رئيس التحرير
عصام كامل

بحضور أبطال أكتوبر، افتتاح الصالون الثقافي لجمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة

الصالون الثقافي
الصالون الثقافي

 افتتح في السابعة من مساء أمس نيافة المطران: أشود مناتساجانيان، مطران الأرمن الأرثوذكس في مصر، والدكتور: جورج نوبار، رئيس مجلس إدارة جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة، يرافقهما اللواء: حاتم عبداللطيف، قائد الكتيبة 116 مشاة بحرب أكتوبر والملقب بالبلدوزر، واللواء: محيي نوح قائد المجموعة 39 قتال، والكاتب الصحفي: محمد نوار، وسيلفا نارديان حفيدة صاروخان، الصالون الثقافي لجمعية القاهرة الخيرة الأرمنية العامة بقاعة ساتنيج شاكر، بمقر الجمعية بمصر الجديدة.


 بدأ الحفل بتفقد الحضور، لمعرض صاروخان.. ونصر أكتوبر، والذي تنظمه جمعية القاهرة الخيرية الأرمنية العامة، بالتعاون مع مشروع ذاكرة الكاريكاتير وأسرة صاروخان، ويضم أربعين رسم كاريكاتيري أصلي لصاروخين معظمها يعرض في معرض عام لأول مرة، وتغطي تلك الرسوم الفترة من 5 يونيو 1967، مرورًا بحرب الاستنزاف، وما حققه الجيش المصري في تلك الفترة من بطولات كبيرة مهدت لنصر أكتوبر مثل إغراق المدمرة إيلات والحفار وغيرها، وصولًا إلى نصر أكتوبر المجيد، كما يضم المعرض كذلك مفاوضات الكيلو 101 ومؤتمر جنيف، وخطة إعادة البناء والتعمير التي بدأها السادات عام 1974.


 وتلا ذلك أولى ندوات الصالون تحت عنوان: نصر أكتوبر.. بطولات خالدة، والتي شارك فيها اللواء: محيي نوح قائد المجموعة 39 قتال ورفيق البطل الشهيد: إبراهيم الرفاعي، واللواء: حاتم عبداللطيف قائد المجموعة 116 مشاة والملقب بالبلدوزر، وبطل معركة المزرعة الصينية، وأدار الندوة الكاتب الصحفي: محمد نوار.

 

 وبدأت الندوة بالسلام الجمهوري، وفيديو قصير لأول خطاب ألقاه الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعد نصر أكتوبر بمجلس الشعب، تلاه كلمة للدكتور: جورج نوبار التي رحب فيها بالحضور، واستعرض بشكلٍ موجز بطولات أبطال حرب أكتوبر المشاركين بالصالون، مؤكدًا أن ما نعيشه من أمن ورخاء واستقرار وعزة وكرامة الآن؛ إنما يعود الفضل فيه لأبطال حرب أكتوبر، الذي قدموا أرواحهم فداء لهذا البلد، ولا زالت بطولاتهم العسكرية تدرس في العديد من المعاهد والكليات العسكرية حول العالم.

  وفي كلمته تناول اللواء محيي نوح، بعض البطولات والمعارك التي حققتها المجموعة 39  بقيادة البطل الشهيد إبراهيم الرفاعي، وما أحدثت تلك العمليات من خسائر فادحة للعدو الإسرائيلي، وأكد اللواء محيي على أن إبراهيم الرفاعي قام بتنفيذ 92 عملي خلف خطوط العدو، في ست سنوات وليس 72 عملية، كما هو مكتوب في بعض المواقع الإلكترونية، وأن النصر الذي حققه الجيش المصري في حرب أكتوبر يعود الفضل فيه للجندي المصري، الذي أبهر العالم بإيمانه وعقيدته الراسخة.

 وعن حرب الاستنزاف وأهميتها قال اللواء محيي نوح: المجموعة 39 قتال استطاعت خلال فترة وجيزة قتل وإصابة 430 جنديًا إسرائيليًا، وتدمير 17 دبابة و77 مركبة، وأسر أول جندى إسرائيلي، وأول عملية قمنا بها هى الإغارة على موقع لسان التمساح، الذى كان يوجه ضرباته لمدينة الإسماعيلية، وهو أيضًا الموقع الذى خرجت منه القذيفة التى أصابت الشهيد عبدالمنعم رياض، والذى استشهد على الجبهة فى 9 مارس 1969، ورصدنا الموقع من الإسماعيلية وتحركنا فى 6 قوارب وكنت قائد مجموعة اقتحام، ورغم الدشم الحصينة فقد دخلنا الموقع وأنزلنا العلم الإسرائيلى ورفعنا العلم المصرى وحرقنا المنطقة الإدارية، وبالتالى أخذنا بالثأر، وقد أصبت بشظايا ونقلت لمستشفى القصاصين وأجريت لى عملية جراحية وكنت أتمنى الشهادة، ثم نقلوني إلى مستشفى المعادى، وقابلنى اللواء محمد صادق، مدير المخابرات، وكان مشرفًا على المجموعة 39 قتال، وجاء الرئيس جمال عبدالناصر لزيارتى بالمستشفى لمعرفة ما تم بعملية لسان التمساح، وطلبت منه توفير الإمكانيات اللازمة لنا على الجبهة والاشتراك فى العملية الفدائية القادمة، فطلب من الفريق محمد فوزى، وزير الحربية، توفير كافة الإمكانات للمقاتلين.


كما حكى اللواء محيي قصته مع فيلم الممر، ردًا على سؤال أحد الحضور، وقال إنه تفاجأ بأن المخرج المتميز شريف عرفة مخرج الفيلم، يسأله عن معركته الشهيرة مع العاملين بسنترال المنصورة عقب نكسة 1967، وأن شريف عرفة بذكائه، قرر أن يبدأ فيلم الممر بتلك القصة، ليؤكد للمشاهدين مدى المرارة والألم الذي تجرعه الجميع بما فيه أبناء القوات المسلحة عقب الهزيمة، وأنه من رحم تلك المعناة والآلام، ولد نصر أكتوبر.


وفي كلمته أشار اللواء حاتم عبداللطيف، قائد اللواء 116 مشاة، بأن ما حدث في حرب أكتوبر هو معجزة بكل المقاييس، ولا عجب في ذلك، فمصر قد ذكرها الله عز وجل قبل خلق الكون وقبل نزول القرآن، ومصر محفوظة من الله، وبإرادة وقوة وصلابة شعبها وجيشها. وأكد اللواء حاتم بأن الجندي المصري البسيط والذي كان يتقاضى وقت الحرب جنيهان وتسعين قرشًا، أثبت للعالم أجمع بأن جنود مصر هم خير أجناد الأرض.


وأضاف اللواء حاتم ضمت مجموعتي 54 مقاتلًا أتذكرهم جميعًا بأسماء بلدانهم حتى الآن، وكانت المهمة المكلفين بها هي عبور النقاط القوية بمنطقة الدفرسوار والوصول لرأس الكوبري، ونجحنا في تنفيذ المهمة وفاجأت العدو الإسرائيلي، ودارت مواجهات بين الجيشين انتهت بهزيمة ساحقة للعدو. وفي 7 أكتوبر نجحت المجموعة في صد هجوم طيارتي فانتوم باستخدام الرشاشات، وفي 8 أكتوبر تراجعت للخلف استعدادًا لمهاجمة نقط الدفرسوار.


وأضاف أن السلاح الذى فوجئت به إسرائيل فى 73 هو المحارب المصرى، ومن هؤلاء الأبطال عبدالعاطي ومحمد المصري صائدا الدبابات، وإبراهيم السيد عبدالعال من طلخا صائد الدبابات الذى حطم 18 دبابة وسيارتين مدرعتين والشاويش شحتة ابن الشرقية دمر عددًا كبيرًا من الدبابات والمدرعات وكنت أعطيه سيجارة واحدة على كل دبابة أو مدرعة، ومحمد سعدالدين من بلقاس قام بقطر سيارة كبيرة بها ربع طن ألغام بمفرده، وأيضا السيد القمصان كان يحمل مدفع بى 10 المضاد للطائرات يزن نحو 86 كيلو بخلاف الشدة والذخيرة على ظهره وعبر، ولا يقل عنهم توفيق عبدالغفار الذى حوصر فى الثغرة 4 أيام بدون طعام وكان يلح على فى استعجال إمدادنا بالذخيرة ولم يطلب الطعام، والنقيب حسن فؤاد زويد من منيا القمح بالشرقية الذى استشهد يوم عقد قرانه يوم 7 أكتوبر، وكذلك نعيم المتولى الحسينى والذي ما زال على قيد الحياة وبجسده 34 طلقة كل هؤلاء وغيرهم كانوا يتسابقون للشهادة من أجل مصر.


وأكد اللواء حاتم أن الأم المصرية التي ربت وصبرت وكافحت هي البطل الأول والحقيقي لنصر أكتوبر. وفي مداعبة طريفة منه لأسرة صاروخان، وللتأكيد على الدور الكبير الذي لعبه صاروخان برسومه اللاذعة في نصر أكتوبر، قال اللواء حاتم موجهًا حديثه للسيدة سيلفا حفيدة صاروخان، أن الصاروخ الذي كنا نطلقه على العدو كان يظهر لنا في السماء صاروخان.


وتناولت أسئلة ومداخلات الحضور مداخلة للرائد محمد طه أحد أبطال المجموعة 39 قتال، حكى فيها عن بعض ذكرياته وبطولاته، كما أشار الدكتور: محمد رفعت الإمام، إلى أن التاريخ الحقيقي لحرب أكتوبر وبطولات الجيش المصري لم تكتب بعد، وأنه نادى على مدار سنوات بضرورة عمل مشروع قومي لتسجيل شهادات كل من شاركوا في نصر أكتوبر، وأوضح الدكتور: أرمن مظلوميان رئيس الهيئة الوطنية الأرمنية بمصر، بأنه كان يسكن في نفس البيت الذي يسكن فيه البطل إبراهيم الرفاعي بشارع بن إياس بمصر الجديدة، وكان يلعب مع أولاده سامح وليلي، وأن الرفاعي كان شخص محبوب من الجميع، شديد التواضع على الرغم من كل البطولات التي حققها، وأن والده كان طبيب بشري، وكان يراعي أسرة الرفاعي، الذي كان يغيب عن أسرته لفترات طويلة، كما أوضح الدكتور أرمن بأنه والدكتور جورج رئيس الجمعية وسيلفا حفيدة صاروخان كانوا طلبة بالمرحلة الثانوية بمدرسة نوباريان بمصر الجديدة، وشاركوا في مسرحية أعدتها المدرسة عن نصر أكتوبر. 


وفي ختام الصالون وجه الدكتور جورج نوبار رئيس الجمعية، الشكر لأبطال أكتوبر والحضور، وكل القائمين والمشاركين في تنظيم الصالون، وقام هو والدكتور كيڤورك يرزنجاتسيان رئيس الاتحاد الخيري الأرمني العام في مصر، بتقديم درع الجمعية لبطلي حرب أكتوبر اللواء محيي نوح واللواء حاتم عبداللطيف، كما حرص الحضور بالصالون على التقاط عدد من الصور التذكارية مع أبطال نصر أكتوبر.

الجريدة الرسمية