رئيس التحرير
عصام كامل

هاآرتس: مصر تنزلق في حرب عصابات.. تورط المتطرفين وعناصر أجنبية في الصراع يشعل الأزمة.. الجزيرة والعربية تقدمان روايتين متضاربتين عن الأحداث الجارية.. الجيش يتهم الإخوان بتأجيج العنف

صحيفة هاآرتس الإسرائيلية
صحيفة هاآرتس الإسرائيلية

قالت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية، إن مصر تنزلق في حرب عصابات ولا يوجد أمل يلوح بالأفق لنهاية ذلك، نظرًا لأن كل جانب في الصراع الداخلي يتمسك بموقفه في محاولة لتبرير عدد كبير من الضحايا، مشيرة إلى أن فرص استعادة الهدوء تذبل وتبدو أنها غير ممكنة.

وأشارت الصحيفة إلى انتشار الصراع والاشتباكات بين قوات الأمن وأنصار جماعة الإخوان في محافظات مصر، حيث شهدت الإسكندرية والفيوم ومحافظات الصعيد والسويس أعمال عنف وتوتر كبير ولا يوجد مدينة في مصر لم تتأثر بالاشتباكات الحالية حتى وصل عدد القتلى إلى 173 قتيلًا و1200 جريح منذ يوم الجمعة فقط.

وأضاف الصحيفة أن المعركة في مصر لم تصبح مجرد لعبة السلطة العنيفة بين جماعة الإخوان والجيش أو بين حركة احتجاجية والإخوان، ولكن تظهر بوادر حرب العصابات الخطيرة، حيث أفادت تقارير الجيش بوجود متطوعين من أفغانستان وباكستان والعالم العربي ونشطاء من جماعة الإخوان يحملون السلاح ما ينذر أن مصر تواجه حربًا أهلية بإدارة عناصر خارجية.

ولفتت الصحيفة إلى أن الإعلام وضع صورة لروايتين مختلفتين للأحداث حيث قدمت العربية وجهة نظر الجيش وقدمت الجزيرة وجهة نظر الإخوان، ومن المستحيل في الروايتين تجاهل الحقيقة أن المدنيين يحملون الأسلحة ويستخدمونها، بالإضافة إلى وجود قناصة ملثمين من المدنيين يتواجدون على أسطح المنازل.

وأشارت إلى حرق الكنائس والمنشآت الحكومية كما أن المساجد أصبحت ملجأ لمخازن الأسلحة ولأتباع جماعة الإخوان.

ولفت التقرير إلى أن الجيش يتهم قيادة الإخوان بتأجيج المشاعر وتشجيع العنف، مؤكدًا على أن تنظيم الإخوان يعج بالخلاف الداخلي والأزمات الدورية، والنتيجة هي أن تيارات راديكالية الفكر داخل جماعة الإخوان قد تملي طبيعة رد الفعل، مع احتمال تورط التطرف السلفي الجهادي الأكثر خطورة، وربما ظهور متطوعين من متطرفين من خارج مصر أيضًا.

وقال الصحيفة في هذه المرحلة، والتي لا توجد محادثات تجري بين الإخوان والحكومة المؤقتة فإن المعارك في الشارع هي التي ستشكل طبيعة القرار السياسي، وأن الجيش يتابع الإخوان من مكان إلى مكان، وقام بطرد المحتجين من رابعة العدوية والنهضة، ثم طرد المحتجين داخل مسجد الفتح في ساحة رمسيس في القاهرة.

وأكدت الصحيفة أن الجيش المصري واجه انتقادات أوباما بالتجاهل والغضب، وأن مؤيديه من الحركات الليبرالية يتهمون الولايات المتحدة الأمريكية بالتدخل في شئون مصر لصالح الإخوان. بينما المملكة العربية السعودية وهي القوة التي يمكن أن تؤثر على سلوك الجيش المصري أعلنت دعمها لكفاح الجيش ضد ما اعتبرته إرهابًا وفوضى، معربة عن دعمها للجيش ضد الإخوان.

واختتمت الصحيفة بالتنويه عن الوضع الخطير في مصر، مؤكدة على أنه يجب على الجيش عدم حظر الجماعة وأن تكون جزءًا من النسيج السياسي للبلاد، وأن تكف الشرطة عن حملة الاعتقالات ومشاركتهم في حوار وطني لإيجاد حل للأزمة.

الجريدة الرسمية