رئيس التحرير
عصام كامل

قمة بريكس في قازان.. مصر تشارك كعضو للمرة الأولى منذ الانضمام.. والشرق الأوسط وقضايا الطاقة والأمن الغذائي أبرز الملفات

بريكس، فيتو
بريكس، فيتو

بريكس، تستضيف روسيا الدولة المؤسسة لمجموعة بريكس أكثر من 20 من الزعماء والقادة في القمة السنوية المنعقدة بمدينة "قازان"، وهي القمة التي تشهد - للمرة الأولى - مشاركة مصر كعضو في التجمع، منذ انضمامها رسميًا له مطلع العام الجاري.

وخلال العام الجاري، زاد عدد أعضاء التكتل، الذي يركز في عمله على الاقتصادي قبل السياسي، ويسعى لكسر "الهيمنة" الغربية على النظام الدولي في ظل آمال كبيرة بشأن إقامة "نظام دولي أكثر توازنا وعدالة".

 

ملفات ساخنة علي طاولة قمة مجموعة بريكس

وبحسب صحيفة «سبوتنيك»، فأن القمة السادسة عشرة لمجموعة "بريكس" في مدينة قازان تحمل تطلعات نحو تحقيق آمال وطموحات ثلث سكان العالم، بتوازن اقتصادي وسياسي، يعطي الأولوية للمصالح المشتركة والتواصل عبر الحدود، دون أي عراقيل.

وأضافت الصحيفة الروسية، أن قادة مجموعة بريكس سيركزون على قضايا الأمن الغذائي والطاقة، وسيولون اهتماما خاصا للشرق الأوسط. وسيكون العنوان الرئيسي للاجتماع: "بريكس" والجنوب العالمي لبناء عالم أفضل بشكل مشترك.

واجتماعات "بريكس" تجمع العديد من البلدان والقادة والمنظمات الدولية لمناقشة قضايا التفاعل بين دول الأغلبية العالمية، في حل الأزمات الملحة، بما في ذلك تحسين بنية العلاقات الدولية، وضمان التنمية المستدامة للأمن الغذائي والطاقة، بالإضافة إلى الوضع المتفاقم في الشرق الأوسط.

يأتي هذا في وقت تزيد فيه طلبات انضمام بلدان جديدة لعضوية "بريكس"، وهي إحدى النقاط التي سيتم دراستها خلال القمة.

وقالت أستاذ الاقتصاد، وفاء علي، إن قمة "بريكس" تأتي في توقيت مهم يمر به العالم الذي يعاني من حالة تآكل الثقة في ظل الحروب والأزمات الاقتصادية.

وأوضحت أن القمة وسعت مجال الحضور للبحث عن عالم متعدد الأقطاب يبحث عن العدل والسلام الاقتصادي، لافتة إلى حالة التذمر الجماعي الناتج عن "الدولرة" خاصة الدول الناشئة التي دارت بين رحى التضخم والسياسة التشديدية في حالة من الإكراه الاقتصادي، مشددةً على أن كيان "بريكس" نافذة جديدة، لها مكانة قوية، وتجذب كل الحالمين في قيادة العالم نحو التغيير.                           

ووفقا لـ «سبوتنيك» أيضا، يرى الكاتب والمحلل السياسي، صلاح قيراطة، أن قمة "بريكس" اقتصادية سياسية تسعى لتكون أكثر حجما من جهة عدد الدول المنضوية فيها.

وأكد أن العامل الاقتصادي مهم في هذه المرحلة، مبينا أن "بريكس" تحاول أن تكون في مكان ينتقل فيه العالم من حالة القطبية الواحدة بما فيها من السيطرة والإقصاء وهو ما تسعى له المجموعة.

وذكر أن تكتل "بريكس" ينافس التكتل الغربي ويحاول تحقيق نوع من العدالة الاجتماعية والمساواة في إطار الدفع بالحريات السياسية والاقتصادية إلى الأمام.

 

تأسيس بريكس ومراحل حاسمة في تطورها

تأسست مجموعة بريكس رسميا في 16 يونيو عام 2009 في "يكاترينبورج" (Yekaterinburg) في روسيا، حين عقدت أول قمة بين زعماء روسيا والصين والبرازيل والهند، وسبق ذلك اجتماع تمهيدي لأعضائها في يوليو 2008، وقبله اجتماع لوزراء خارجية الدول الأربع في سبتمبر 2006 على هامش اجتماعات الأمم المتحدة.

وحملت المجموعة في بدايتها اسم "بريك" (BRIC) اختصارا للأحرف الأبجدية الأولى باللغة اللاتينية لكل من البرازيل وروسيا والهند والصين، كما صاغها كبير مستشاري بنك غولدمان ساكس جيم أونيل في عام 2001 في بحثه عن الاقتصادات الناشئة. وفي سنة 2010 انضمت جنوب أفريقيا إلى المجموعة لتصبح "بريكس" (BRICS). ويقع مقرها في مدينة شنجهاي الصينية.

في تلك الفترة التي اتسمت بالهدوء النسبي في العلاقات الدولية، كانت هذه الدول تحقق معدلات نمو اقتصادية عالية، لكنها بدت غير متسقة في أنماطها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية مع خلافات بين أعضائها، على عكس المنظومة الغربية التي تحكمها روابط واحدة، ولذلك اعتُبرت في البداية مجرد "حيلة تسويقية" غربية.

وعلى وقع الأزمات العالمية والمتغيرات في نظم العلاقات الدولية شهدت المجموعة "صحوة جيوسياسية"، لكن في منتصف العقد الماضي، واجهت عددا من المشكلات، مع انتخاب رئيس الوزراء ناريندرا مودي في الهند (2014) والانقلاب على الرئيسة ديلما روسيف في البرازيل (2016)، وبذلك أصبحت دولتان من أعضاء المجموعة ترأسهما حكومات أكثر تحمسا للعلاقات مع الولايات المتحدة.

وفي عام 2017، وخلال عقد قمة بريكس في مدينة شيامين الصينية، طرحت فكرة "بريكس بلس" (BRICS plus) التي تهدف إلى إضافة دول جديدة إلى المجموعة كضيفة بصورة دائمة، أو مشاركة في الحوار.

ومع عودة لولا دا سيلفا إلى رئاسة البرازيل عام 2022، وتولي ديلما روسيف رئاسة بنك التنمية الجديد للمجموعة، تجتهد "بريكس" لتقديم نفسها على أنها تمثل دول الجنوب، وعلى أنها النموذج البديل عن مجموعة السبع، على أساس أن معظم دولها تصنَّف كدول نامية أو ناشئة.

ومنذ يناير 2024، انضمت 5 دول رسميا إلى تكتل بريكس، وهي مصر والسعودية والإمارات وإيران وإثيوبيا، فأصبح التكتل يضم 10 دول.

 

أهداف مجموعة بريكس

ورغم أن الغايات الاقتصادية والتنموية تغلب على أهداف تجمع بريكس، فإن ذلك لا يخفي تطلعات سياسية تتعلق بمحاولة تحقيق عالم متعدد الأقطاب، ويبرز ذلك في تصريحات بعض زعماء دول المجموعة، خصوصا الرئيس البرازيلي  لولا دا سيلفا اليساري، بالإضافة إلى المسؤولين الروس. ويمكن تلخيص أهداف مجموعة بريكس كالآتي:

- تحقيق نمو اقتصادي شامل ومستدام من خلال مكافحة الفقر وتعزيز الاندماج الاقتصادي والاجتماعي وتحسين نوعية النمو.

- تعزيز التنمية الاقتصادية المبتكرة والقائمة على التكنولوجيا المتقدمة.

- زيادة المشاركة والتعاون مع البلدان غير الأعضاء في المجموعة.

- تعزيز الأمن والسلام لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي.

- إصلاح المؤسسات المالية الدولية لتمثيل أفضل للاقتصادات الناشئة والنامية.

- تعزيز التجارة الدولية وبيئة الاستثمار بين دول المجموعة.

- الحفاظ على استقرار النظم التجارية متعددة الأطراف بالتعاون مع المجتمع الدولي.

- تقديم المساعدة المالية للدول الأعضاء وغير الأعضاء.

- تحقيق التنمية والتعاون، ودعم المشاريع والبنية التحتية لدول المجموعة.

- تحقيق التكامل الاقتصادي للدول الأعضاء.

