حكاية جبانة الطود أقدم مقبرة فى العالم.. عمرها ٧ آلاف سنة وتحتضن مسجدا أثريا ومعالم متعددة
تصل جبانة قرية الطود التابعة لمحافظة الأقصر الماضى بالحاضر، فهى من أقدم الجبانات الموجودة فى الصعيد وما زال يدفن بها المصريون موتاهم منذ العصر الفرعونى وحتى الآن، وقرية الطود بوتقة للحضارات (الفرعونية والرومانية والمسيحية والإسلامية).
«فيتو» تسرد لكم تاريخ تلك الجبانة التى يصل عمرها إلى 7 آلاف سنة. يقول سيد المصري، ابن قرية الطود، إن القرية بها أكبر جبانة فى الصعيد (من أسوان حتى الجيزة) وهى على شكل حدوة فرس أو هلال. الجانب الجنوبى منها حوالى 100 فدان وهى قطعة أرض حديثة والشمالى 100 فدان والجزء القديم حوالى 100 فدان والذى لايزال يدفن به الأجداد والآباء موتاهم حتى الآن.
وأشار سيد إلى أن أكثر من 20 قرية بالطود ونجعا يدفنون بها موتاهم فى تلك الجبانة الأثرية التى تحتوى على بقايا كنيسة رومانية.
ونوه إلى أن بها عددا من علماء الأزهر الشريف أبرزهم الشيخ العلامة عبد المنعم النوبى والشيخ محمد قاسم كما أن بها مدفن ومقام الأمير حمد، أمير الجعافرة.
وأكد عبدالغفور عبد الله، أحد أبناء قرية الطود، أن الجبانة الحديثة لم تنفصل عن القديمة ولكن هناك بعض المقابر التى اندثرت بفعل التغيرات المناخية، وهو ما دفع الأهالى إلى إقامة سور للجبانة، وكان فى البداية من الطوب اللبن قبل عام 2004 إلى أن تم بناؤه بالطوب الأبيض فى عام 2008 ويحتوى السور على 3 آلاف كتلة خرسانية.
ونوه إلى أن الجبانة بها المسجد العمرى الذى تم تشييده سنة 474 هجرية، وأشار إلى أن قرية الطود لها مكانة صناعية هامة فى العصور القديمة حتى أواخر عصر ما قبل الأسرات وهى ضمن إقليم نقادة وتخصصت فى صناعة الفخار والتى كانت تقدم بها قرابين للاحتفالات والطقوس الجنائزية فى تلك المقابر القديمة كما ذكرت بعض السير القديمة.
ونشأت تلك القرية القديمة على الضفة الشرقية للنيل جنوب الأقصر، وتوجد العديد من المواقع المدفونة والتى لم يتم اكشافها بعد بسبب التجمعات العمرانية فوقها مما يعرقل إمكانية البحث فى تلك المنطقة بشكل كبير، وتم العثور على بقايا أوان فخارية أثرية بمنطقة الجبل رغم تلك الصعوبات.