سورة الغاشية، معناها وفضائلها وسر قراءتها يوم الجمعة
سورة «الغاشية»، من السور المكية الخالصة، وعدد آياتها ست وعشرون آية، وهي السورة الثامنة والثمانون في ترتيب المصحف، أما ترتيبها في النزول، فهي السورة السابعة والستون من بين السور المكية، وكان نزولها بعد سورة «الذاريات» وقبل سورة «الكهف».
وهي من السور التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرؤها كثيرا، فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه، عن النعمان بن بشير، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ «سبح اسم ربك الأعلى» «والغاشية» في صلاة الجمعة والعيدين.
وفي رواية- أيضا- عن النعمان بن بشير، أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يقرأ هذه السورة مع سورة الجمعة، في صلاة الجمعة.
فضائل سورة الغاشية
1- إنها من سور المفصل الذي أوتيه النبي - صلى الله عليه وسلم - نافلة ففضل به على سائر الأنبياء.
وقد قال اثلة بن الأسقع: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أُعطيت مكان التوراة السبع الطوال... وفضلت بالمفصل".
2- كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ بها في الرَّكعةِ الثَّانيةِ مِن صَلاتَيِ الجُمُعةِ والعِيدِ.
فعن النُّعمانِ بنِ بَشيرٍ رَضِيَ اللهُ عنهما، قال: (كان رَسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم يَقرَأُ في العِيدَينِ، وفي الجُمُعةِ بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ، قال: وإذا اجتمَع العيدُ والجُمُعةُ في يومٍ واحدٍ يَقرَأُ بهما أيضًا في الصَّلاتَينِ).
3- ورد فيها أثر موضوع عن أبي بن كعب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ سورة الغاشية حاسبه الله حسابًا يسيرًا، وهو طرف من حديث طويل موضوع في فضائل السور قد ذكره الواحدي والزمخشري وتبعه البيضاوي، وقد نص المحدثون على وضع هذا الحديث، والثابت فيها هو أنه صلى الله عليه وسلم كان يقرؤها في الجمعات والأعياد، مع سبح الأعلى.
أسماء سورة الغاشية
سميت في المصاحف والتفاسير بسورة (الغاشية)، وكذلك عنونها الترمذي في كتاب التفسير من جامعه، لوقوع لفظ (الغاشية) في أولها.
وثبت في السنة تسميتها (هل أتاك حديث الغاشية )، ففي الموطأ أن الضحاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: بم كان رسول الله يقرأ في الجمعة مع سورة الجمعة ؟ قال: هل أتاك حديث الغاشية. وهذا ظاهر في التسمية ; لأن السائل سأل عما يقرأ مع سورة الجمعة، فالمسئول عنه السورة الثانية، وبذلك عنونها البخاري في كتاب التفسير من صحيحه.
وربما سميت ( سورة هل أتاك) بدون كلمة (حديث الغاشية). وبذلك عنونها ابن عطية في تفسيره وهو اختصار وهي مكية بالاتفاق.
معنى الغاشية
الغاشية: لفظ مشتق من الغشيان، وهو تغطية الشيء لغيره، يقال: غشيه الأمر، إذا غطاه، والمقصود بالغاشية يوم القيامة، ووصف يوم القيامة بذلك، لأنه يغشى الناس بأهواله وشدائده، ويغطى عقولهم عن التفكير فى أى شيء سواه.
والاستفهام فى قوله - تعالى -: ( هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الغاشية ) للتحقيق والتقرير، أو المقصود به التعجيب من حديث القيامة، والتشويق إلى الاستماع إليه.
وافتتاح السورة بهذا الافتتاح - بجانب ما فيه من تشويق - يدل على أهمية هذا الخبر، وأنه من الأخبار التى ينبغى الاستعداد لما اشتملت عليه من معانى لا يصح التغافل عنها.
وقد ذكر العلماء في الغاشية وجوها كالتالي:
1- قيل إنها القيامة من قوله: ( يوم يغشاهم العذاب ) [ العنكبوت: 55 ] إنما سميت القيامة بهذا الاسم، لأن ما أحاط بالشيء من جميع جهاته فهو غاش له، والقيامة كذلك من وجوه:
الأول: أنها ترد على الخلق بغتة وهو كقوله تعالى: ( أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله ) [ يوسف: 107 ].
والثاني: أنها تغشى الناس جميعا من الأولين والآخرين.
والثالث: أنها تغشى الناس بالأهوال والشدائد.
2- وقيل الغاشية هي النار أي تغشى وجوه الكفرة وأهل النار قال تعالى: ( وتغشى وجوههم النار ) [ إبراهيم: 50 ] ( ومن فوقهم غواش ) [ الأعراف: 41 ] وهو قول سعيد بن جبير ومقاتل .
3- وقيل الغاشية أهل النار يغشونها ويقعون فيها، والأول أقرب، لأن على هذا التقدير يصير المعنى أن يوم القيامة يكون بعض الناس في الشقاوة، وبعضهم في السعادة.
أسباب نزول سورة الغاشية
– من أسباب نزول سورة الغاشية هو التعرف على أهوال يوم القيامة ومدى هولها على الكفار، ومدى العذاب الذي ينتظرهم.
– ومن أسباب نزول سورة الغاشية هو وصف النعيم الذي ينتظره المؤمنين الصالحين في الجنة،
– وكان من أسباب نزول قوله تعالى (أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ) أن المشركين شعروا بالعجب الشديد عندما سمعوا وصف الله للجنة فنزلت هذه الآية، حيث قال قتادة قال: (لما نعت الله ما في الجنة عجب من ذلك أهل الضلالة، فأنزل الله: {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ})، وقد نزلت السورة حتى تبين قدرة الله تعالى ووحدانيته وإبداعه في خلق الكون والسماء والإبل، والجبال.
تلخيص سورة الغاشية
اشتملت السورة الكريمة على بيان أحوال الكافرين والمؤمنين يوم القيامة، كما لفتت أنظار الناس إلى مظاهر قدرة الله في خلقه، لكي يتفكروا ويتدبروا أن الخالق لهذه الأشياء بتلك الصورة البديعة، هو المستحق للعبادة والطاعة، وأنهم سيعودون إليه للحساب والجزاء إِنَّ إِلَيْنا إِيابَهُمْ، ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنا حِسابَهُمْ.
سر قراءة سورة الغاشية يوم الجمعة
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قرأ حرفًا من كتاب الله، فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها، ففي الترمذي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول (الم) ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف.هذا عام في القرآن.
أما بخصوص الغاشية، فلم يرد في قراءتها شيء إلا كونها تقرأ في صلاة الجمعة وفي العيدين اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا هو سر قراءتها يوم الجمعة وما عدا ذلك فلم يرد نص بشأنه.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.