضا عن الله في القليل والكثير، والرجوع إليه في السراء والضراء.. فهذه خمس خصال، هي رأس مال الفقير، فمن خلا منها فليس له رأس مال في الطريق".
وله أشعار بديعة فى المديح النبوي، منها قصيدته: "قسمًا بنور المصطفى وجماله.. لم يخلق الرحمن مثل صفاته.. المسك والكافور من عرق النبى.. والورد والياسمين من وجناته".
اتصفت كتابات الشيخ سلامة الراضي بالتنوع لتشمل كافة طبقات المريدين، فما بين القصائد الراقية على أوزان البحور، وما بين أسلوب سهل خفيف على السمع، وما بين رسائل دقيقة وشروح لمتون العلوم، وكلمات بسيطة رقيقة تداعب الوجدان والفهم.

وزادت مؤلفاته عن الثمانين كتابًا؛ معظمها في التصوف، مثل: "الفيوضات الإلهية في الحكم والمذاكرات الحامدية، الجواهر الحامدية في الطريقة الشاذلية، المنح الحامدية، نظام الراوبط، الجوهرة، النفحة المحمدية، مظهر الكمالات في مولد سيد الكائنات، نفحات العشاق، حنين العشاق، غنية المنشد، قانون طريقة السادة الحامدية".

ضريح الشيخ سلامة الراضي، فيتو
ضريح الشيخ سلامة الراضي، فيتو

ومن مؤلفاته التي لم تطبع: "شرح الوظيفة، أسئلة على البسملة، شرح الخمرية، رسالة في معنى قول سيدنا عمر: "نعم العبد صهيب"، إجابة السؤال بعض علماء الصعيد، رسالة لبعض الدكاترة اللاتينيين المستشرقين".

وفاته

توفي الشيخ سلامة الراضي ثالث أيام الأضحى، 31 يناير لعام 1939 ميلاديًا فى منتصف الساعة الخامسة من بعد الظهر، عن عمر ناهز 72 عامًا، ودُفن فى أول فبراير بمسجده بشارع خط الرملة أمام بيته، فيكون مسجده أمام منزله ومقر مشيخة وسجادة الطريقة الحامدية الشاذلية.

وهذا المسجد كان في الأصل زاوية للشيخ سليم بن صالح السباعي الخلوتي المالكي المتوفى سنة ١٨٣٦م وقيل سنة ١٨٤٣م، المولود بكفر قورص إحدى قرى مركز أشمون بمحافظة المنوفية، ممن صحبوا السيد صالح السباعي الحسني المدفون بجامع شيخه الشيخ أبي البركات أحمد الدردير في حي الدرب الأحمر بدرب الكعكيين.
 

ويوجد بالمسجد حاليًا مقامات كل من: الشيخ سليم السباعي، والشيخ سلامة الراضي، والشيخ حامد سلامة الراضي، والشيخ إبراهيم حامد سلامة الراضي، رحمه الله، الذي توفي أواخر نوفمبر 2017، حيث تم نقل جثمانه بعد إتمام التصاريح اللازمة ليكون بجوار جده الشيخ سلامة الراضي وأبيه الشيخ حامد سلامة الراضي.


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية