إرهاب الجماعة وفاتن حمامة
يدهشنى أن يتعجل البعض نتائج معركة ضد الإرهاب وكأننا في فيلم سينمائى يرغب السادة رواد الإنترنت مشاهدة كلمة النهاية ومصر زاهرة يانعة مثل فاتن حمامة التي تلتقي بطلها في أقل من ساعتين هى عمر الفيلم وتصبح الحياة تبات ونبات وتنجب سيادتها أولادا وبنات، ولا يراعى السادة رواد الحفل الواقعى أن عمر الإرهاب الذى ينمو فى بلادنا قد زاد على الثمانين عاما بخمسة وأنه تربى فى بيئة حاضنة.. شعب متدين بالفطرة.. فقر مدقع يدفع الناس دفعا فى طريق من يدفع، فإن لم يدفع فإن دفع الناس والشباب هنا يكون إلى طريق الجنة.. الجنة التي يعدهم بها المرشد.
ويؤلمنى أنه رغم أن الحلال بين والحرام بين إلا أن جماعتهم تصر على السباحة فى بحر الشبهات وقد ظلوا طوال تاريخهم رعاة يرعون حول الحمى سقطوا فيه بدلا من المرة خمس مرات ومازالوا على عهدهم وعلى وعدهم يصرون، يستحلون أموال الناس ونفوسهم وأولادهم وممتلكاتهم، يقتحمون المساجد ويحتمون فيها بأسلحتهم دون أن يراجعوا أو يتراجعوا ودون أن يعقلوا أو يتدبروا أو ينظروا إلى نتائج فعلهم المحرم في كل الشرائع السماوية.
ويزعجنى أن يخرج واحد وقد رأى الحلال والحرام ويعرف كليهما كما يعرف أبناءه لينضم إلى جماعة " بس" مرددا أن مش إخوان بس باحترمهم، ولا نعرف حتى الآن على ماذا تحترمهم، هل نحترمهم لأنهم اختطفوا سماحة الدين وطرفوها ومالوا إلى التشدد وقرأوا الإسلام كما لم نقرأه من قبل وقد قال كبيرهم إن جماعته هى حزب سياسى وهى جمعية إسلامية وإنها هى الإسلام وإنهم هم المسلمون إشارة إلى أن غيرهم ليس إلا كمالة عدد، وقد يصدر قرار من مرشدهم بضمنا إلى قافلة المسلمين أواستبعادنا من تلك القائمة فتصبح دماؤنا حلالا لهم وأموالنا حلا لهم ونساؤنا سبايا لهم.
ويعزينى أن الشعب المصري بآبائه وكبريائه وبفطرته يكشف للعالم كله في عام ما اختفى على الدنيا كلها لأكثر من ثمانين عاما وتصدى لغول الضلال الذي كاد أن ينهش لحم مصر ويمص دماءها ليخوض الشعب المصري حربا شرسة نيابة عن البشرية وضد الدعم الأمريكي لتفخيخ المنطقة وضد حفنة الضلال في الدوحة على أن هذا الشعب قد اتخذ قراره مهما كانت الصعاب ومهما كانت التضحيات ومهما كان الجو خانقا ومرعبا وضبابيا.