- تحقيق التوازن الدولي والخروج من سيطرة الغرب الاقتصادية.

- دعم السلام وتحقيق التنمية في العالم.

- تعديل قواعد العولمة لتستفيد منها كل دول العالم.

- تفعيل وتبادل العملات المحلية بين دول المجموعة.

- العمل على إنشاء سوق مشتركة للتجارة الحرة وعملة موحدة.

- البحث عن فرص استثمار وتطوير آفاق اقتصادية وشراكات جديدة.

- محاولة الخروج من اشتراطات صندوق النقد الدولي المجحفة.

- مواجهة الأزمات العالمية وتنويع الشراكات.

 

تأثير الأزمات الدولية علي مجموعة بريكس

وبحسب «الجزيرة»، أسهمت الأزمات الدولية، خصوصا الاقتصادية منها، وما بدا أنه مركزية شديدة للغرب في زيادة الوعي لدى دول الجنوب بأهمية تعميق تعاونها بشكل يتوافق مع مشاغلها وأولوياتها، مثل مكافحة الفقر والجوع والمرض والأوبئة والبطالة والركود الاقتصادي وتأثير التغير المناخي ضمن هيكل عالمي أكثر إنصافا وشفافية وشمولية، وبدت مجموعة بريكس واجهة براقة لتحقيق ذلك.

وتلقت مجموعة بريكس قبيل قمة أغسطس 2023 في جوهانسبورج 23 طلبا للانضمام إليها بشكل رسمي، بينها 8 دول عربية. وتم قبول 6 منها لتتوسع المجموعة إلى 10 دول، وينتظر أن تنضم دول أخرى في الأعوام القادمة.

ومجموعة بريكس بشكلها الحالي تتمتع بعوامل قوة كثيرة، مثلت عاملا جاذبا لدول الجنوب والدول النامية. فدول بريكس المؤسِّسة لا تنتمي إلى "دائرة الحضارة الغربية المهيمنة"، بل تشكل مزيجا من حضارات مختلفة وضاربة في التاريخ، ولديها عوامل مستقبل واعد.

وتضم بريكس بشكلها الحالي أكثر من 45% من سكان العالم (3.25 مليارات نسمة) و33.9% من إجمالي مساحة اليابسة، ويبلغ  حجم اقتصاد المجموعة 29 تريليون دولار، بما يمثل حوالي 29% من حجم الاقتصاد العالمي. وبحسب بيانات البنك الدولي أضافت الدول الخمس الجديدة 3.24 تريليونات دولار إلى اقتصادات المجموعة.

ويمثل حجم الناتج المحلي الإجمالي لمجموعة "بريكس" بناء على معيار تعادل القوة الشرائية نسبة 36.7% من الاقتصاد العالمي، وتشكل حوالي 16% من التجارة العالمية، حيث يساهم التكتل بحوالي 16% من حركة الصادرات، و15% من واردات العالم من السلع والخدمات، حسب بيانات صندوق النقد الدولي.

كما يقدر إجمالي الاحتياطي النقدي الأجنبي المشترك للمجموعة بأكثر من 4 تريليونات دولار. وتسيطر المجموعة -بعد انضمام السعودية والإمارات وإيران- على 80% من إنتاج النفط العالمي، وعلى 38% من إنتاج الغاز و67% من إنتاج الفحم في السوق العالمية. كما تتحكم مجموعة بريكس في أكثر من 50% من احتياطي الذهب والعملات، وتنتج أكثر من 30% مما يحتاجه العالم من السلع والمنتجات بقيادة الصين والهند.

وتعد اقتصادات دول بريكس مكملة لبعضها (الغاز والنفط والمعادن والتكنولوجيا والكفاءات البشرية والثروات الزراعية والإمكانات العسكرية)، وباتت المجموعة تمتلك بنكا للتنمية وصندوق احتياطات نقدية مغريًا للدول النامية التي تحتاج مساعدات وقروضا.

ويشكل وجود الصين وروسيا ضمن المجموعة أيضا عنصر جذب، حيث أصبحت الصين قطبا دوليا على الصعيد الاقتصادي والتكنولوجي والعسكري، في حين تمثل روسيا قوة عسكرية ومصدرا أساسيا للسلاح.

 

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية