رئيس التحرير
عصام كامل

الثعابين التى عبدها العرب


ما هذا الجنون الذي نعيشه هذه الأيام؟ لم نختلف في زوايا الرؤية بل نختلف في الرؤية نفسها فما أراه نهار وشمس ساطعة في وسط سمائها يمكن أن يراه البعض ليل حالك الظلمة في نفس الوقت ونفس زاوية الرؤية ونفس المكان ماهذا الجنون ؟

والبعض لديه استعداد هائل لتصديق الأكاذيب وبعضنا لديه موهبة فائقة لترويجها وبعضنا يحاربها بما أتاه الله من قوة والبعض يقف سلبى متفرج لا تعنيه الأحداث ولا يثار مما يحدث وسَجَنا أنفُسنا في دائرة مغلقة رسمناها بأيدينا وعجزنا عن الخروج منها بل نحترق ونصرخ من أثر الحريق ولا نستطيع الهروب.
 
أتساءل، لماذا قناة الجزيرة في مصر بعد كل ما دار حولها وعانيناه منها إبان حكم مباك حتى اليوم، وهل يعقل أن تُعاقب دولة شعب لخلافات شخصية بين رئيسين؟ لماذا إذن تحاربنا دولة قطر ولما تعادينا وتكن لنا كل هذا الكره؟ 

فلن أتكلم عن الماضى وأقول من سمح لجماعة إرهابية وتنظيم سرى ينمو ويمارس السياسة حتى وصل إلى السلطة ونحن جميعا ً شعبًا وحكومة وجيش وشرطة نتحمل أخطاء الماضى؟
ولكنه قد كتب علينا أن نحاربه الآن جميعًا ليس الإرهاب خالصا بل الجهل والعمى والهزيان لدى مناصرينه داخل بلدنا وخارجها.

أمريكا وألمانيا وفرنسا ومجلس الأمن الكل يريد أن يجتمع لمحاربة مصر التي أصبحت عائقة للشرق الأوسط الجديد الذي يُريدونه فلم يتبق غير مصر وجيشها وسط المنطقة.
 
وهولاء المغيبون من أبناء الشعوب العربية هم لا غيرهم سبب نمو هذه الثعابين الإرهابية التي كبرت وأصبح لها مريدين يعبدوها فهم لم يروها كما نراها، نحن نراها أخطر أنواع الثعابين وهم يرونها ملائكة الرحمة وجنود السماء للدفاع عن الشريعة والإسلام، 
نعم ذلك لأنهم ثعابين تتحدث بالدين وكلامه اللين، فالبيان له سحر يخطف القلوب كالسم في العسل، فالعيب ليس في العسل العيب من قدم وسمح بخلط السم به.

لقد اقتربت من الجنون، فقد شط عقلى تفكيرًا لإيجاد الحلول فخسرت أصدقائى الذين يجادلوننى حول الجيش والشرطة ويصدقون أكاذيب قناة الجزيرة فأصبحت لا أحتمل نقاشهم وخصوصًا هؤلاء المثقفون السفسطائيون المحبون للجدال من أجل الجدال ويستمتعون بالحرائق والحريق.

أفلا يدركون حقًا أن قوتنا في وحدتنا وأن شق الصف لفيه هلاكنا جميعًا وأننا بلا جيش وبلا شرطة عبيد وسبايا لا نساوى شيئا مهما عليت مراكزنا؟ أحقا لا يفهمون أم أنهم فقط يكذبون ويجادلون
ما عدت أفهم ولا أدرك غير حبى لتراب مصر وعشقى لجيشها وشرطتها برغم عدم تجنيدى لأسباب مرضية.

نعم، هؤلاء المرضى قلة ولكنهم كالميكروب الصغير بداخل جسمك فكلما صغر حجمه كلما اشتد خطره بل إنه كالسرطان في الجسد لا يحيا الجسم إلا باستئصال الجزء المسرطن منه.

يا رجال الدين الأزهريين يا كل المثقفين والإعلاميين ويا كل الفنانين وكل السياسيين الشرفاء، تكاتفوا الأيادى ضد السرطان الإرهابى والمسرطنين به فحاربوا السرطان وعالجوا المسرطنين به أو اعزلوهم في مستعمرة السرطان.
 
وندائى للشعب، لابد أن تطبق قوانين الطوارئ بكل تفاصيلها وكذلك حظر التجول فلا يجوز اختراقه بعد مواعيد الحظر ولو بدقائق مكنوا جيشكم وشرطتكم من اقتلاع جذور الإرهاب من أرضكم فلابد أن تشدد الحكومة إعلاميًا على ذلك.
حفظ الله مصر وأهلها ولك الله يامصر
الجريدة الرسمية