رئيس التحرير
عصام كامل

«يبقى أنت أكيد المصري».. حالة غضب بعد تحريف الأغنية الشهيرة.. ماجدة خير الله تهاجم لطيفة.. خالد يوسف ومدحت العدل يقدمان وجهة نظر مختلفة.. وجمال بخيت يكشف الكواليس

لطيفة وعمر خيرت،
لطيفة وعمر خيرت، فيتو

“تعرف تتكلم بلدى.. وتشم الورد البلدى..وتعيش الحلم العصرى.. يبقى أنت أكيد المصرى”.. كلمات حفظها الجمهور عن ظهر قلب منذ إطلاق فيلم سكوت حنصور للمخرج يوسف شاهين حيث أنها كانت جزء من العمل وبتوقيع الفنانة لطيفة، وظلت جملة “يبقى أنت أكيد المصري” المقتبسة من الأغنية حاضرة دومًا على ألسنة المصريين.

 ومنذ أيام استيقظ المصريون على أغنية انتشرت كالنار في الهشيم بصوت لطيفة أيضًا، وبنفس اللحن الذي يعرفه كل المصريين جيدًا، ولكن بكلمات جديدة حذفت منها كل ما هو مصري، فاختفت جملة “محفوظ بيغنى يا ليل على دقة قلب زويل”، و"وحليم فى الهوا دوبنا على قد الشوق والميل"، كما تغيرت الجملة الأيقونية في الأغنية وتم استبدال المصري بالعربي.

 واستنكر الكثيرون هذه التغييرات على أغنية شديدة الخصوصية بالنسبة للمصريين لأنها صنعت لمصر ولمبدعيها وتخاطب “المصري” الذي “ لو حتى بدقة يغمس” وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحة هجوم شرس على لطيفة وصناع هذه الأغنية الذين ارتضوا تغيير خصائصها كليًا إلى “العربي” لتكون مناسبة لحدث ثقافي بإحدى الدول العربية، وليست هذه النقطة فقط سر الهجوم، ولكن أيضًا تساءل المهاجمون، هل انتهى الإبداع وتوقف عند هذه الأغنية فبدلًا من إنتاج عمل إبداعي جديد يتم تحريف أغنية قائمة وشهيرة بما يتناسب مع المناسبة التي تقدم خلالها؟

 

ماجدة خير الله تهاجم لطيفة 

ومن جانبها وجهت الناقدة الفنية ماجدة خير الله هجوما حادا للفنانة لطيفة، وذلك بسبب استبدال كلمات الأغنية وتحريفها، حيث قالت عبر حسابها على موقع التواصل الإجتماعي “فيس بوك”: حاجه في منتهي الاستفزاز، المطربة التونسية (لطيفة) اللي اكتسبت شهرتها من الغناء في مصر، ويوما ما اختارها المخرج يوسف شاهين لتلعب بطولة فيلمه سكوت حانصور، اللي أدت فيه أشهر أغانيها على الإطلاق (المصري) تأليف جمال بخيت، وألحان  عمر خيرت، وتقول كلماتها تعرف تتكلم بلدي، وتشم الورد البلدي، وتعيش الحلم العصري، يبقى أنت أكيد المصري".

وتابعت خير الله: “السيدة لطيفة حولت كلمات الأغنية لتناسب أدائها في إحدى الحفلات بالخليج، لتصبح يبقي أنت أكيد العربي، وغيرت كل ماله علاقة بمصر (محفوظ بيغني ياليل على دقة قلب زويل) ! والسؤال هنا ماهو موقف الشاعر جمال بخيت!! أليس ما فعلته لطيفه اعتداء على حقه الأدبي؟؟”.

وتابعت ماجدة خير الله: “ورغم أن مصر بلد مضيافة تحترم  كل الفنانين  العرب، وتمنحهم الشهرة والمجد والثراء، إلا أنه يعز على النفس نقبل بعض التصرفات الرخيصة، التي سوف تسحب بالتأكيد من رصيد، لطيفة، إن كان لها رصيد!”.

 

نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي يعيدون نشر الأغنية الأصلية

 ولم يتوقف الهجوم فقط على الفنانة التونسية لطيفة ولكن الهجوم الحاد امتد إلى صناع العمل الذين وافقوا على إحداث هذه التغييرات عن اقتناع تام وكامل وهما الشاعر جمال بخيت والموسيقار عمر خيرت، وقرر الكثير من المهاجمين لما حدث إعادة نشر الأغنية الأصلية على سبيل الترويج للتراث والتاريخ المصري بدلًا من الترويج للأغنية المحرفة.

 

وجهة نظر مختلفة لخالد يوسف ومدحت العدل

 وحرص المخرج خالد يوسف على الرد في تعليق على منشور ماجدة خير الله، وقال “اللي كاتب الكلمات الجديدة علي نفس اللحن هو برضه جمال بخيت والكلمات الجديدة شديدة الرصانة والجمال والانتماء العربي الذي يؤكد عليه جمال بخيت في الكلمات الجديدة هو أصل من أصولنا المصرية مصر عربية وستظل عربية كما قال جمال حمدان والانتماء العربي للمصريين لا يقلل أبدا من وطنيتهم المصرية ومن فضلك اقري بتأمل على الكلمات الجديدة ستجدي وجود رسولنا الكريم والقرآن وسوره ورموزنا العربية والمصرية بها من أمثال المتنبي وطه حسين والطائي إضافة للأغنية الأصلية وليس تشويها لها”.

وردت عليه الناقدة قائلة “هي كلمات رصينة فعلا، ولكن لماذا تفسد يا جمال أغنية عاشت في وجدانا وحفظناها لأنها تتكلم بسلاسة وبساطة عن نماذج عظيمة من أدبائنا وفنانينا وعلماءنا، أما كان أجدر أن تقدم لطيفة أغنية أخرى لنفس الشاعر ونفس الملحن بدلا من إفساد جمال ( المصري) شكرا أستاذ خالد علي الاهتمام والتوضيح”.

ورد عليها خالد يوسف من جديد قائلًا “لكن وجهة نظري ووجهة نظر جمال بخيت مختلفة أن الكلمات الجديدة نسخة أخرى من الأغنية تضيف لها ولا تخصم منها خاصة أنها تؤكد علي رموزنا العربية بما فيها المصرية”، 

وتابع “اللافت للنظر أن معظم اللي علقوا مااستنوش يشوفوا أو يقراءوا كلمات الأغنية الجديدة ونزلوا شتيمة وخلاص للأسف وللأسف الكبير أن تلك الحساسية ناتجة من تقزم دور مصر لكن في ظني مهما حدث مصر ستظل كبيرة وبدونها تصبح الأمة العربية بلا وزن مؤثر وهذا ليس شيفونية مني كمصري ولكنها حقائق التاريخ والجغرافيا والحضارة”.

 

 أما المؤلف والسيناريست مدحت العدل فعلق على الأزمة عبر حسابه الشخصي على موقع فيس بوك قائلًا “فيما يخص الشاعر الكبير أو ( مولانا ) كما أحب أن اسميه أ. جمال بخيت وأغنيته  البديعة ( تعرف تتكلم بلدي) والتي غير بعض كلماتها لتناسب مبادرة عظيمة من مبادرات الشيخ محمد بن راشد أل مكتوم والتي شرفت بالإشتراك فيها مرتين ولم أر في حياتي احترافية ولا حسن استقبال ولا احترام للفن وللبشر مثلما رأيت من العاملين في ديوانه بل ومنه هو شخصيا.. أري ان مافعله جمال بخيت ليس به اي شئ خارج عن المألوف أو معيب فإن تغير كلمة ( بلدي) ب ( عربي) فهذا طبيعي وأعم وأشمل وهل المصريون ليسوا عرب مثلًا ؟! وهل أضرت بالمعني أو رخصته أو ابتذلته؟! قطعًا لا.. فمن يقرأ بخيت وأشعاره العظيمة ( لم الشمل) و( مسحراتي العرب) يعلم كم هو قومي وعروبي - ككل جيلنا- من الطراز الأول”.

وتابع “فلم يكتب - إذن- شيئا ضد ما يؤمن به.. ليس عيبًا أن ننتقد اي فنان أو شاعر لكن العيب هو الغمز واللمز في قامة وقيمة مثل جمال بخيت الذي يكرمونه في كل بلاد الدنيا  ويأتي بعض الصغار ليتقولوا عليه.. إفخروا به وبمن هم مثله من القامات المصرية فهم قوة مصر الناعمة العظيمة”. 

 

جمال بخيت يعلق على الأزمة

 ومن جانبه علق الشاعر جمال بخيت على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك على كل ما يدور حول أغنية تبقى أنت أكيد العربي قائلًا: "في نهايات شهر سبتمبر اتصل بي أحد المسؤولين عن حفل الموسم الثامن لمبادرة (تحدي القراءة)  بإحدى الدول الخليحية، فيها عشرات الملايين من جميع أنحاء الوطن العربي بما فيهم مصر، وكذلك مشاركين من دول غير ناطقة بالعربية، والبحث عن المعلومات الكاملة سهل جدا لمن يريد أن يعرف أكثر عن هذه المبادرة". 

واستطرد بخيت: "طلب مني هذا المسئول أن أشارك بأغنية (دويتو) من تأليفي يلحنها الموسيقار عمر خيرت، ويغنيها مطرب ومطربة من الوطن العربي، وافقت بدون تردد، واتصلت بالأستاذ عمر خيرت، الذي أخبرني بأنه (أجرى عملية جراحية مؤخرا، وأنه لديه ارتباطات فنية لا تترك له وقتا، لتحمل مسئولية إنجاز عمل فني جديد في هذا الوقت الضيق)، أخبرت المسئول عن الحفل الذي تواصل معي، برد الموسيقار الكبير".  

واستكمل: "عاد لي بعدها بأيام ليقترح على أن أكتب كلاما جديدا يصلح لمبادرة تحدي القراءة، على نفس لحن أغنية (المصري)، (التي استخدمها المبدع الراحل يوسف شاهين من كلماتي ولحن وتوزيع الموسيقار الكبير عمر خيرت، وغناء الفنانة الكبيرة لطيفة)، وكانت المناقشة تنصب على أنني حر تماما في أن أكتب ما أريد طالما هو في إطار ما تدعو إليه مبادرة تحدي القراءة، وهكذا لا نخسر وجود فن عمر خيرت وتوزيعه المبهر".

 وتابع: “وقد درست الفكرة ووجدت الآتي:  أولا: مبادرة تحدي القراءة من أفضل المبادرات الثقافية على مستوى الوطن العربي.. ثانيا: كتابة كلام مختلف على نفس اللحن أسلوب فني حدث كثيرا جدا مع العديد من الأعمال الغنائية الهامة.. ثالثا: إن الموضوع يشكل لي تحديا فنيا يتجاوب مع عنوان المبادرة وجوهرها (تحدي القراءة).. رابعا: إن المجال يسمح للتأكيد على بعض المعاني التي عشت من أجلها لمدة تزيد عن الخمسين عاما، وآمنت بها ونشرتها من خلال أغنياتي ودواويني، واستمسكت بها في أحلك الأوقات والظروف.. خامسا: إن النص الجديد هو نص (موازي) وليس نصا (بديلا)، فالأغنية الأصلية موجودة ومتاحة داخل وخارج فيلم (سكوت هنصور) والأهم أنها داخل وجدان كل مصري أحب الأغنية، وكذلك كل عربي أحب نفس الأغنية بدون أي حساسية”.

 وواصل بخيت تعليقه قائلًا: "كتبت نصا (من قلبي وعقلي) عناصره هي التحدي العربي الموحد لكل الصعوبات التي نواجهها، عن طريق العلم والمعرفة والعقل والفكر الحر، واستلهام المعاني العظيمة من خلال الرموز العظيمة للأمة العربية، الرسول الكريم والقرآن الذي بدأ ب( اقرأ )، والقدس، وحاتم الطائي، وعمر ابن الخطاب، وطه حسين، والمتنبي، والرحالة ابن ماجد، وكل الشخصيات التي تلهم المخيلة العربية بالإبداع والحضارة والفصاحة".  

ويتابع الشاعر حديثه ويقول: "وبعد كل هذا، هل توقعت هجوما على النص الجديد؟، طبعا، ولماذا كتبته!، لو منعني توقع الهجوم على كتابة ما أؤمن به، لما كتبت 70٪؜ من أشعاري على مدار خمسين عاما، لقد عشت أكتب ما يمليه على ضميري دون النظر إلى رد الفعل المنتظر".

وقال: "كتبت ديوانا كاملا بعنوان مسحراتي العرب، وكتبت ألبوما كاملا اسمه لم الشمل في أوقات كان ما يُفرق فيها العالم العربي أكثر مما يجمعه كما يحدث الآن، كتبت هذا العمل وأنا أتوقع الهجوم كما أتوقع الإنصاف، وأكثر من هذا لقد قررت مقدما ألا أرد على أي نقد قد يوجه للعمل، فما الذي يدعوك الآن لكتابة هذا التوضيح الطويل المفصل؟".  

وأنهى بخيت حديثه قائلًا: "ما يدعوني هو تحمل المسئولية، فقد اعتقد البعض أن الفنانة لطيفة جاءت بشاعر آخر لكتابة الكلمات الجديدة (وهذا مستحيل قانونا، إلا بموافقة الشاعر والملحن الأصليين) وانبرت بعض الأقلام بهجوم مسيء على الفنانة الكبيرة، بدون حق، لقد وافق الموسيقار عمر خيرت على كلمات النص الجديد ووافقت لطيفة على غنائها، ولكنني المسئول الأول والأخير عن هذا النص، الذي أنشره هنا كاملا لمن يريد الاطلاع عليه، مع التأكيد على الآتي، الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، بشرط أن نحفظ الاحترام لكل صاحب رأي".   

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية