زج فيها باسم مصر، تسريبات مكتب نتنياهو تكشف عن طوفان الأخبار الكاذبة
"مصدر مصري مطلع ينفى ما يردده الإعلام العبري".. على مدار 13 عشر شهرا مضت منذ شن العدوان الإسرائيلي على غزة، نسمع الجملة السابقة على لسان مصدر أمنى مصري يحرص على تكذيب ماكينة الشائعات التى تطلقها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التي اعتادت خلط الأوراق وتصدير الأكاذيب حول المقاومة والأنظمة العربية.
القصة الكاملة لفضيحة تسريبات مكتب نتنياهو
بالرغم من حرص الدولة المصرية الرسمية، على تكذيب ادعاءات ومزاعم واتهامات الاحتلال التي تنوعت تارة عن الأنفاق وأخرى عن التعاون...إلخ، إلا أنها وجدت صدى للتشكيك فى الموقف المصري الثابت والراسخ تجاه قضية الأمة -فلسطين- لدى ضعاف النفوس حتى جاءت فضيحة التسريبات الأخيرة التى ضربت مكتب نتنياهو، وتمددت خارج تل أبيب وطالت لندن وبرلين، لتكشف حقيقة طوفان الأخبار الكاذبة التي يصنعها نتنياهو وأعوانه.
الجمعة الماضي أفادت تقارير عبرية، باعتقال عدد من الأشخاص للاشتباه بـ"إضرارهم بالأمن، نتيجة تسريب معلومات سرية بطريقة غير قانونية"، بينما أعلنت محكمة إسرائيلية، أمس الأحد، أن التسريبات تتعلق بقضايا أمنية خطيرة.
وقد بدأ التحقيق في القضية بعد أن تبلور لدى "الشاباك" والجيش الإسرائيلي شك كبير بأن معلومات استخباراتية سرية وحساسة تم الحصول عليها من أنظمة الجيش، وأُخرجت بطريقة غير قانونية، إثر نشر صحيفتين بريطانية وألمانية في أكتوبر الماضي تقارير نفتها لاحقًا جهات أمنية وحكومية.
تورط صحيفة بيلد الألمانية فى الترويج لأكاذيب نتنياهو
بداية فضيحة تسريبات مكتب نتنياهو، تعود إلى ما نشرته صحيفة "بيلد" الألمانية، المعروفة بعلاقات وثيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في 6 سبتمبر الماضي، إذ ادعت وجود وثيقة سرية لحركة حماس، تحدد استراتيجية التفاوض التي تتبعها الحركة مع إسرائيل.
وزعمت الصحيفة الألمانية حينها، أن الوثيقة تابعة لمكتب يحيى السنوار، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس قبل استشهاده، ويعود تاريخها إلى ربيع 2024، عن "المبادئ التوجيهية لمحادثات وقف إطلاق النار".
وبحسب الوثيقة المزعومة التى روجت لها الصحيفة لصالح نتنياهو، فإن حماس لا تسعى إلى نهاية سريعة للصراع، بل تفضل تحسين شروط الاتفاق، حتى لو أدى ذلك إلى إطالة أمد الحرب، كما أن استراتيجية حماس ترتكز على نقاط أساسية: أولًا، مواصلة الضغط النفسي على عائلات الرهائن لزيادة الضغط الشعبي على الحكومة الإسرائيلية. وثانيًا، استنفاد الآليات السياسية والعسكرية الإسرائيلية، وتكثيف الضغوط الدولية على إسرائيل.
وثائق نتنياهو المفبركة زعمت هروب السنوار عبر محور فيلادلفيا إلى مصر
وبالتزامن مع تقرير صحيفة بيلد الألمانية، نقلت صحيفة "جويش كرونيكل" المتخصصة في شأن اليهود ومقرها العاصمة البريطانية "لندن"، وهي أيضًا مقربة من نتنياهو، عن مصادر وصفتها بـ"استخباراتية"، أن "خطة قائد حماس يحيى السنوار، كانت تتمثل في الهرب مع قادة الحركة المتبقين، وكذلك مع الرهائن الإسرائيليين، عبر محور فيلادلفيا إلى سيناء في مصر، والطيران من هناك إلى إيران.
وقتها استكمل نتنياهو المسرحية وأدلى بتصريحات صاخبة، ادعى فيها أنه يسعى لمنع السنوار من الهرب مع الرهائن، وقال حينها في مؤتمر صحفي لوسائل الإعلام الأجنبية بالقدس المحتلة، إن حماس تخطط لتهريب رهائن إلى خارج غزة عبر محور فيلادلفيا، واستخدم نتنياهو هذه المسألة لتبرير احتلاله رفح وتمسكه بمحور فيلادلفيا - الواقع على الحدود بين مصر وقطاع غزة- ونسفه مفاوضات الصفقة.
وكتبت ذات الصحيفة "جويش كرونيكل"، في اليوم التالي، أن تقارير عسكرية سرية في إسرائيل تشير إلى أن السنوار يريد مغادرة غزة لإنقاذ حياته، وذلك لأنه فهم أن الحرب انتهت، ولهذا السبب فإن محور فيلادلفيا مهم للغاية بالنسبة له، لأنه الطريقة الوحيدة لتحقيق خطة هروبه.
إعلام إسرائيلي: هناك مجموعة تعمل بالظلام وتزور وثائق لإحباط صفقة التبادل مع حماس
وبدا واضحًا أن في الأمر عملية تزوير خصوصا مع الإخراج الخيالي للروايات، وفي 11 سبتمبر الماضي، سربت جهات عسكرية في تل أبيب أنباء قالت فيها إن الجيش الإسرائيلي يحقق في «تسريب وثائق مزورة يزعم أنها تعود لحركة حماس، نُشرت في وسائل إعلام أجنبية، مؤخرًا بما يتوافق مع ما يدعيه ويروج له نتنياهو، خصوصًا فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا، ودور حماس فى إفشال مفاوضات اتفاق تبادل أسرى.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية آنذاك، إن التسريبات إلى الصحيفتين الأوروبيتين تثير قلقًا وغضبًا كبيرين في المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وأنها تسعى إلى هندسة وتشكيل الرأي العام في إسرائيل بما يلائم رأي جهات سياسية.
والمعلومات التي تجمعت حول فضيحة التسريبات قبل شهرين، باتت الآن محظورة النشر في إسرائيل حتى لا تشوش على التحقيق. وما حصل أن موقف جيش الاحتلال الحاد ضد نتنياهو، دفع قيادته لتتوجه إلى "وحدة 443" للتحقيق في الجرائم الخطرة، طالبة إجراء "تحقيق سري" في الفضيحة.
التحقيق السري الذي تولته الوحدة 443، أدى إلى اكتشاف تفاصيل جديدة، فحسب الشبهات، لم يكن تسريب الوثائق المزورة مجرد طيش من أحد الموظفين، بل إنه يعكس وجود خطة مفصلة تم إعدادها لدى طاقم مستشاري نتنياهو المقربين، ويعتقد بأن رئيس الوزراء نفسه شريك في تنفيذها.
وتدور الشبهات بشكل كبير حول أن، المسئول عن رسم خطة التسريب، موظف مسئؤول في دائرة الناطق بلسان نتنياهو، وهو مقرب جدًا منه، وكان قد حاول رئيس الوزراء توظيفه بشكل رسمي موظفَ دولة برتبة مستشار إعلامي، لكن المشتبه به أخفق في اجتياز اختبار تصنيف أمني، أي أنه لا يصلح للاطلاع على أسرار أو أبحاث أمنية، فقرر تعيينه عبر اتفاق خارجي، وظهر إلى جانب نتنياهو في اجتماعات الحكومة، وفي أحدها شوهد يجلس بمحاذاة رئيس وزراء الاحتلال، وكان يرافقه في سيارته مع السكرتير العسكري، وأدخله إلى اجتماعاته في مقر قيادة الحرب، ورافق نتنياهو في زياراته إلى معسكرات الجيش.
مكتب نتنياهو يسرق وثائق من خزينة السكرتير العسكري للحكومة
التحقيقات الجارية، بينت أن، الوثائق المذكورة تمت سرقتها من خزينة السكرتير العسكري للحكومة، من دون علمه، وأن التزوير بها صنع لدى ذلك المستشار الإعلامي في مقر نتنياهو.
من جانبها اعتقلت الشرطة الإسرائيلية ذلك الموظف، الجمعة الماضية، مع عدد آخر من المشتبه بهم. وقال القاضي الذي يتولى التحقيق فى القضية مناجم مزراحي، إن السلطات تشتبه في أن التسريب أضر بتحقيق أهداف الحرب الإسرائيلية، ورفع جزئيًا أمر حظر النشر بشأن الحادث المسنى "القضية الأمنية".
وأكد القاضى مناحم مزراحي أنه خلال الأسبوع الماضي، بدأ جهاز الأمن العام "الشاباك: والشرطة والجيش "المرحلة المفتوحة" من تحقيقها المشترك في خرق مشتبه به للأمن القومي، ناجم عن تقديم معلومات سرية بشكل غير قانوني".
واعتبر بشكل قانوني، أن التسريب يشكل خطرًا على معلومات حساسة ومصادر استخباراتية، ويضر بالجهود الرامية إلى تحقيق أهداف الحرب في قطاع غز"»، موضحًا أنه، تم اعتقال عدد من المشتبه بهم للاستجواب، والتحقيق مستمر" دون أن يقدم مزيدًا من التفاصيل حول هويات المشتبه بهم، أو ما إذا كان أي منهم من مساعدي رئيس الوزراء.
الاحتلال الإسرائيلي يعيش على وقع تلك الفضيحة ذات الطابعَين الأمني والجنائي، ويشتبه بتورط 11 شخصًا في مكتب نتنياهو، وربما رئيس الوزراء بشكل شخصي، لتحقيق أهدافه السياسية.
اعتقال ضابط آخر فى مكتب نتنياهو متورط بقضية التسريبات
واليوم، قال جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي "الشاباك"، إن ضابطًا آخر اعتقل لارتباطه بقضية التسريبات من مكتب نتنياهو.
وسمحت محكمة الصلح في مدينة ريشون لتسيون في وقت سابق بالنشر بشأن المشتبه بهم في القضية، وهم مشتبه به رئيسي يدعى إيليعيزر فلداشتين، شغل منصب المتحدث في مكتب نتنياهو، وأربعة آخرين تم اعتقالهم بعضهم من عناصر الجهاز الأمني.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.