مئوية عبد المنعم إبراهيم.. حكاية شارلي شابلن العرب.. صنع نجوميته من البطولة الثانية.. ونجح في تجسيد شخصيات نسائية.. وشيعت جنازته من المسرح القومي
عبد المنعم إبراهيم، فنان من الزمن الجميل، لقب بـ لوريل العرب وشارلى شابلن العرب أيضا، صنع نجوميته من الأدوار الثانية، أتقن دور الصديق والسنيد فى السينما، كما برع فى تقديم أدوار المرأة، وجمع بين الكوميديا والتراجيديا فى أدائه، قدم أدوارا بسيطة فى التليفزيون، واحد من نجوم برنامج ساعة لقلبك بالإذاعة، ونحتفل اليوم بمئوية مولده.
ولد عبد المنعم إبراهيم فى مثل هذا اليوم عام 1924 في بني سويف، تعلم العزف على البيانو، وظهرت مواهبه الفنية في فرقة المدرسة الموسيقية، وكان أول دور قام بتمثيله في حياته في مسرحية للأطفال بعنوان "قناة السويس" في حفل المدرسة السنوي، ولعشقه للتمثيل كون فرقة صغيرة مع أصحابه في الشارع، وعندما التحق بمدرسة الصناعات الميكانيكية ببولاق اشترك أيضا بفريق التمثيل بالمدرسة برئاسة عدلى كاسب الذي أصبح أقرب أصدقائه فيما بعد وتقابل مع الفنان عبد المنعم مدبولي، وكان صاحب فرقة أهلية للتمثيل فضمه إليها وعمره 17 عاما، وقدم معه مسرحية "عبد الستار أفندي" فى دور رجل عجوز.
مسمار جحا وست البنات البداية
وبعد تخرجه عمل عبد المنعم إبراهيم في إدارة الأملاك ببلدية القاهرة، وبالتوازى التحق بمعهد الفنون المسرحية لدراسة التمثيل دفعة سميحة أيوب وعلى الزرقانى وعبد المنعم مدبولى وعدلى كاسب، وقدم استقالته من عمله الحكومى عام 1954 ليتفرغ وينضم إلى فرقة المسرح الحديث مع المخرج زكي طليمات، حيث قدم العديد من المسرحيات مثل "مسمار جحا" التي كتبها علي أحمد باكثير، و"ست البنات" لأمين يوسف غـراب وتتوالى مسرحياته: معركة بورسعيد، ثم مسرحيات: تحت الرماد، الخطاب المفقود، جمهورية فرحات، جمعية قتل الزوجات، ثم مسرحية "الأيدى القذرة" لسارتر عام 1959،
انتقل عبد المنعم إبراهيم إلى المسرح القومى وعين بدرجة فنان قدير، وعرف بعدم خروجه عن النص، وقدم على خشبته مسرحيات: حلاق بغداد، مسمار جحا، البخيل، معروف الإسكافي، عسكر وحرامية، المهزلة الأرضية وغيرها، ورغم ذلك لم يحقق أمنيته فى تكوين فرقة تحمل اسمه أو يحصل على البطولة فى المسرح، فترك المسرح واتجه إلى السينما والدراما.
اكتشاف فى وداع فى الفجر
بدأ الفنان عبد المنعم إبراهيم مشواره الطويل مع السينما في دور كومبارس بفيلم "الورشة" من إخراج استيفان روستى، وبعدها دور صغير في فيلم "ظهور الإسلام" وأدوار أخرى صغيرة، حتى جاءته البداية الحقيقية فى فيلم " وداع فى الفجر " مع شادية وكمال الشناوى عندما اكتشفه المخرج حسن الإمام ليقدم بعده أكثر من 150 فيلما جميعها فى أدوار ثانوية فى دور صديق البطل إلا من ثلاثة أعمال فقط في حياته ولكن فى بطولة جماعية فى "سر طاقية الإخفاء"، الأيام السعيدة، سكر هانم، ورغم نجاح هذه الأفلام إلا أن التجربة لم تتكرر، وكان يعلل ذلك بقوله " أنا ممثل وسيم وليس بى أى ملامح كاريكاتيرية حتى أصبح نجما للكوميديا وفى النهاية لم آخذ حظي من الدنيا ".
تنوعت الشخصيات التي قدمها عبد المنعم إبراهيم فهو الموظف الغلبان في الهاربة، وبائع الصحف في ميرامار، والصحفى في القاهرة 30، يس في الثلاثية، والصديق في الزوجة 13، والطالب الجامعى في الوسادة الخالية، والمجنون فى بين السماء والأرض، ياسين فى ثلاثية نجيب محفوظ وهكذا.
أجاد فى تقديم دور المرأة
برع الفنان عبد المنعم ابراهيم في فى أداء دور المرأة في أفلام: أضواء المدينة، سكر هانم، وهو من ابتدع أدوار التهتهة فى السينما كما فى فيلم "نداء الحب" عام 1960، وهو الذي رأيناه فى تقليد النجوم فى فيلم "إشاعة حب".
الفنان عبد المنعم إبراهيم من الفنانين الذين احترموا المرحلة العمرية التى يعيشونها فبعد الأدوار الكوميدية اتجه إلى أدوار أكثر اتزانا مثل شخصية المناضل فى عودة مواطن، وفى أفلام جفت الدموع، الرصاصة لاتزال فى جيبى،، بيت الكوامل، البنات والمجهول، وقدم دور الأب المقهور فى زينب والعرش، أولاد آدم، العيب وغيرها.
أربع زيجات
تزوج عبد المنعم إبراهيم من أربع زوجات، الأولى سعاد طه أم بناته الثلاث سمية وسلوى وسهير، وولد واحد، وماتت بالسرطان، فتزوج شقيقتها إلا أن الطلاق حدث بعد 10 أيام فقط من الزواج، بسبب التشابه الشديد بينها وبين زوجته الأولى، فلم يستطع أن يتحمل الموقف، بحسب ما كشفت ابنته الكبرى، ثم تزوج من لبنانية اسمها عايدة تلحوم، وأنجب منها ابنته نيفين ثم عادت إلى بلادها، وكانت آخر زيجاته الفنانة كوثر العسال التي عاشت معه أكثر من عشرين عاما.
حصل الفنان عبد المنعم إبراهيم على جوائز متعددة أهمها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وجائزة المسرح القومى الخاصة بتكريم الرواد عن مجمل أعمالهم وشهادات تقدير من الملك السابق فاروق والرئيس أنور السادات.
جنازة من المسرح القومى
وفي عام 1987 اشتدت على الفنان عبد المنعم إبراهيم أمراض الشيخوخة، وأمراض القلب وكان يقدم دورا فى مسرحية " خمس نجوم " على مسرح السلام، وكانت وصيته إلى الفنانة سميحة أيوب وكانت مديرة المسرح القومي خروج جنازته من المسرح القومي الذي قضى فيه سنوات عمره، ونفذت وصيته.
فارس الكوميديا وفنان أصيل
وصفه الأديب خيري شلبي بقوله: “ عبد المنعم إبراهيم صاحب ملامح قادرة على تجسيد الإحساس في شكل مرئي واضح للعيان ومحسوس، ومن هنا عشقت الجماهير عبد المنعم إبراهيم كفارس من فرسان الكوميديا الحكماء المتعففين عن الصغائر والبذاءات والحركات الرخيصة، فحقق الكثير من النجاحات من خلال مسرحيات حلاق بغداد، مسمار جحا التى استمر عرضها ثلاثة أشهر، والبخيل”.
وقال عنه الكاتب أحمد رجب: عبد المنعم إبراهيم فنان أصيل يحيل الأدوار الصغيرة إلى نجومية كبيرة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.