مفاوضات لوقف الحرب بين إسرائيل وحزب الله بوساطة أمريكية.. مقترح بسحب القوات الإسرائيلية وانتشار الجيش اللبناني.. وقرار 1701 يعود للواجهة
تجددت الآمال في الوصول إلى هدنة بين إسرائيل وحزب الله، وذلك بعد "تقدم ملحوظ" في المفاوضات حول وقف إطلاق النار بوساطة الولايات المتحدة، حسب ما ذكرته مصادر إعلامية أمريكية وإسرائيلية. هذا التقدم يأتي وسط جهود دبلوماسية مكثفة لخفض التوترات المتصاعدة في لبنان، حيث أكد مبعوثون أمريكيون، بمن فيهم آموس هوكشتاين وبريت ماكغورك، مناقشتهم لاتفاق محتمل مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يتضمن وقف إطلاق النار واستئناف المحادثات حول الأوضاع في غزة.
ملامح مسوّدة الاتفاق
تشمل مسودة الاتفاق بنودًا لتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، الذي أنهى حرب عام 2006 بين إسرائيل ولبنان. وتتضمن الوثيقة خطوات عملية، منها انسحاب القوات الإسرائيلية من جنوب لبنان على مراحل لا تتجاوز سبعة أيام من توقيع الهدنة، على أن تحلّ محلها قوات الجيش اللبناني بوجود مراقبة دولية بقيادة الولايات المتحدة. كما ستقوم الحكومة اللبنانية بإعادة انتشار القوات لتعزيز أمن المنطقة الجنوبية، مع التزام الجانب اللبناني بمنع تسليح حزب الله، وهو ما يثير تحديات نظرًا لتعقيد الوضع الأمني والسياسي في لبنان.
إضافة إلى ذلك، يتعهد الاتفاق بأن تكون الطلعات الجوية الإسرائيلية لغرض استخباري فقط، على ألا تكون مرئية بشكل يؤثر على حياة المدنيين. كما يتضمن الاتفاق تعيين ضباط من الولايات المتحدة للإشراف على تنفيذ البنود، بما يعزز جهود المجتمع الدولي لتخفيف حدة الصراع في لبنان.
التحديات الإسرائيلية والداخلية اللبنانية
ويرى محللون سياسيون أن السياق الإقليمي والداخلي يدفع باتجاه التوصل إلى هدنة. ويعتقد الخبراء أن "التغير في المشهد السياسي الإقليمي" خلال الأسابيع الماضية أدى إلى خلق مزيج من التحركات العسكرية والدبلوماسية، ما يتيح فرصة للوصول إلى تهدئة. ويعزو المحللين هذا الاتجاه إلى اقتراب الانتخابات الأمريكية، حيث تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيق استقرار جزئي يُسهم في تحسين صورة الحزب الحاكم أمام الناخبين.
على الجانب الآخر، تواجه إسرائيل ضغوطًا داخلية متزايدة بسبب تكاليف النزاع، حيث أفادت التقارير بارتفاع خسائر الجيش الإسرائيلي البشرية والمادية، خصوصًا في الجنوب اللبناني. وتزيد هذه الضغوط من أجواء التوتر بين الأطراف العسكرية والسياسية في إسرائيل، حيث أشارت مصادر إسرائيلية إلى توترات بين وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو حول استراتيجيات التعامل مع حزب الله. كما أعربت جماعات من أهالي الجنود الإسرائيليين، خاصة من عائلات الأسرى، عن استيائهم إزاء استمرار النزاع.
الموقف اللبناني من تطبيق قرار 1701
لبنان من جانبه أكد على أهمية الالتزام بقرار 1701 الذي تضمن في مضمونه الحفاظ على استقرار الجنوب اللبناني ومنع الأنشطة المسلحة خارج إطار الجيش اللبناني. وفي هذا السياق، أشار نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، إلى أن أي تهديد إسرائيلي لإخلاء مدن لبنانية يعد "جريمة حرب". ويؤكد ميقاتي على ضرورة ضغط الهيئات الدبلوماسية الدولية على إسرائيل لوقف التصعيد الذي يضر بالمدنيين اللبنانيين، مؤكدًا أن بلاده ستسعى لتطبيق هذا الاتفاق دون تعديلات جديدة.
رؤية إسرائيلية متباينة حول الهدنة
تبدو الرؤية الإسرائيلية منقسمة إزاء الاتفاق، حيث يرى المحلل الإسرائيلي إيلي نيسان أن هناك رغبة بين القيادات الأمنية للقبول بالهدنة، بشرط تلبية المتطلبات الأمنية التي تتعلق بنشاط حزب الله في الجنوب اللبناني. ويشير نيسان إلى أن إسرائيل تعتزم منع حزب الله من استعادة قوته العسكرية التي أضعفتها العمليات الإسرائيلية الأخيرة، مؤكدًا على أن الجيش الإسرائيلي مستعد للعودة للعمل العسكري إذا ما تم خرق الاتفاق.
كما لفت نيسان إلى النقطة الخلافية الجوهرية حول الأنشطة الاستخباراتية الإسرائيلية، حيث تعارض حزب الله أي تواجد أو نشاط إسرائيلي، سواء بري أو جوي، داخل لبنان. وتطالب إسرائيل بنشر قوات أمريكية على الحدود اللبنانية السورية لمنع تهريب الأسلحة، وهي مسألة شائكة نظرًا للأبعاد الإقليمية والدولية المتعلقة بها.
انعكاسات مستقبلية على الوضع في غزة
تأتي هذه التحركات في إطار تداخل كبير بين الوضعين اللبناني والفلسطيني، حيث أعربت قوى سياسية لبنانية، منها حزب الله، عن تأييدها لدعم المقاومة الفلسطينية. ويرى محللين أن الانسحاب الإسرائيلي من لبنان قد يُسهم في تهدئة الوضع في غزة، لكنه يؤكد في الوقت نفسه أن ارتباط الدعم اللبناني لغزة يجعل الصراع في كلا المنطقتين مترابطًا بشكل لا يمكن فصله بسهولة. وتعتبر هذه الجزئية من أكثر القضايا تعقيدًا، حيث إن أي اتفاق في لبنان سيكون له تأثير مباشر على ميزان القوى في غزة، ما يعني أن أي فشل في تحقيق الهدنة قد يؤدي إلى توترات جديدة.
ضغوط دولية متزايدة وعودة للاحتجاجات الإسرائيلية
من جهة أخرى، يُلاحظ أن الاحتجاجات الداخلية في إسرائيل قد تصاعدت نتيجة تزايد الخسائر في صفوف الجنود الإسرائيليين. وتُعزز هذه الضغوط من إلحاح الولايات المتحدة للوصول إلى اتفاق قبل الانتخابات الرئاسية، وهو ما يعتبره المراقبون محاولة لتخفيف حدة التوترات الإقليمية وطمأنة الرأي العام الإسرائيلي. وفي ضوء تصريحات المحللين الإسرائيليين، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية قد تجد صعوبة في الاستجابة لهذه الضغوط بسبب مواقف أيديولوجية متشددة داخل الحكومة، التي تسعى إلى توسيع المستوطنات في المناطق الحدودية.
آفاق مستقبلية
ويتوقع مراقبون أن يشهد المستقبل القريب مزيدًا من التحركات الدبلوماسية التي قد تسهم في تهدئة الوضع بين إسرائيل وحزب الله، ولكن مع وجود تحديات مرتبطة بتداخل القضايا الإقليمية والسياسية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.