رئيس التحرير
عصام كامل

تداعيات قرار الاحتلال الإسرائيلي بحظر الأونروا.. مخاوف في لبنان والأردن من انهيار المنظمة.. وتجنيس الفلسطينيين وإنهاء حق العودة «أبرز المخاطر»

مخيمات تستخدمها الأونروا
مخيمات تستخدمها الأونروا لرعاية الفلسطينيين، فيتو

لا حديث يهم العالم أجمع الآن بعد العدوان على غزة ولبنان، إلا عن الأونروا، المؤسسة التي ستحظر رسميا وفق قانون أقره الكنيست الإسرائيلي بأغلبية ساحقة، لإنهاء مستقبل أهم مؤسسة عالمية تدعم الفلسطينيين داخل وخارج الأرض المحتلة منذ النكبة عام 1948، والقرار يهم العرب وبصورة الخاصة الذين يستضيفون أبناء الأرض المحتلة في مخيمات على أراضيهم حتى الآن، إذ يعني توقف الدعم الدولي تكليفهم بتحمل مسئولية الفلسطينيين والتكفل برعايتهم وتجنيسهم بعد إنهاء حق العودة. 

كيف أنهى الاحتلال مستقبل الأونروا؟

حشد الكنيست أصوات 92 عضوا، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لهذا السبب، الذي كان حلمًا للإسرائيليين منذ سنوات بعيدة، فالأونروا تدير المخيمات الفلسطينية في الداخل، وهي المسئولة أيضا عن شئون الفلسطينيين في الخارج، بداية من أمور التعليم والصحة والشؤون الاجتماعية نهاية بالأعمال الإغاثية.

 

ماذا يعني القانون الإسرائيلي الجديد؟

وبموجب القانون الجديد لن تستطيع الأونروا تشغيل أي مؤسسة، أو تقديم أي خدمة، أو ممارسة أي نشاط، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، مما يعرض عملية توزيع المساعدات الهشة بالفعل في غزة للخطر، لاسيما أن معظم أنشطة الأونروا تجري في الضفة الغربية وغزة، وتعتمد بشكل كبير على اتفاق مع إسرائيل للعمل، بما في ذلك الوصول إلى المعابر الحدودية إلى غزة لتقديم المساعدات الإنسانية.

 

تأثير قرار حظر الأونروا على الدول العربية 

خارج الأرض المحتلة هناك أزمة غير طبيعية أيضا، إذ يثير القرار القلق في الدول العربية التي تستضيف اللاجئين الفلسطينيين، والتي لا تملك الموارد اللازمة لسد هذه الفجوة، وتخشى أن يؤدي أي إنهاء للأونروا إلى زعزعة استقرارها بشكل كبير، إذا لم يوفر المجتمع الدولي البديل المناسب، وتحملت على عاتقها بمفردها توفير احتياجات الفلسطينين على أراضيها، لاسيما أن بعضهم ممنوع من العمل أصلا خارج المخيمات. 

وتخدم الوكالة 5.9 مليون فلسطيني، ويبلغ عدد الأطفال المسجلين في مدارسها أكثر من نصف مليون طفل، كما يزور عياداتها أكثر من سبعة ملايين شخص سنويا، وفقا لموقع الأونروا على شبكة الإنترنت.

وتؤيد الدول العربية التي تستضيف اللاجئين منذ فترة طويلة حق الفلسطينيين في العودة، لذا ترفض أي اقتراح بإعادة توطينهم في البلدان التي فروا إليها في عام 1948.

وفي لبنان على سبيل المثال، تقدر الأونروا عدد اللاجئين الفلسطينيين هناك بنحو 250 ألف لاجئ، وهذا العدد الكبير محل نقاش داخلي هناك، ويعيد إحياء مخاوف قديمة من إجبار لبنان على توطينهم وهم من السنة مما قد يؤثر على التوازن الطائفي في لبنان الذي هو أساس كل شيء هناك. 

الأمر قريب إلى درجة ما أيضا في الأردن، حيث أثارت أزمة الأونروا مخاوف قديمة في البلد الذي يعتبر موطنا لنحو مليوني لاجئ فلسطيني مسجل، معظمهم يحملون الجنسية الأردنية، ويخشى المسؤولون أن تؤدي أي خطوة لتفكيك الأونروا إلى تقليص حقهم في العودة، مما يحول العبء إلى الأردن.

 

تحالف أمريكا وإسرائيل لتدمير الأونروا 

رغم التفاصيل المعقدة المتعلقة بأهمية بقاء الأونروا، حتى لضمان استقرار الدول الحليفة لأمريكا في المنطقة، لكن استمرار هذه المؤسسة طوال العقود الماضية يشكل نقطة ضعف خطيرة، إذ تذكر الإسرائيليين بكوارثهم، وأنهم قوة تغتصب الأرض باعتراف العالم أجمع، لذا كان لابد من طريقة لإنهاء مسيرة الأونروا، بداية من اتهام موظفيها بالاشتراك في هجوم 7 أكتوبر، مرورا بوصم المؤسسة في المطلق بدعم الإرهاب، حتى وصل الاحتلال إلى مسعاه بإقرار قانون الكنيست. 

ويقول باسم برهوم، المحلل السياسي الفلسطيني أن الكيان الصهيوني كان يريد دائما تدمير مؤسسة الأونروا، باعتبارها أكبر داعم للفلسطينيين في جميع أنحاء العالم.

ويوضح برهوم إلى أن مسألة إنهاء وجود الوكالة ليست مجرد مخطط إسرائيل، أو تيارها المتطرف، وإنما هو توجه لدى التيارات الداعمة لإسرائيل حتى في الولايات المتحدة ذاتها.

وأشار المحلل السياسي إلى القرار الذي اتخذه الكنيست بحظر الأونروا سبق التمهيد له من خلال دونالد ترامب، المرشح الحالي لرئاسة الولايات المتحدة والرئيس السابق، عام 2018، عندما قرر وقف كافة أشكال الدعم للأونروا، ومن وقتها والجهود لم تتوقف لإزاحة الوكالة من المشهد العالمي. 

 

ما قبل حظر الكنيست.. إزالة مقر الأونروا من القدس المحتلة 

وأشار برهوم إلى أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي، سبقت قانون الكنيست ومهدت له عالميا بإزالة مقر الأونروا من القدس، لأنه كان يعد نصبًا تذكاريًّا في وسط القدس لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين، وليس مجرد مبنى إداري للوكالة.

وأتم: جيش الاحتلال أيضا شارك في المؤامرة، إذ كان يتعمد منذ اندلاع حرب غزة، تدمير كل ما يتعلق بالأونروا، مقرات، مدارس، عيادات صحية، وحتى قتل موظفيها، لقطع أي صلة بين الفلسطينيين والعالم، التي كانت الأونروا إحدى أهم هذه الروابط.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية