قبل الإعلان رسميًّا.. ملامح الولاية الثانية لـ ترامب في حكم أمريكا.. إنهاء حرب غزة لصالح إسرائيل.. تهجير المتعاطفين مع المقاومة من الولايات المتحدة.. وفرض حصار كامل على إيران
تظهر كل مؤشرات نتائج الانتخابات الرئاسية الأمريكية، أن دونالد ترامب على أعتاب البيض الأبيض؛ إذ أعلن رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، فوز مرشح الحزب الجمهوري بالانتخابات الأمريكية 2024، كما أعلن ترامب نفسه فوزه وألقى خطابًا شاملًا بمناسبة الانتصار في أشرس انتخابات أمريكية بالتاريخ، والسؤال: ما الذي سيختلف في ولاية ترامب الثانية عن الأولى، وماذا تحمل اجندته للشرق الأوسط وخاصة الحرب في غزة.
وعود حملة ترامب الانتخابية للشرق الاوسط
وأدار دونالد ترامب حملته الانتخابية باللعب على نقاط ضعف الرئيس جو بايدن ونائبته المرشحة الحالية أمامه كامالا هاريس وخاصة الخسائر الكارثية للحرب في غزة وتوسع الأزمة بتدخل إيران وما يعرف بمحور المقاومة في الحرب، إذ وصف ترامب نفسه بأفضل صديق لإسرائيل، وألقى باللوم في اشتعال الشرق الأوسط على جو بايدن، مدعيًا أنه "لم يكن ليحدث" لو كان رئيسًا.
وبعد توهج الصراع في الشرق الأوسط، ووسط مخاوف من اندلاع حرب إقليمية أوسع نطاقا، استثمر ترامب في الأزمة بشن هجوم متزايد على خليفته جو بايدن، مؤكدا أنه لم يقدم سوى القليل من الجهد، حول ما كان يمكن أن يفعله بشكل مختلف، مع أنه لم يقدم أي إجابة للأسئلة حول طبيعة قرارته لو كان في المنصب، كيف سيتوقف إطلاق النار وماذا عن الرهائن، وما إذا كان يدعم حل الدولتين أم لا، خاصة أن نفس الحل رفضه أغلب مستشاريه السابقين بشكل قاطع.
خفايا علاقة ترامب بـ نتنياهو
وخلال ولايته الأولى أقام ترامب علاقة وثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لكن تقول الكواليس أن العلاقة بينهما توترت بشدة في آخر عهد ترامب، بعد أن هنأ نتنياهو بايدن على فوزه في انتخابات 2020، والتي يدعي ترامب حتى الآن أنه الفائز بها.
ويظهر ذلك بوضوح في تصريحات ترامب بعد أيام من هجوم 7 أكتوبر 2023 الذي شنته حماس على إسرائيل، حيث انتقد ترامب نتنياهو والاستخبارات الإسرائيلية لفشلهما في توقع الغزو ووقفه، كما أشاد بحزب الله وقال عنه إنه يعبر عن جماعة "ذكية للغاية".
توبيخ ترامب لنتنياهو بعد أيام قليلة من هجوم حماس، جلب له إدانات ضخمة من معسكر الجمهوريين، بما في ذلك العديد من منافسيه على ترشيح الحزب للرئاسة، لذا تراجع سريعًا، وكتب على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي اكس، أنه يقف إلى جانب نتنياهو وإسرائيل.
وبعد ساعات ظهر مرة أخرى في مقطع فيديو يقول: "لقد حافظت على أمن إسرائيل، تذكروا ذلك، لا أحد آخر سيفعل ذلك، ولا أحد آخر يستطيع ذلك".
ومع ذلك، وبعد ارتفاع حصيلة قتل الفلسطينيين وتفاقم الأزمة الإنسانية المرعبة في غزة، فاجأ ترامب بعض حلفائه بمطالبة إسرائيل بـ "إنهاء حربها"، وهي المطالبة التي جلبت عليه نقمة حلفائه السابقين مثل جون بولتون مستشار الأمن القومي السابق لترامب، الذي سخر من ترامب وأكد أنه لا يملك أي حلول للأزمة الدائرة في غزة.
لم يعبأ ترامب بالانتقادات واستمر في منهجه، وأجرى مقابلة مع صحيفة إسرائيلية وقال نصًّا: "يتعين على إسرائيل أن تكون حذرة للغاية، لأنها تخسر الكثير من العالم، وتخسر الكثير من الدعم.، يجب أن تنهي عملها، ويتعين عليها أن تنجز المهمة، وأن تمضي قدما في طريق السلام".
وعندما سُئل في مقابلة لاحقة مع مذيع محسوب على اليمين الأمريكي وهو هيو هيويت عما إذا كانت تعليقاته قد فُسِّرت بشكل خاطئ، ناشد ترامب إسرائيل مرة أخرى قائلًا: يجب أن تنهي الأمر، محذرًا من أنها تخسر حرب العلاقات العامة تمامًا، كما أعرب عن قلقه من أن تكتيكات إسرائيل في غزة تضر بمكانتها الدولية.
وقال ترامب لهيويت: "دعونا نعود إلى السلام ونتوقف عن قتل الناس".
المسلمين أكبر المتضررين من سياسات ترامب للهجرة
من خلال تصريحات ترامب المتطرفة عن الهجرة، يبدو أن المسلمين هم أكبر ضحايا لسياسته المرتقبة، إذ لاينتظر من ترامب تقديم أي مساعدات إلى غزة، وليس ذلك فقط، بل تعهد الرئيس السابق بالامتناع عن استقبال اللاجئين من غزة بموجب توسيع حظر السفر الذي فرضه خلال ولايته الأولى على الدول ذات الأغلبية المسلمة.
كما ينتظر منه طرد المهاجرين المتعاطفين مع حماس والمقاومة الفلسطينية بعد أن تعهد بإلغاء تأشيرات الطلاب الأجانب الذين يُعتبرون من وجهة نظره معادين لأميركا" أو "معادين للسامية"؛ وطالب بفرض فحص أيديولوجي قوي ـ سؤال الأجانب عن معتقادتهم وأفكارهم ـ لمنع دخول الذين يريدون إلغاء إسرائيل وتفكيكها.
علاقة ترامب بإيران.. نار تحت الرماد
في عام 2018، قرر ترامب عندنا كان رئيسًا للولايات المتحدة انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران، وهي الخطوة التي رحب بها الجمهوريون ونتنياهو، وأدانها الغرب الطرف الآخر في الاتفاقية.
وفي العام التالي، خالفت إدارة ترامب مرة أخرى منهجية الولايات المتحدة الثابتة طوال تاريخها في التعامل مع المستوطنات الإسرائيلية التي أقيمت بالضفة الغربية واعتبرتها الإدارات الأمريكية المتعاقبة مخالفة للقانون الدولي، وقرر الاعتراف بها والتعامل معها اقتصاديا، وهو القرار الذي تراجعت إدارة بايدن عنه.
توقعات الخبراء للفترة الثانية من حكم ترامب
في أواخر رئاسته، كشف ترامب عن خطة سلام في الشرق الأوسط، منحت إسرائيل معظم مطالبها التي طالما حلمت بها، لإقامة سلام مع العرب دون تكلفة على إسرائيل.
ويقول على الدين هلال، المفكر السياسي أن سياسات ترامب، إذا فاز في الانتخابات، ستعكس ببساطة سياسات ولايته السابقة (2017-2021)، موضحا أن الولايات المتحدة اليوم مختلفة جوهريًا عما كانت عليه عندما تولى ترامب منصبه لأول مرة قبل سبع سنوات، كما هو الحال في الشرق الأوسط.
ومع ذلك يرى هلال أن ترامب ربما تطور، وتغيرت أفكاره، وعلاوة على ذلك، فإن شخصية الرئيس وتوجهاته ليست هي العوامل الوحيدة التي تحدد السياسة الأميركية؛ فالمصالح الدائمة تصونها مؤسسات الدولة العميقة، وكثيرًا ما تكمن الاختلافات بين الرؤساء الأمريكيين في الأساليب والوسائل التي يستخدمونها لتحقيق نفس الأهداف.
واختتم: تنبع مواقف أي رئيس أميركي من وجهة نظره بشأن النظام العالمي، ودور واشنطن في إطاره، والمصالح الوطنية الأميركية الحاسمة التي تتطلب الحماية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.