رئيس التحرير
عصام كامل

محمود عزمي.. من أشهر رواد الصحافة في النصف الأول من القرن العشرين.. أسس وشارك في تأسيس العديد من الصحف.. واليوم تحل ذكراه السبعون

الدكتور محمود كامل
الدكتور محمود كامل الصحفى والبرلمانى والديبلوماسى

الدكتور محمود عزمي، صحفى كبير وسياسي ومفكر مصري ومعارض برلماني. من أشهر رواد الصحافة في النصف الأول من القرن العشرين. درس في الخارج. له جولات وكتابات في مجال حقوق الإنسان والحريات والدفاع عن الصحافة، وكان من أوائل من اهتموا بقضية حقوق الإنسان. رحل في مثل هذا اليوم عام 1954.

ولد الصحفي السياسي محمود عزمي عام 1889 قى قرية شيبة قش مركز منيا القمح محافظة الشرقية، وتلقى تعليمه في المراحل الأولى بقريته، ثم انتقل إلى القاهرة ليلتحق بمدرسة “التوفيقية” الثانوية للمتفوقين.

التحق بكلية الحقوق جامعة القاهرة، وبعد تخرجه أرسل في بعثة إلى فرنسا بجامعة السوربون لإتمام دراسته، وهناك تزوج بزميلة له من “روسيا البيضاء”، واصطحبها معه إلى مصر بعد حصوله على درجة الدكتوراه في القانون عام 1912.

رئيس تحرير جريدة المحروسة 

عاد إلى مصر ليعمل أستاذًا بمدرسة التجارة العليا، ثم عميدًا لكلية الحقوق، ثم عُيّن رئيسًا لتحرير جريدة "المحروسة" عام 1919، وقام بإصدار جريدة "الاستقلال" عام 1921. 

كما شارك في تحرير جريدة "السياسة"، وإصدار جريدة "اليوم"، كما عمل مستشارًا صحفيًّا للخديوي عباس الثاني، وشارك في تحرير جريدة "الجهاد" عام 1934 م. 

وفي عام 1935 تولى رئاسة تحرير جريدة "روز اليوسف" اليومية، وقام بإصدار صحيفة "الشباب" في العام التالي لتوليه، وكانت له إسهامات كثيرة في معظم الصحف المصرية مثل اللطائف المصورة، آخر ساعة، الكاتب المصرى وغيرها.

قنبلة على موكب حسين كامل 

فى عام 1914 ألقي القبض عليه وأحيل للتحقيقات في قضية إلقاء قنبلة على موكب “السلطان حسين كامل”، بعدما وجد اسمه في مفكرة أحد المشتبه في علاقاتهم بالحادث، وأفرج عن عزمي بأمر من “حسين رشدي باشا”، رئيس الوزراء آنذاك، بعد أن تأكد أنه ليس هناك صلة بينه وبين حادث إلقاء القنبلة، وبعد هذا الحادث توطدت علاقة عزمي برئيس الوزراء وعدلي يكن باشا وزير المعارف، وخلال أحداث ثورة 1919 أصدر جريدة سرية سماها “الاستقلال”، لمخاطبة الطلبة والعمال، وظلت تصدر حتى هاجمتها السلطات وأغلقتها.

الدكتور محمود عزمى فى الامم المتحدة 
الدكتور محمود عزمى فى الأمم المتحدة 

عمل الصحفى محمود عزمي محررًا برلمانيًّا لجريدة "السياسة" الصادرة عن حزب الأحرار الدستوريين عام 1922، ثم سافر بعد ذلك مندوبًا لها في “لوزان” أثناء انعقاد مؤتمر الصلح بين تركيا والحلفاء عام 1922، عاد بعدها ليكتب سلسلة مقالات تناقش مواد الدستور المصري 1923، وانتقد المادة 15 الخاصة بالصحافة، والتي نصت على أن: الصحافة حرة في حدود القانون، والرقابة على الصحف محظورة، وإنذار الصحف أو وقفها أو إلغاؤها بالطريق الإداري محظور، إلا إذا كان ذلك ضروريًّا لوقاية النظام الاجتماعي، ورأى أن العبارة الأخيرة ما هي إلا استثناء يبطل مفعول حرية الصحافة تماًما.

وفى عام  1927 وجهت الحكومة الكثير من الانتقادات للصحفى محمود عزمى، واتهمته بالسب والقذف حينما كتب رافضا مواد فى الدستور، وتعرض للمحاكمة ولكن المحكمة برأته وأكدت أنه فى موقف مدافع عن الديمقراطية والعدل.

الشعبة العربية لجماعة حقوق الإنسان كانت البداية 

سافر محمود عزمي إلى فرنسا مرة أخرى، وهناك أسس مع مجموعة من الطلبة المصريين “الشعبة المصرية لجماعة حقوق الإنسان”، وحصل لها على عضوية الفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان، ثم سافر إلى لندن وأصدر هناك جريدة “العالم العربي” بالإنجليزية، لتتحول إلى لسان حال المعارضة المصرية في أوروبا، كما راسل من هناك جريدة “الجهاد” التي أصدرها صاحبه توفيق دياب، وأقنعه الأخير بالعودة إلى مصر بعد نهاية عهد صدقي، وبالفعل عاد ليكون المحرر الدبلوماسي لجريدة الجهاد.


وفي عام 1937 ترك عزمي مصر، وتوجه هذه المرة إلى العراق، وعمل أستاذًا للاقتصاد بجامعة بغداد، ولكن في آخر العام الدراسي أطلق عليه أحد الطلبة الراسبين النار فأصاب كتفه، فعاد إلى مصر ليتولى عدة مناصب حكومية.

