رئيس التحرير
عصام كامل

فى حضرة النبى


بعد أن صليت العشاء جماعة اجتاحنى النوم، رأيت فى منامى نورًا ساطعًا يشرق من وجه وضيء،غبت عن الوعى، سابحًا فى أنوار الجمال، وأستيقظ هاتفًا: لا اله إلا الله ..محمد رسول الله.

توضأت وصليت الفجر، وانطلقت بسيارتى إلي المدينة المنورة، وبعد "ابيار علي" بدأ عطر المدينة يفوح، ثم بدت النخيل فرحة، وانتابتنى نوبة بكاء شديدة، فرحًا بقرب لقاء الحبيب، زادت دموعى انهمارًا عندما وقفت أمام مقامه الشريف، لبيك ياسيدى، السلام عليك ياسيدى يا رسول الله، تخرج كلماتي بصعوبة شديدة وسط نحيبى، الدموع الساخنة تنزل بردًا وسلامًا على وجهى، أشهد أنك بلغت الرسالة، وأديت الأمانة، ونصحت الأمة، وكشف الله بك الغمة، يارحمة مهداة، ونعمة مسداة، يا نور الإله، ياهادى الأنام، عليك الصلاة وأزكى السلام، أقبل مثوى الأعظم العطرات، تفيض دموعى وجلا وهيبة لأحمد بين الستر والحجرات، يا صاحب المقام الشريف، أتوسل إليك بحبى إليك أن تسقنى من يدك الشريفة شربة هنيئة لا أظمأ بعدها أبدًا، يوم نرد حوضك، يا سيدى، يا سندى، أسالك الشفاعة بحق حبك لله تبارك وتعالى، وبحق حب ملائكته وحملة عرش الرحمن لك، فما أعظم ذنوبى، لكن رحمة الله أعظم.

أُشهد الله أنى أحبك، لو كنت عشت فى زمنك لكنت خادمك، ألزم جوارك، ألبسك نعلك، أحمل لك ماء وضوئك، لا أفارقك، أقاتل معك فى سبيل الله، أذود عنك، افتديك بجسدى وروحى، يا من تحملت فى سبيل الدعوة إلى الله ما تعجز الجبال عن تحمله، سلطوا عليك سفهاءهم، أدموا عقبيك الشريفين، حثوا التراب على رأسك الشريف، وأنت تدعوهم لكلمة التوحيد، ترفض أن يطبق عليهم ملك الجبال الأخشبين، وأنت تقول عسى الله أن يخرج من أصلابهم من يعبد الله ولا يشرك به شيئًا، تحملت من أجلنا الكثير، اللهم آته الوسيلة والفضيلة والدرجة العالية الرفيعة من الجنة، إنك لا تخلف الميعاد، ربنا أجزه عن أمته خير الجزاء، ولا تقبضنا إليك يارب إلا على سنته، واتباع هديه، وإن تكون آخر كلماتنا فى الدنيا لا إله إلا الله.. محمد رسول الله..."إن الله وملائكته يصلون على النبى يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما".

الجريدة الرسمية