هل يدق الديمقراطيون طبول الحرب بعد فوز ترامب بالانتخابات الأمريكية؟.. تحالف من البلديات يواجه الرئيس القادم للانتقام.. وتلويح بالثورة حال تقليص صلاحياتهم
عاد دونالد ترامب إلى سدة الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية بعد معركة شرسة، لكن ما ينتظره ليس سهلًا بالمرة وخاصة داخل أمريكا؛ إذ قرر عدد من رؤساء البلديات التكتل ضده وعدم الاستسلام مطلقًا لأي قرارات يتخذها تقلل من سلطتهم داخل الولايات الأمريكية، لدرجة أن بعضهم دق طبول الحرب منذ أسابيع بعد التأكد من مؤشرات فوز ترامب.
خطورة برنامج ترامب في إدارة المشكلات الأمريكية
يعود ترامب إلى السلطة حاملًا معه خبرة الولاية الأولى، ويرغب في الوقت نفسه بالانتقام ممن يعتبرهم أساس سقوطه في الانتخابات الماضية، بسبب شيوع التمرد والانقسامات والجريمة المنظمة.
وعبّر ترامب خلال حملته الانتخابية عن رغبته في الاستعانة بالجيش لو اضطر لذلك للسيطرة على المشكلات الأمنية، وخاصة التظاهرات، ونشاط العصابات الإجرامية، وخلال حملته الانتخابية، كرر ترامب تهديداته بأنه سيستخدم سلطاته الرئاسية للسيطرة على المراكز الحضرية الكبرى، كما هدد بإرسال أعداد كبيرة من وكلاء الهجرة لتنفيذ عمليات الترحيل الجماعي للأشخاص غير الحاصلين على وثائق رسمية للبقاء في أمريكا وفاء ببرنامجه للحكم بالولاية الثانية، وهي تفاصيل يراها الديمقراطيون تخالف القانون والقيود الدستورية في إنفاذ القانون المحلي.
السخرية أداة ترامب في تخويف الديمقراطيين
وتجاهل ترامب مخاوف الديمقراطيين، وخلال الشهور الماضية استخدم أسلوب السخرية المفضل لديه في انتقاد الولايات الديمقراطية التي جعلها هدفا أساسيًّا لهجماته، بسبب ما ما أسماه انتشار الجريمة والعصابات والمخدرات داخلها.
ولم يفرق دونالد ترامب بين الجرائم والتظاهرات الغاضبة التي تخرج عن حدود السيطرة، لذا كان له رأيًا مختلفًا في الاضطرابات التي أعقبت مقتل جورج فلويد، المواطن الأمريكي من أصل إفريقي عام 2020، بعد أن قام ضابطًا من شرطة منيابولس بالضغط على عنق فلويد بركبته لمنعه من الحركة ولم يتوقف أمام استغاثته حتى فارق الحياة.
أشعلت وفاة فلويد بهذه الطريقة غضب الأمريكيين من أصول إفريقية، واجتاحوا المدن للتعبير عن رفضهم لانتهاكات الشرطة بحقهم، وفي الوقت الذي حاول المسئولون الديمقراطيون امتصاص الغضب بإظهار التعاطف معهم، أرسل ترامب المئات من ضباط وزارة الأمن الداخلي، بما في ذلك فرق التدخل السريع التابعة لدوريات الحدود، واشتبكوا مع المتظاهرين المحتجين على وفاة جورج فلويد، وهي الإجراءات التي هاجمها الديمقراطيون، وطالبوا بسحب الضباط مؤكدين أنهم كانوا سيتسببون في تفاقم الأزمة، كما طالبوا بإجراء تحقيق، وهو ما حدث بالفعل، حيث أجرى المفتش العام لوزارة الأمن الداخلي تحقيقات موسعة في الأزمة.
ولم يكتف ترامب بذلك، بل نشر الحرس الوطني وعناصر الخدمة السرية بالعاصمة واشنطن في يونيو 2020، واستخدم الضباط آنذاك الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق حشد الحركة المعروفة باسم «حياة السود مهمة» التي احتجت في واشنطن على مقتل فلويد.
كما نشر ترامب فرق التدخل السريع الفيدرالية المكونة من 16 فرقة حكومية لقمع الاضطرابات المدنية على مستوى البلاد بسبب نفس الحادث وفقًا لتقرير صادر عن مكتب المحاسبة الحكومية.
وبعد أربعة سنوات من الأزمة، يبدو أن ترامب لم ينس ما حدث، لذا ركز هجومه على المدن الديمقراطية الكبرى لدرجة انه وصف مدينة ميلووكي، بأنها «مدينة مروعة»، كما انتقد واشنطن العاصمة.
وقال ترامب في تجمع انتخابي، إنه سيتولى السيطرة على عاصمة الأمة الأمريكية التي تتزعمها إدارة سيئة للغاية، مضيفًا: سأقوم بتنظيفها وتجديدها وإعادة بنائها، حتى لا يكون هناك كابوس من القتل والجريمة بعد الآن، على حد وصفه.
تكتل غير مسبوق من البلديات الأمريكية ضد ترامب
برنامج ترامب وأسلوبه في الحكم، لن يناسب الولايات الديمقراطية التي تتبع سياسات العدالة الجنائية الأكثر تقدمية في العالم، ولايؤمن بغيرها المدعون العامون ذوو الميول اليسارية، لذا خلال الفترة الماضية وبعد اتضاح مؤشرات فوز ترامب، تعاون عدد كبير من رؤساء البلديات والمدعون العامون في العديد من المدن الأميركية الخاضعة للديمقراطيين لوضع استراتيجيات تحد من تداعيات قرارات ترامب المنتظرة والمتوقعة، خاصة في ظل الصلاحيات الهائلة التي يتمتع بها الرئيس في القانون الأمريكي.
وبعد تشكيل الائتلاف الذي يضمن التكتل ضد السياسات الترامبية المثيرة للانقسام حسب قناعاتهم، خرجت التصريحات بشكل متتال ليعرف ترامب أنه لن يواجه خصما سهلا، وأول من لوح بمولد التكتل الجديد، جيليان فاينر، المستشارة القانونية البارزة في مركز الديمقراطية المتحدة بالولايات المتحدة وهي مجموعة غير حزبية تعمل على تعزيز الديمقراطية والانتخابات العادلة والآمنة، وأكدت أن العديد من المنظمات كانت تقيم المشهد القانوني وتستعد للتحديات العملية حال فوز ترامب.
وأضافت أن وعي المسؤولين الحكوميين بمستوى التهديد مرتفع للغاية، مشيرة إلى أن يقظتهم الآن مختلفة تماما عن عام 2016 عندما فوجئت العديد من الولايات بأفعال وقرارات ترامب التي تهدد الديمقراطية الأمريكية، حسب زعمها
ونفس الأمر أكد عليه لاري كراسنر، المدعي العام بولاية فيلادلفيا والذي اصطدم معه ترامب عدة مرات خلال رئاسته الأولى، وقال لوسائل الإعلام، إن عودة ترامب أمر خطير للغاية بالنسبة للمدن الكبرى التي تميل بقوة إلى الديمقراطيين، مؤكدًا أن الرئيس الجديد سيواجه رد فعل عنيف إذا حاول تنفيذ أي من تهديداته.
وقال كراسنر نصًّا: "لن نسمح لأحد بتنفيذ انقلاب بمجرد توليه منصبه، خدم والدي في الحرب العالمية الثانية، ومات عدد لا يحصى من الأميركيين لمقاومة الفاشية، وإذا حاول أي شخص تنظيم انقلاب على الديمقراطية سوف يواجه مقاومة هائلة".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.