ما هو وقت قراءة سورة الفتح والأحاديث الواردة في فضلها
سورة الفتح هي السورة 48 بحسب ترتيب المصحف العثماني، نزلت بعد سورة الصف، وقبل سورة التوبة وعدد آياتها تسع وعشرون.
أسباب تسمية سورة الفتح بهذا الاسم
اشتهرت تسمية هذه السورة (بسورة الفتح)، وجاءت في كلام الصحابة رضوان الله عليهم. فعن عبد الرحمن بن مغفل رضي الله عنه قال: (قرأ النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة سورة الفتح فرجَّع فيها). وعن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحديبية من أولها إلى آخرها). وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «نزلت سورة الفتح بالمدينة». وبذلك كتبت في المصاحف وكتب التفسير والسنة. وسُميت سورة الفتح، لأنها افتتحت ببشرى الفتح للمؤمنين، وتكرر فيها لفظ {فَتَحْنا} في قوله تعالى: {إِنّا فَتَحْنا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا (۱)}، وقوله: {فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا (۱۸)}، وقوله: {فَعَلِمَ ما لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِنْ دُونِ ذلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا (۲۷)}.وقيل: «سُميت لدلالتها على فتح البلاد والنصر العزيز وكل هذه أمور جليلة».
سبب نزول سورة الفتح
وسبب نزولها ما رواه الواحدي وابن إسحاق عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: (نزلت سورة الفتح بين مكة والمدينة في شأن الحُدَيْبِيَة، وقد حِيل بيننا وبين نُسُكنا، فنحن بين الحزن والكآبة، أنزل الله تعالى: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لقد أُنزلت عليَّ آية أحب إلي من الدنيا وما فيها) وفي رواية (من أولها إلى آخرها). وهي مدنية على المصطلح المشهور في أن المدني ما نزل بعد الهجرة، ولو كان نزوله في مكان غير المدينة من أرضها، أو من غيرها. وهذه السورة نزلت بموضع يقال له: كُراع الغَمِيم بضم الكاف من كُراع، وبفتح الغين، وكسر الميم من الغَمِيم: موضع بين مكة والمدينة.
فضائل سورة الفتح
1- أنها من المئين التي أُوتيها النبي - صلى الله عليه وسلم - مكان الزبور:
عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال ومكان الزبور المئين... "
2- لما نزلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "نزلت عليَّ سورة هي أحب إليَّ من الدنيا وما فيها".
عن أَسْلَمَ العَدويِّ مَولَى عمرَ: (أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كان يَسيرُ في بعضِ أسْفارِه، وعُمَرُ بنُ الخَطَّابِ يَسيرُ معه لَيْلًا، فسَأله عُمَرُ بنُ الخطَّابِ عن شَيءٍ، فلَمْ يُجِبْه رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ثمَّ سَأله فلَمْ يُجِبْه، ثمَّ سَأله فلَمْ يُجِبْه، وقال عُمَرُ: ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا عُمرُ! نَزَرْتَ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ثَلاثَ مرَّاتٍ، كلُّ ذلك لا يُجيبُكَ! قال عُمرُ: فحرَّكْتُ بَعيري، ثمَّ تقدَّمْتُ أمامَ المسلمينَ، وخَشيتُ أنْ يَنزِلَ فيَّ قُرآنٌ، فما نَشِبْتُ أنْ سَمِعتُ صارخًا يَصرُخُ بي، قال: فقلْتُ: لقدْ خَشيتُ أنْ يَكونَ نزَلَ فيَّ قرآنٌ! وجِئتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فسَلَّمْتُ عليه، فقال: لقدْ أُنزِلَتْ علَيَّ اللَّيلةَ سُورةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إليَّ ممَّا طلَعَتْ عليه الشَّمْسُ، ثمَّ قرَأ: إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا).
ووقع في "صحيح البخاري" عن عبد الله بن مُغَفَّل، قال: (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ، وهو على ناقته، أو جمله، وهي تسير به، وهو يقرأ سورة الفتح -أو من سورة الفتح- قراءة لينة، يقرأ، وهو يُرَجِّع). (يُرَجِّع) من الترجيع، وهو ترديد الصوت، أو هو تحسين الصوت. وفي "الصحيحين" أيضًا من حديث سهل بن حُنَيْف، قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحُدَيْبِيَة، ولو نرى قتالًا لقاتلنا...). ثم حكى مقالة عمر رضي الله عنه إلى أن قال: (فنزلت سورة الفتح). ولا يُعرف لها اسم آخر. ووجه التسمية أنها تضمنت حكاية فتح مكة للنبي صلى الله عليه وسلم ومن معه من المؤمنين.
روى البخاري في "صحيحه" عن زيد بن أسلم عن أبيه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسير مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره، فسأله عن شيء، فلم يجبه، فقال عمر رضي الله عنه: ثكلتك أمك يا عمر! نزرت رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث مرات، كل ذلك لا يجيبك، قال عمر رضي الله عنه: فحركت بعيري، حتى تقدمت أمام الناس، فخشيت أن يكون نزل فيَّ قرآن فما نشبت أن سمعت صارخًا يصرخ بي، فجئت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسلمت، فقال: لقد أنزلت فيَّ الليلة سورة، لهي أحب إلي مما طلعت عليه الشمس، ثم قرأ: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا * ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر).
وللشيخين -واللفظ لمسلم- عن أنس رضي الله عنه، قال: لما نزلت على النبي صلى الله عليه وسلم: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) إلى آخر الآية مرجعه من الحُدَيْبِيَة، وأصحابه مخالطو الحزن والكآبة، قد حيل بينهم وبين مناسكهم، ونحروا الهدى بالحُدَيْبِيَة، فقال: نزلت علي آية هي أحب إلي من الدنيا، فلما تلاها رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رجل من أصحابه: (قد بين الله عز وجل لك ما يفعل بك). وفي رواية: (هنيئًا مريئًا لك يا رسول الله، هذا لك، فماذا يفعل بنا؟ فأنزل الله عز وجل الآية التي بعدها: (ليدخل المؤمنين والمؤمنات جنات تجري من تحتها الأنهار) (الفتح:5).
وروى الإمام أحمد في "المسند" عن مُجَمِّع بن جارية الأنصاري رضي الله عنه، وكان أحد القراء الذين قرؤوا القرآن، قال: شهدنا الحُدَيْبِيَة، فلما انصرفنا عنها، إذا الناس يُنْفِرون الأباعر -جمع بعير- فقال الناس بعضهم لبعض: ما للناس؟ قالوا: أُوْحِى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فخرجنا مع الناس نوجف -الإيجاف: الإسراع في السير، يقال: وَجَف الفرس: إذا أسرع- حتى وجدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على راحلته عند كُراع الغميم، واجتمع الناس إليه، فقرأ عليهم: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) فقال رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي رسول الله! أَوَ فتح هو؟ قال: (إي والذي نفس محمد بيده، إنه لفتح).
وروى النَّسائي في "السنن الكبرى" عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، قال: أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن الحُدَيْبِيَة، فذكر أنهم نزلوا دَهَاسًا من الأرض -الدَّهَاس: الرَّمْل- فذكر قصة نومهم عن الصبح، وصلاة النبي صلى الله عليه وسلم حين استيقظوا، ثم قال: فركب، فسرنا، وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أنزل الوحي اشتد عليه، وعرفنا ذلك منه، فتنحى منتبذًا خلفنا، فجعل يغطي رأسه، فيشتد عليه، حتى عرفنا أنه قد أُنزل عليه، فأتانا فأخبرنا أنه قد أُنزل عليه: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا).
وروى عبد الرزاق عن أبي برزة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) (الفتح:1).
وقت قراءة سورة الفتح
وروى عبد الرزاق عن أبي برزة رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ في الصبح: (إنا فتحنا لك فتحا مبينا) (الفتح:1).
الأحاديث الضعيفة في سورة الفتح
ورد في كتاب كنز النجاح والسرور في الأدعية التي تشرح الصدورـ تأليف الشيخ عبد الحميد محمد علي قدس المدرس والإمام بالمسجد الحرام: قال أبو بكر النيسابوري: سمعت محمد بن عبد الملك يقول: سمعت يزيد بن هارون يقول: سمعت المسعودي يقول: بلغني أن من قرأ سورة الفتح يعني: إنّا فتحنا لك فتحا مبينا ـ أول ليلة من شهر رمضان في صلاة التطوع حفظ ذلك العام. وذكر هذا بعينه العلامة الخطيب الشربيني ـ رحمه الله تعالى ـ في تفسيره آخر سورة الفتح
وقال بعض العارفين: من قرأ سورة الفتح عند رؤية هلال رمضان في أول ليلة وسع الله رزقه في ذلك العام إلى آخره، ومن داوم على قراءتها كل يوم بايع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤياه ونال ثواب الرضوان وحشره الله تعالى معهم وفتح عليه جميع مغلقاته من خير الدنيا والآخرة، وإذا قرأها الضعيف كثيرا قوي، أو الذليل عز، والمغلوب انتصر، أو المعسر يسر الله أموره، أوالمديون قضي دينه، أو المسجون خرج من سجنه أو المكروب رفعه الله تعالى بلطفه وكرمه وبأسرارهذه السورة الجليلة، وهذا الحديث ليس له أصل من السنة.
حكم قراءة سورة الفتح للنصر على الأعداء
قراءة سورة الفتح أوسور معينة من القرآن الكريم تفاؤلا بالنصر، أو لغير ذلك من الحاجات: أمر محدث لا نعلم له أصلا، ولم نقف على استحبابه لدى أهل العلم، والواجب على المسلم التوقف عند ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم، واجتناب الإحداث في الدين.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية