الصفقة الصغيرة، الاحتلال يبحث عن ممر خروج هادئ من غزة ولبنان.. اغتيال السنوار ونصر الله لم يحقق الأهداف المنتظرة.. ومخاوف توسع دائرة الصراع بالمنطقة تحاصر نتنياهو
محاولات حثيثة من قبل أطراف دولية وإقليمية تشهدها المنطقة لتهدئة الأوضاع في قطاع غزة وإيجاد مخرج للأزمة المتفاقمة بين إسرائيل وحركة حماس، ومع استمرار التصعيد العسكري وسقوط آلاف الضحايا، تتزايد الجهود المبذولة للوصول إلى اتفاق قصير الأمد لوقف إطلاق النار، يعقبه تفاوض على حلول مستدامة.
وفي هذا السياق، تجرى اجتماعات دبلوماسية على مستويات عالية، تضم ممثلين عن الولايات المتحدة وإسرائيل وقطر، بينما تواصل مصر جهود الوساطة عبر مبادرة جديدة لوقف القتال وتبادل الأسرى.
في الوقت ذاته تبحث إسرائيل عن ممر خروج هادئ من غزة ولبنان، وسط تصاعد التوترات الإقليمية وتفاقم الأزمة الإنسانية. يأتي ذلك بعد اغتيال يحيى السنوار في غزة، وحسن نصر الله في لبنان، حيث لم تحقق هذه العمليات العسكرية الأهداف المتوقعة. ومع تعقد المشهد، تزداد الجهود الدولية للوصول إلى تهدئة مؤقتة عبر اتفاقات محدودة لوقف إطلاق النار، تتخللها محادثات غير مباشرة تسعى لاحتواء التصعيد وتجنب تداعيات إقليمية أوسع.
وأكد نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي الأسبق، هنري إنشر، أنه رغم تزايد الحديث عن مبادرات جديدة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، فإن فرص نجاحها ضئيلة. في حديثه مع قناة "الحرة"، صرح إنشر بأن المقترحات الحالية، التي تهدف إلى وقف قصير الأمد للقتال مقابل الإفراج عن عدد محدود من السجناء الفلسطينيين، قد تفتح المجال لبعض التحركات الدبلوماسية، لكنها تصطدم بجمود سياسي كبير في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل، مما يقلل من فرص التوصل إلى اتفاق شامل.
مفاوضات دبلوماسية في الدوحة بوساطة قطرية
بحسب وكالة رويترز، اجتمع مسؤولون من المخابرات الأميركية والموساد الإسرائيلي، إلى جانب رئيس الوزراء القطري، في الدوحة يوم الأحد لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد ومؤقت لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وتهدف المحادثات إلى إقناع إسرائيل وحماس بالتهدئة لمدة أقل من شهر، على أمل أن تتطور الهدنة القصيرة إلى وقف طويل الأمد للقتال.
إلا أن إنشر أعرب عن تشاؤمه إزاء احتمالات نجاح هذه الجهود، مشيرًا إلى أن حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، تواجه ضغوطًا قوية من تحالفها السياسي، الذي يطالب بتكثيف العمليات العسكرية في غزة ولبنان للتصدي لما يعتبرونه تهديدًا إيرانيًا متزايدًا.
التحديات في ظل الأوضاع الإنسانية المتدهورة في غزة
وتقود الولايات المتحدة وقطر ومصر جهود الوساطة لإنهاء الحرب الدائرة منذ أن شنت حماس هجومها على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز نحو 250 رهينة في غزة. وفي المقابل، أودت الحملة العسكرية الإسرائيلية بحياة نحو 43 ألف شخص في القطاع وأدت إلى تدمير واسع في المناطق المأهولة، حسبما أفاد مسؤولو الصحة في غزة.
تأثير مقتل قيادات بارزة على مفاوضات الهدنة
فيما يتعلق بتأثير اغتيال قيادات حماس، مثل يحيى السنوار، أشار إنشر إلى أن هذا الأمر قد يزيد من تعقيد المفاوضات، إذ تخلق التغييرات المفاجئة في قيادة التنظيمات المسلحة إرباكًا في عملية صنع القرار. وأبدى إنشر قلقه من أن يكون مقتل السنوار أدى إلى تعليمات متشددة داخل حماس، مما يقلل من احتمالات الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين.
الصفقة الصغيرة: اقتراح مصري لصفقة تبادل رهائن محدودة
اقترحت السلطات المصرية، التي تقود جهود الوساطة، مبادرة "الصفقة الصغيرة" التي تتضمن إطلاق سراح عدد محدود من الرهائن المحتجزين لدى حماس مقابل وقف قصير الأمد لإطلاق النار. وأعرب وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، عن تأييده للفكرة المصرية، على الرغم من المعارضة الشديدة التي أبداها وزراء يمينيون متطرفون في الحكومة، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش.
وأكد غالانت على ضرورة تقديم "تنازلات مؤلمة" لاستعادة الرهائن، موضحًا أن العمليات العسكرية وحدها لن تحقق أهداف الحرب بشكل كامل. وطرح إنشر سيناريوهات للتنازلات الممكنة التي قد تضطر إسرائيل إلى النظر فيها، والتي قد تشمل الإفراج عن أعداد كبيرة من السجناء الفلسطينيين، السماح بنوع من الحكم الذاتي الفلسطيني في بعض المناطق، وتقليل الأنشطة الأمنية الإسرائيلية في الضفة الغربية.
مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار وإدخال المساعدات الإنسانية
بينما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مبادرة لوقف إطلاق النار في غزة لمدة يومين تتضمن إطلاق سراح أربعة رهائن إسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، وذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الجزائري عبد المجيد تبون. وأكد السيسي على وجود توافق تام بين الدول العربية حول ضرورة إعادة الاستقرار للمنطقة، وحذر من تداعيات أي تهجير قسري للفلسطينيين خارج أراضيهم، مشيرًا إلى أن ذلك ليس في صالح القضية الفلسطينية.
وتأتي هذه المبادرة في وقت حساس، حيث اجتمع السيسي بمسؤولين من الكونغرس الأميركي، برئاسة توم كول، في القاهرة، لمناقشة سبل استعادة الأمن والسلم في المنطقة. وأوضح المتحدث باسم الرئاسة المصرية أن الاجتماع ركز على جهود وقف إطلاق النار في غزة وتبادل الرهائن، فضلًا عن إدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية للقطاع لتخفيف الأزمة الإنسانية.
المخاوف من توسع دائرة الصراع إلى حرب إقليمية
أشار الرئيس السيسي إلى ضرورة وقف إطلاق النار أيضًا في لبنان، حيث تخشى القاهرة من امتداد النزاع إلى حرب إقليمية شاملة. وأعربت السلطات المصرية عن قلقها المتزايد من تدخلات قوى إقليمية تؤدي إلى تأجيج الفتن، محذرة من أن استمرار القتال قد يؤدي إلى تحول النزاع إلى مواجهة أوسع تشمل عدة دول في المنطقة.
وأضاف السيسي أن التوافق العربي المشترك يرتكز على إيقاف إطلاق النار، إدخال المساعدات الإنسانية، وإطلاق سراح الأسرى من الجانبين، مشددًا على أهمية إعادة الاستقرار في المنطقة من دون التدخل في شؤون الدول الأخرى.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.