رئيس التحرير
عصام كامل

سعيد شيمى: هذه أفضل 5 أفلام بحياتي.. وأكره جميع مسلسلاتي.. وماليش قدوة في الإخراج.. وجميع قبلات الأفلام مش حقيقية ( حوار )

 المخرج الكبير شيمي
المخرج الكبير شيمي -فيتو

>> أحمد زكى أفضل ممثل فى تاريخ السينما المصرية
>> «الحريف» أعظم أفلام عادل إمام.. ووالدى وراء دراستى بمعهد السينما
>> عاكست فاتن حمامة فى فيلم “ولا عزاء للسيدات” إنقاذا للموقف
>> تعلمت الغوص فى عمر الـ40 عاما من أجل تصوير فيلم الطريق إلى إيلات

>> هذا سبب تغيبي عن الإخراج لسعاد حسني
>> تم منع عرض النسخة الأصلية لـ«البرئ» ورواية سميرة أحمد غير صحيحة
>> فيلم “الكنز” نجح رغم وابل الشتائم ضدي
>> قدمت مع على عبد الخالق 19 فيلما من أصل 40 فيلما أخرجها خلال مسيرته
>> فيلم “ضربة شمس” كان نقلة نوعية وتم تصويره بالكامل فى الشارع بدون بلاتوه
>> اكتشفت قدرات عاطف الطيب الإبداعية فى الإخراج في فيلم “الغيرة القاتلة” 
>> أحمد زكى اختلف مع فردوس عبد الحميد بسبب رفضها مشهد القبلة بفيلم “طائر على الطريق” 
>> “الحريف” كان سيحقق النجاح المأمول بوجود أحمد زكي لكن ظهور عادل إمام الكوميديان كان غريبا 
>> أصعب مشهد صورته خلال تصوير فيلم “نص أرنب”
>> لم يكن لدينا حرية إبداع أثناء تصوير فيلم البرىء
>> صورت 108 أفلام روائية منها فقط 3 أبيض وأسود والباقى ألوان
>> أحب أفلام البريء والحريف وبطل من ورق والطريق إلى إيلات وحكايات الغريب 
>> ممدوح عبد العليم كان ممثلا عظيما وممتازا لم يأخذ حظه فى السينما

 

هو المسافر بلا طريق، وبيت الحنان، ورصاصة النصر، والثائر، وسواق الأتوبيس، والحريف، والكف، صاحب البصمة، والبريء من بئر الخيانة، واللعيب فى المهمة الرسمية، والغواص فى جزيرة الشيطان، والإمبراطور فى عصر القوة، وعيون الصقر وحكايات الغريب، والطائر على الطريق.
وهو صاحب الروائع السينمائية والعدسة التى فتحت أعيننا على السينما، وقدمت لنا أفلاما ستظل محفورة بوجداننا.
إنه مدير التصوير الكبير سعيد شيمى صاحب البصمة البارزة فى تاريخ السينما المصرية، يحدثنا فى الحوار التالى لـ”فيتو” عن مشواره الممتد لعقود طويلة، وكواليسه مع رفيق الدرب محمد خان وحكاياته مع عاطف الطيب، وذكرياته مع عادل إمام وأحمد زكى ونور الشريف وسعاد حسنى ونجوم الشباك، وإلى نص الحوار:

 

*بداية، حدثنا عن الذاكرة الأولى فى طفولة سعيد شيمي؟

المكان كان كله له تأثير كبير فى تكوين شخصيتي، حيث ولدت فى ميدان عابدين، وكان يحاوط منزلنا الحرس الملكى وقصر عابدين، وكنت أستيقظ مبكرا فى الصباح أجد الحرس الملكى يتدرب فى الميدان فكنت مبهورا بالتدريبات العسكرية
وانبهرت أكثر بالموسيقى العسكرية لاسيما الرجل الذى يمسك بعصا الإيقاع، لدرجة أننى كنت أفكر فى إخبار أسرتى بطموحى أن أكون مثله-هذه هى الذاكرة الهلامية.

أما بالنسبة للذاكرة المؤثرة، فكانت الغارات الناتجة عن حرب فلسطين سنة 1948، وقتها كنت فى عمر الـ5 سنوات وكنا نسكن فى الطابق الأول بعقار به بيت جدي
والجميع بالعقار كان ينزل ليختبئ فى شقتنا وقت الغارة، وعمتى الكبيرة كانت تصطحبنا فى الغرفة الكبيرة وتقرأ لنا القرآن الكريم، ثم تطلب منا أن نردد وراءها “أشتاتا أشتاتا”.

*هل تتذكر موقفا طريفا فى الساعات الأولى من ثورة 23 يوليو؟

يضحك: استيقظت على حركة غير اعتيادية تحت شرفة منزلنا، وفجأة لمحت دبابة تقف أمام المنزل ووجدتهم يجرون عليها بعض الصيانة، لكن وجدت والدى فرحا بالثورة، ولم أكن أفهم وقتها سر فرحته إلا بعدما كبرت وفهمت تاريخ عائلتنا
لدى صورة فوتوغرافية تجمع أحمد عرابى وعلى فهمى وعبد العال حلمي، على فهمى جد أبى ووالد جدتى وسميت سعيد شيمى على اسم جدى الذى كان ضابطا فى الجيش المصرى والإنجليز نفوه خارج مصر لأنه كان يعمل ضدهم.

*بعيدا عن قصص التاريخ، لماذا التحقت بمعهد السينما بعد قضائك 3 سنوات فى كلية الآداب؟

سبب حبى للسينما هو والدى مواليد 1905، والذى نشأ عندما ظهرت السينما فى العالم، ووالد محمد خان “عم حسن” كان صديقا لأبي، من المحبين للسينما، وهذه بداية علاقتى القوية بالمخرج الراحل محمد خان أننا كنا أصدقاء منذ الصغر، وكنا نعتاد الذهاب للسينما سويا
وعندما نعود للمنزل نقوم بتمثيل ما رأيناه وبالتدريج أصبحنا نقادا سينمائيين، وعندما كنت طالبا فى مدرسة النقراشى الثانوية كنت أكتب فى مجلة تصدرها المدرسة شهريا، مشاهداتى للأفلام تحت النقد الفني، وفى عام 1959 سافر محمد خان الذى كان موهوبا فى التأليف، مع والده الذى كان يعمل تاجرا للشاى إلى بريطانيا بعد انقطاع رزقه فى مصر، وفى نفس السنة تقدمت للالتحاق بمعهد السينما بعد افتتاحه من وزير الثقافة وقتها ثروت عكاشة.

*كيف كانت البداية الحقيقية لسعيد شيمى فى التصوير السينمائي؟

بعد نكسة 1967، عملت كمصور محترف فيلم تسجيلى “بورسعيد 71-بورسعيد المهجرة” وحصلت من خلاله على جائزة الدولة، وأنا أعمل بإحساسى وليس لدى أستاذ أو قدوة فى المجال
واستمريت فى تصوير الأفلام التسجيلية لمدة 4 سنوات، وفى كل عام كنت أحصل على جائزة الدولة، وشهرتى جاءت من السينما التسجيلية، وفى هذه الفترة استعان بى المخرج على عبد الخالق أكثر المخرجين الذين عملت معهم طوال حياتى المهنية، وقدمت معه 19 فيلما من أصل 40 فيلما أخرجها خلال مسيرته.

*وماذا عن انطلاقتك الأولى مع محمد خان؟

بعد عام 1962 حدث تأميم لصناعة السينما من القرارات الاشتراكية لجمال عبد الناصر، طلبوا مخرجين شبابا فتواصلت مع محمد خان وعاد من بريطانيا ودراسته الإخراج، وتم تعيينه فى لجنة القراءة
وقدمنا مع بعض فيلم “الهرم” واضطر بعدها للسفر مرة أخرى بسبب مرض والده، ثم عاد سنة 1977 وعملنا فيلم “ضربة شمس” بطولة نور الشريف، وهذا الفيلم كان نقلة نوعية وقوية فى التصوير، حيث تم تصويره بالكامل فى الشارع بدون بلاتوه، وهذا لم يكن معتادا فى السينما المصرية، وفتح بابا كبيرا لجيلى ومنهم عاطف الطيب لتقييم موضوعات حقيقية وواقعية فى الأماكن الحقيقية، بعدها كان فيلم “سواق الأتوبيس”.

*وما كواليس تصوير فيلم “سواق الأتوبيس”؟

بعد انتهاء محمد خان من سيناريو الفيلم مع السيناريست بشير الديك، قام بتزكية عاطف الطيب لإخراجه، قائلا:”اللى يعمل الفيلم ده أحسن منه هو عاطف الطيب”، والفيلم كان اسمه فى الأصل “حطمت قيودي”.

*وما ذكرياتك مع عاطف الطيب؟

لم يكن له بريق فى معهد السينما، وبعد 11 سنة من التخرج أصبحت مصورا سينمائيا معروفا، فتواصل معى يطلب منى تصوير فيلم “الغيرة القاتلة” فطلبت السيناريو ولما قرأت النص لم يعجبنى وقلت له:”أنت هتعمل فيلم اتعمل مليون مرة” فرد على بجملة واحدة جعلتنى أوافق: “أنا عايز أقول أنا مخرج ونور الشريف ويحيى الفخرانى ونورة موافقين”، واكتشفت فى هذا الفيلم قدرات عاطف الطيب الإبداعية فى الإخراج.

*وماذا عن كواليس فيلم الطريق إلى إيلات؟

حلمت به بعد ضربة الضفادع البشرية، وقلت لنفسى هل أستطيع فعل ذلك، عملت الفيلم من البداية الى النهاية، وأنا من أنهيت تصاريح المخابرات، وتعلمت الغوص فى عمر الـ40 عاما من أجل تصوير العمل، وكنت مخرج المشاهد الختامية فى الفيلم.

*من رشحك لتصوير المعارك بفيلم “الرصاصة لا تزال فى جيبي”؟

رمسيس نجيب هو من رشحنى للمخرج الإيطالى ماريو.

*ما حقيقة ما صرح به الفنان الراحل يوسف شعبان بأن شخصية “عباس” التى جسدها بالفيلم كانت ترمز لجمال عبد الناصر؟

لا اعتقد ذلك، يوسف شعبان ملكي، وتزوج أميرة من الأسرة المالكة، ومواقفه ضد ثورة 23 يوليو، ولا يمكن لرمسيس نجيب أن يفكر فى هذا الإسقاط، أيضا قالوا إن شخصية محمود مرسى فى فيلم “شيء من الخوف” ترمز لناصر وحينما شاهد الزعيم الراحل العمل قال لهم:”إذا كانت أنا ده من حقهم يعملوا كده” وصرح بعرض الفيلم.

*لماذا تعرضت للهجوم بعد إنتاجك وإخراجك لفيلم “الكنز” بطولة فاروق الفيشاوى وإلهام شاهين؟

هدف الفيلم تعليم الأطفال الصغار مبادئ الأخلاق التى كانت فى حضارتنا القديمة، لا تلوث مياه النيل ولا تكذب، الفيلم نجح رغم وابل الشتائم ضدي، والهجوم الذى تعرضت له، وأدرك أن هناك أجندة استمرار أخلاق وقيم وفن وثقافة مجتمعنا فى الانحدار لذلك كان الهجوم على.

*مر عليك عمالقة فى التمثيل، من هو الممثل الذى كان يبهرك أداؤه التمثيلي؟

بكل تأكيد أحمد زكي، عملت مع جميع الممثلين الكبار أحمد زكى يتميز عنهم، كونه لا يمثل ولكنه يعيش الشخصية وينفصل عن الواقع تماما، لدرجة فى حادثة شهيرة وهو يصور فيلم ناصر 56 فى استوديو 10 بالتليفزيون، قدم إليه اللبيس وأخبره بأن الوزير قادم ليصافحه فرد عليه: “وزير مين أنا جمال عبد الناصر”.

*ما الذى كان يطلبه أحمد زكى خلال التصوير؟

صورت لأحمد زكى 10 أفلام، وكان يطلب منى رجاء بعدم وقوف أحد بجانبي، حتى لا يؤثر ذلك على أدائه التمثيلى وخوفا من “الشوشرة”، ومن أجل إراحته كنت أضع قماشا أسود حتى لا يرى العدسة نفسها من باب أن يجسد الشخصية كما يجب أن يكون.

*وما حقيقة نشوب خلاف بين أحمد زكى وفردوس عبد الحميد بسبب رفضها مشهد القبلة فى فيلم “طائر على الطريق” ؟

بالفعل حدث ذلك، ولم تكن هناك قبلة حقيقية بالمشهد وتم التقاط مشهد وهما قريبان من بعضهما البعض.

*كيف يتم تصوير مشاهد القبلات فى الأفلام؟

القبلات جميعها ليست حقيقية ولكنها تمثيل، كيف أكون فى مزاج عاطفى تمثيلى وحولى 10 أشخاص وإضاءة وكاميرا وأنسجم فى المشاهد الجريئة أو القبلات؟ لا يمكن حدوث ذلك، بالكاد يوجد ما يوحى بالقبلة.

*وماذا عن كواليس المشهد المؤثر الذى صفعت فيه نجلاء فتحى سناء جميل فى فيلم “المجهول”؟

كنا نصور الفيلم فى كندا، وهناك مشهد تكتشف فيه نجلاء فتحى أن أمها سناء جميل أرسلت ابنها للموت، فتذهب إليها لتصفعها على وجهها، وأصرت سناء جميل وهى فى سن كبيرة،على المخرج أشرف فهمى أن تضربها نجلاء بشكل حقيقى حتى يصدقها الجمهور
نجلاء فتحى وقتها قالت لها:”ماما إزاى أضربك؟ مينفعش أضربك” ولكن سناء جميل أصرت، فأنسجمت نجلاء فتحى فى ضرب سناء جميل وانهالت عليها بالصفع على وجهها، حينها كنت أراقب أشرف فهمى ليعطى الأمر بالتوقف عن الضرب، ولكنه أعجب بالمشهد واستمر لفترة ليست قصيرة، وبعدما طالبهما بالتوقف سقطا على الأرض وانهارتا فى البكاء.

*ما رأيك فى تمثيل عادل إمام فى “الحريف”؟

الحريف أحسن تمثيل له على الإطلاق رغم عدم نجاح العمل، حيث خرج عادل من العباءة القديمة المرتبطة بيوسف وهبى إلى المدرسة الحديثة التى يمثلها أحمد زكى ونور الشريف المتعلقة بالاندماج فى الشخصية.

*وما هو سر استبعاد محمد خان لـ أحمد زكى من بطولة “الحريف”؟

أحمد زكى اقترح على خان قصة شعر معينة للشخصية، فأخبره خان بأن الشخصية لا تهتم بشعرها، وفى اليوم التالى جاء أحمد زكى بقصة شعر مشابهة لفيلم “كابوريا” فنظر له خان، وقال له:”مش عايز تعمل الفيلم بقى” وتم استبعاده والاستعانة بعادل إمام بدلا منه.

*برأيك هل كان “الحريف” سيحقق النجاح المأمول بوجود أحمد زكي؟

اعتقد ذلك، الجمهور كان سيقبله أكثر، لأن أحمد زكى شارك فى أعمال قريبة مثل “البريء” لكن عادل إمام كونه كوميديان كان غريبا ظهوره فى الحريف، يضرب زوجته ويقدم مشاهد مغايرة عن المعتاد عليه.

*وما هو الفارق بين نور الشريف وأحمد زكي؟

نور الشريف ممثل عظيم، وأكثر ممثل مثقف عملت معه، وكان يسألنى عن رؤيتى وفلسفتى لكل مشهد ويختلف عن أحمد زكى أنه واع لكل ما يقوم به، أما أحمد زكى فهو يعيش الشخصية بكل تفاصيلها.

*وماذا عن كواليسك مع وحش الشاشة فريد شوقي؟

فى فيلم “ملف فى الآداب” يأخذ فريد شوقى عائلته ويشترى لهم لبس العيد من محلات بيع المصنوعات المصرية، حينها طلب منى عاطف الطيب عبور فريد مع عائلته الشارع، وملك الترسو كما تعلم له جماهير أكثر مما تتخيل، وأكثر من أحمد زكى وعادل إمام وكل نجوم مصر، وخبأت فريد وقلت له لا تنشغل بى فقط أعبر الشارع.

*وحش الشاشة كيف يظهر أمام الكاميرا؟

لذيذ للغاية وأول فيلم قدمته معه كان “أبو البنات” وكنت مصورا جديدا وهو له طقوس معينة يحتسى القهوة ثم يعمل المكياج، ومع تصوير أكثر من مشهد بشكل متتال رأيته غاضبا:”انتوا جايبينه منين ده؟”.
يتذكر سعيد شيمى الموقف ويضحك:”هو كان كل شوية يجيله القهوة وتبرد يعملوا له غيرها وأنا مستمر فى تصوير المشاهد دون توقف، وفى النهاية فهمت هو عايز إيه”، اقترب منى وقتها وطلب منى حصوله على راحة لشرب القهوة، وبعدما دعانى على تناول الغداء أنا وزوجتى فى منزله بالعجوزة وصارت بيننا علاقة طيبة.

*التقطت عدستك الكثير من المشاهد المهمة فى تاريخ السينما المصرية، ما هو أصعب مشهد صورته؟

خلال تصوير فيلم “نص أرنب” كان عقار البنك الأهلى على النيل تحت الإنشاء، حينها اقترح محمد خان طلوع الونش لأخذ لقطة بانوراما، وفى لحظة مفاجئة ابتعد “واير الونش” عن المبنى بسبب نشاط الرياح وأنا معلق فى السماء، حينها ظل يصرخ محمد خان ويطالب سائق الونش بإعادتنا، وأنا أرفض لأن المشهد أعجبني، وهذه كانت مغامرة ومخاطرة من الممكن أن تودى بحياتي.

*جمعتك واقعة طريفة بفاتن حمامة رغم عدم عملك معها؟

زوجتى الأولى أبية فريد رحمها الله كانت أول مصورة سينمائية، كانت تعمل مع فاتن حمامة فى فيلم “ولا عزاء للسيدات”، وطلب منى المنتج إنقاذا للموقف بسبب تأخر الشخص المسئول عن المشهد، أن أقوم بمغازلة فاتن وأنا استقل السيارة، قائلا:”ايه يا حلو يا جميل” فعاكستها فى الفيلم.

*لماذا تغيبت عن أفلام سعاد حسني؟

علاقتى بالسندريلا زمالة طيبة، ولكنها عندما عملت مع محمد خان فى فيلم “موعد على العشاء” طلبت أن يكون مدير التصوير محسن نصر.

*بحكم قربك منها، هل قتلت السندريلا أم انتحرت؟

حينما كنت أنا وزوجتى فى رحلة إلى لندن قمنا باستئجار شقة صغيرة من طبيب كانت تتردد عليه سعاد حسني، خلال فترة وجودها فى مصحة نفسية، فالطبيب حكى لنا موقفا بعد تغير واختلاف شكل وجه سعاد بحكم كبر السن، أنهم كانوا جالسين فى جلسة وقدم ضيوف عرب فأحد الضيوف اقترب منها وسأله:”الله امال الست سعاد حسنى هتيجى امتى مش انتى والدتها؟” حينها غادرت سعاد المكان ورحلت، مرض الممثلين عندما يتقدمون فى العمر معروف فى العالم كله، لذلك أعتقد أن السندريلا انتحرت فى لحظة يأس وضعف فظيعة.

*ما حقيقة منع النهاية الأصلية لفيلم البريء من العرض؟

النسخة الأصلية من الفيلم منعت من العرض وليس المشهد الختامى فقط، وما حدث أنه بعد الانتهاء من تصوير العمل وعُرض على الرقابة تخوفت الرقابة وشكلت لجنة خاصة وشاهد الفيلم 3 وزراء وزير الدفاع ووزير الداخلية أحمد رشدى ووزير الثقافة أحمد هيكل، وقرر المشير أبو غزالة حذف نهاية الفيلم كاملة، لأن النهاية تدعو الجندى لقتل كل الرؤساء بما فيهم محمود عبد العزيز.

*برأيك ما السبب وراء منع النهاية الأصلية من العرض؟

وجهة نظري، هى أن الحساسية الزيادة أزمة الأمن المركزي، فتظاهر عشرات الآلاف منهم فى معسكر الجيزة، وأحمد زكى فى فيلم البريء نبه لذلك، وعندما تسألنى عن حرية الإبداع سأؤكد لك بأنه لم يكن لدينا حرية.

*رواية الفنانة سميرة أحمد منتجة الفيلم تؤكد عدم حذف أى أجزاء من العمل.. ما تعليقك؟

لدى النسخة الأصلية من فيلم البريء، وروايتها غير صحيحة على الإطلاق.

*بعد مسيرتك الفنية الطويلة، ما أكثر الأفلام القريبة إلى قلبك؟

صورت 108 أفلام روائية منها فقط 3 أبيض وأسود والباقى ألوان، أحب أفلام البريء والحريف وبطل من ورق بطولة ممدوح عبد العليم الذى كنت أراه ممثلا عظيما وممتازا لم يأخذ حظه فى السينما، وفيلم الطريق إلى إيلات وحكايات الغريب لمحمود الجندى وهدى سلطان.

*تاريخ سينمائى ذهبى ولكن لماذا لم تصور مسلسلات للتليفزيون؟

صورت 5 مسلسلات وأكرهها جميعا، وأكره الفترة التى عملت فيها هذه المسلسلات، وآخرها مسلسل “دين ودنيا” فى سلطنة عمان بعدما وصلت سن الـ70 واحتفلت بعيد ميلادى هناك، وكنت قد قررت أنه لو أطال الله عمرى وبلغت 70 عاما سأعتزل التصوير وأتفرغ للتدريس وكتابة الكتب.

*أخيرًا، ما رسالتك إلى سعيد شيمي؟

ربنا يختمها بالسلامة وراض عما قدمته، وأتمنى أن يعرف الشباب ماضيه، لأنه لو لم يعرف ماضيه لن يعرف مستقبله.

 

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ «فيتو»

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

 

الجريدة الرسمية