بعد إغلاق المكتب السياسي، هل ينكسر التحالف بين حماس وقطر؟ الحركة تتعرض لأعنف ضربة منذ سنوات.. وقرار الدوحة يعرضها لـ خيارات غير مسبوقة وكارثية
أثار قرار سلطات قطر الأخير بإغلاق المكتب السياسي لحماس في الدوحة، حالة من التساؤلات المربكة لأنصار الحركة بشكل عام، وجماهير تيارات الإسلام السياسي، التي لم ترتح للقرار الذي اتخذ على ما يبدو فور إعلان فوز الرئيس المنتخب دونالد ترامب بالسباق إلى البيت الأبيض.
ولم تنتظر الدوحة ماذا يحمل ترامب في جعبته، خاصة أن مثل هذا القرار قد يخلف تأثيرات شديدة على مستقبل الحركة، والأكثر خطورة أنه قد يمثل نقلة نوعية في العلاقة القوية بين الطرفين، لأنه سيضع حماس أمام سيناريوهات معقدة بعد أن كانت تعتبر قطر شريكًا داعمًا لها، فما هي الأسباب الخفية وراء هذا التحول، وكيف يمكن أن تتعامل حماس مع تحديات المستقبل؟
دوافع القرار القطري بإغلاق مكتب حماس
لم يكن قرار قطر بإغلاق المكتب السياسي لحماس وليد الصدفة أو القدر، بل يعرف الخبراء في علاقة الطرفين أنه سبقه تمهيد طويل، بسبب الضغوط المتزايدة التي مارستها قوى دولية وإقليمية على قطر، لإعادة تقييم سياساتها من تيارات الإسلام السياسي بشكل عام، وفي القلب منها حركة حماس، بما يتماشى مع المتغيرات التي جرت في المنطقة.
وواجهت قطر خلال الفترات الأخيرة ضغوطًا شرسة من الولايات المتحدة والدول الغربية للحد من دعم الجماعات الدينية المسلحة، والتي أصبحت من منظورهم تمثل تهديدًا للاستقرار في المنطقة، ولاسيما بعد اندلاع حرب غزة.
وعلى جانب آخر، تشاهد قطر جيدًٍا التحالفات الجديدة في المنطقة، وتبدل خريطة النفوذ السياسي، وكيف أصبحت بعض الدول التي لا توافق نهجها صاحبة القرار الأهم في توجيه دفة الأحداث، لذا لم يكن هناك مفرًّا من اتخاذ موقف أكثر حيادية بما يتماشى مع مصالحها، ولن يحدث ذلك إلا بتهميش ارتباطها بالكيانات التي قد تتسبب في خلافات صعبة مع حلفاء دوليين وإقليميين وعلى رأسهم حماس.
خسائر حماس من غلق المكتب السياسي في قطر
ليس سهلًا على حركة حماس إغلاق مكتبها السياسي في قطر، فالقضية لا تتلخص في حماية قيادات من استهداف إسرائيل، بل البقاء على علاقة رسمية بالعالم الخارجي، حيث استفادت حماس دائما من وجودها في الدوحة كمنصة للتواصل مع الأطراف الإقليمية والدولية.
وعلى مدار سنوات، كان المكتب السياسي في الدوحة محطة رئيسية لتمكين حماس من التنسيق السياسي والدبلوماسي مع دول الجوار ومع قوى عالمية، وبدون هذه المنصة، ستكون خيارات الحركة محدودة للتواصل والتأثير خارج قطاع غزة.
وهناك أيضًا التحديات المالية الخطيرة التي ستواجه حماس خلال الفترات القادمة، إذ لم يعرف بعد مصير الدعم المالي القطري للحركة، خاصة أن إغلاق المكتب السياسي سيؤدي حتمًا إلى تقليل هذا الدعم في المستقبل، لاسيما بعد حملة التشويه الدولية التي دشنتها إسرائيل حول هذه القضية، وزادت من تركيز القوى الغربية عليها.
وبالتالي لايمكن لقطر دعم حماس على حساب مصالحها السياسية والدبلوماسية، مما سيجبر الحركة على البحث عن مصادر تمويل جديدة، وهو تحدٍّ غير مسبوق، في ظل الحصار الاقتصادي والسياسي المفروض عليها.
وضمن الأثار السلبية الكارثية للقرار أيضا، أنه قد يؤثر على صورة حماس في عيون حلفائها وشركائها، إذ ينظر البعض إلى قطر كداعم موثوق للحركة، وإذا انسحبت من هذا الدعم بشكل كامل أو جزئي، سيعرض شرعية حماس في التعبير عن الأمة الفلسطينية للكثير من التأكل.
خيارات المستقبل لـ “حماس”
مع خسارة حماس مكتبها السياسي في الدوحة، تبدو خياراتها محدودة ومعقدة، إذ على الحركة أن تدرس بعض الخيارات، أحدها التحول نحو تركيا أو إيران، حيث تمتلك كلا الدولتين مواقف سياسية متعاطفة معها، لكن قد يعرضها ذلك إلى عواقب سياسية تحملها أعباء إضافية، خاصة أن إيران وتركيا تعانيان من ضغوط دولية متزايدة.
والخيار الآخر الانتقال إلى مربع قوى دولية رافضة لسياسات أمريكا مثل الصين أو روسيا، بهدف تحقيق توازن في دعمها، ولكن ذلك سيحد من استقلالها ويجعلها تابعة بالكلية لسياسات هذه الدول ولن يكون الأمر سهلا بالمرة في وجود إسرائيل التي تتمتع أيضا بدعم جزئي من هذه الدول.
مستقبل العلاقة بين قطر وحماس
على الرغم من قرار إغلاق المكتب، لكن من المستبعد أن تقطع قطر علاقتها تمامًا بحماس، ومن المتوقع أن تبقى العلاقة بينهما، لكنها ستنحصر في العلن على الدعم الإنساني فقط، مما يضمن للدوحة تجنب الصدام مع القوى العالمية والإقليمية المعادية لحماس.
لكن بعيدًا عن العلاقات العلنية، قد تحتفظ قطر بنوافذ اتصال غير رسمية مع قيادات حماس، مما يمنحها قدرة في الحفاظ على مستوى من النفوذ الإقليمي من جهة، وإدارة الضغوط الخارجية من جهة أخرى، وقد تقدم على توفير دعم للحركة عبر وسطاء عبر منظمات إنسانية، أو شركاء آخرين، بحيث تبقى على مسافة دبلوماسية كافية مع الحركة، ويحكم ذلك موقف ترامب من حماس وعلاقته بها في المستقبل القريب.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.