إنشاء معهد الصحافة نواة كلية الاعلام 

ساهم محمود عزمى فى إنشاء معهد الصحافة العالي بجامعة القاهرة عام 1939  بالتعاون مع عميد الادب العربى الدكتور طه حسين، وتطوَّر المعهد حتى أصبح قسم الصحافة بكلية الآداب جامعة القاهرة ثم كلية الإعلام حاليًّا.

الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة التى كانت رسالتها للدكتوراة حول الدكتور محمود عزمى 
الدكتورة نجوى كامل أستاذ الصحافة التي كانت رسالتها للدكتوراه حول الدكتور محمود عزمى 

وحول دور الدكتور محمود عزمي في تأسيس معهد لدراسة الصحافة، تذكر الأستاذة الدكتورة "نجوي كامل صاحبة رسالة الدكتوراه حول الصحفى محمود عزمي  في كتابها " محمود عزمي رائد الصحافة المصرية " فتقول: لقد برزت الفكرة لأول مرة في عهد وزارة على ماهر عام 1936، وصدر مرسوم بإنشاء المعهد عام 1939، وكان لمحمود عزمي دور  كبير في تأسيس هذا المعهد. وبدأت الدراسة بالفعل في فبراير 1940، وانتدب عزمي للتدريس في هذا المعهد، وكان الرعيل الأول من الأساتذة هم: محمود عزمي، طه حسين،  أحمد الشايب، محمد مندور، أحمد عزت عبد الكريم، أمين روفائيل، وثلاثة من الأساتذة الأجانب لتدريس اللغات.

شارك في تأسيس نقابة الصحفيين 

شارك محمود عزمى في تأسيس نقابة الصحفيين عام 1941 بوضع مشروع جمعية للصحفيين كانت نواة لنقابتهم، ودافع في هيئة الأمم المتحدة عن القضايا العربية، وحقوق الإنسان والمرأة، وحرية الصحافة والإعلام  وانتُخب رئيسًا للجنة حرية الأنباء التابعة للأمم المتحدة عام 1952 بعد تقديمه لمشروع من 19 مادة لتنظيم حرية الصحافة، وكان من أوائل من تحدثوا عن الصحافة كسلطة رابعة.

محمود عزمى أول من خلع الطربوش وارتدى البرنيطة 
محمود عزمى أول من خلع الطربوش وارتدى البرنيطة 


مثل الدكتور محمود عزمي مصر في عدد من المحافل الدولية، بداية من تمثيله مصر في لجنة الضرائب الدولية التابعة لعصبة الأمم عام 1939، ثم تمثيله مصر في لجنة حرية تداول الأنباء التابعة للأمم المتحدة أواخر أربعينيات القرن العشرين، ثم اختياره كعضو في بعثة مصر في الأمم المتحدة عام 1950، ثم تمثيله مصر في لجنة حقوق الإنسان الدولية عام  1951، وتمثيله مصر في مؤتمر الشئون الصحفية بإيفيان بفرنسا عام 1951، ثم انتخابه رئيسًا للجنة حرية تداول الأنباء ومواثيق الشرف الصحفية بالأمم المتحدة عام 1952، ثم اختياره رئيسًا للجنة حقوق الإنسان الدولية عام  1953، وأخيرًا رئاسته لبعثة مصر في الأمم المتحدة عام 1954.

رحل بسبب مواقفه الجريئة 

رحل محمود عزمى فى مثل هذا اليوم 3 نوفمبر 1954، وبعد أشهر قليلة من اختياره رئيسًا لبعثة مصر في الأمم المتحدة وبينما كان يلقي كلمة مصر في محلس الأمن دفاعًا عن حقوق مصر ودفاعًا عن حق الشعب الفلسطيني في أرضه أصيب بأزمة قلبية نتيجة انفعاله الشديد وهو يلقي خطابه في المجلس، وبعد رحيله نكست هيئة الأمم المتحدة أعلامها لمدة أسبوع حدادًا عليه، كما خصصت جمعيتها العامة جلسة مشهودة لرثائه، تحدث فيها عشرات الأعضاء، الذين أشادوا بشجاعته ومواقفه الجريئة.

أول من خلع الطربوش وارتدى البرنيطة 

وتكشف مجلة المصور في يوليو 1926 أن الكاتب محمود عزمى هو أول من خلع الطربوش وارتدى البرنيطة الأفرنجية، حيث خاض معاركه من خلال مجلة الكشكول والمصور لتحريض النخبة والعامة على خلع الطربوش بناء على فتوى طبية من جمعية أطباء القاهرة، وفي نفس اليوم زار عزمى مجلة المصور وقد خلع الطربوش واستبدله بالقبعة وقال: أما وقد أصدرت هيئة الأطباء قرارها في الطربوش صراحة وفي القبعة تلميحًا، فقد أصبح من المحتم لبس القبعة التي تتوافر فيها الشروط التي استلزمها الأطباء للباس الرأس الصحي.. على أنه يمكن الاحتفاظ بالطربوش لارتدائه في الحفلات والسهرات ولبسه للفنانين في أعمالهم، ويكفي أن قماشه يخلو من المسام وثقله يدفئ الرأس أكثر من اللازم ويسبب عرقًا كثيرًا خاصة في الصيف فيؤذي العينين.
 نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية

الجريدة الرسمية