النقدي أم العيني، جدل بين خبراء الاقتصاد حول آليات التطبيق ومخاوف المواطنين.. رزق: يجب مراعاة هذه الاعتبارات في نظام الدعم النقدي.. وعميد تجارة الأزهر يطالب بمرحلة انتقالية
أثارت التصريحات الحكومية بشأن اقتراب تحويل الدعم السلعي “العيني" إلى دعم نقدي ردود أفعال واسعة، من جانب رجال الاقتصاد، خاصة وأن الدعم السلعي هو أحد أدوات الدولة للتخفيف عن كاهل محدودي الدخل والفقراء في ظل ارتفاع الأسعار وتلاعب أغنياء الأزمات بالسلع وأسعارها، والبعض الآخر يرى أن التحول إلى الدعم النقدي لابد أن يسبقه خطوات لنجاح هذا التحول، وحتى يصل الدعم لمستحقيه.
وفي هذا الصدد، أكد الدكتور علاء رزق، الخبير الاقتصادي ورئيس المنتدى الاستراتيجي للتنمية والسلام، أن المفاضلة بين الدعم النقدي والدعم العيني قضية معقدة جدا، ومرتبطة بسياق اقتصادي واجتماعي وسياسي شديد التداخل، وما يؤكد ذلك أنه لو كان لأحد من الدعمين النقدي والعيني ميزة مطلقة على الآخر لما كنا في حيرة الآن من هذا التفاضل.
الاعتبارات التى يجب مراعاتها لتطبيق الدعم النقدى
وقال الدكتور رزق، فى تصريح لـ “فيتو”: يجب أن نعلم أنه عند التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي فإن هناك عددا من الاعتبارات يجب مراعاتها وهي كما يلي:
أولا: يتعين إعادة تعريف الدعم والذي هو في أبسط معانيه، أداة من أدوات الحماية الاجتماعية، تستخدمها الدولة لتحسين مستوى معيشة المواطنين، وبالتالي فإن تعريف الدعم ينبغي التطرق إلى معرفة القدر من التكاليف التي يمكن أن توصف أنها دعم كذلك معرفة القدر الذي يعتبر هدرا أو فاقدا أو تسريبا أو فسادا، خارج منظومة الدعم الذي يصل إلى غير مستحقين في إعادة تعريف الدعم تعد منطقية لأنها تؤثر على هيكل التكاليف، ويجعل تعريف الدعم صعبا فتحرير أسعار بعض المنتجات والخدمات صعب لأنها تتضمن تحريرا لسوق السلع والخدمة قبل تحريرها.
ثانيا: ضرورة بناء نماذج قياسية تساعد في تقييم كفاءة التحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، حيث إنه نظريا الدعم النقدي هو الأكفا والأسرع وصولا إلى مستحقيه، ولكن عمليا هناك مجموعة من الشروط يجب مراعاتها لمعرفة أي من الدعمين أكفأ، ومنها ضرورة أخذ التضخم في الحسبان لأن التوجه إلى الدعم النقدي قد يؤدي إلى خلق موجة تضخمية شديدة بسبب ارتفاع المعروض النقدي في الأسواق.
ثالثا: ضرورة معرفة الهدف من التحول إلى الدعم النقدي، وهل هو لمساعدة المواطنين فقط أم المساهمة في خفض الفقر أم أن هناك أهدافا أكثر؟، على سبيل المثال، تحسين وضع الأمن الغذائي الذي هو جزء من الأمن القومي.. الإجابة عن هذه الأسئلة توضح أيهما أفضل؛ الدعم النقدي أم الدعم العيني.
تحديات تواجه التحول إلى الدعم النقدى
وتابع الدكتور علاء رزق: هناك مجموعة من التحديات التي نواجهها عند الانتقال من الدعم العيني إلى الدعم النقدي، وهي: هل توجد قواعد بيانات متوافرة يمكن الاعتماد عليها؟ وهل النظام البنكي لديه قدرة إعادية للعدد الكبير الذي من المفترض أن يدخل ضمن منظومة البنك؟ وهل توجد منافذ كافية للتعامل مع المواطنين تكون مرتبطة إلكترونيا على مستوى الدولة؟
هذه الأسئلة يجب الإجابة عليها قبل الانتقال إلى الدعم النقدي، خاصة أن الحوار الوطني قد ناقش هذا الملف مؤخرا، واقترح مجموعة من المقترحات مع الأحزاب والقوى السياسية تمت مناقشتها في جلسات علنية بعد تقديم الحكومة قاعدة بيانات حول منظومة الدعم والمستفيدين منه بصورة محدثة وكاملة؛ بهدف البت في تطبيقه بداية من يوليو عام 2025 عبر التحول من دعم السلع الأساسية إلى تقديم مساعدات نقدية مباشرة للفئات الأكثر احتياجا، والأولى بالرعاية، خاصة أن دعم السلع التموينية وصل إلى 144 مليار جنيه في موازنة 2025، وأن إجمالي قيمة مخصصات الدعم والمزايا الاجتماعية قد وصل إلى 636 مليار جنيه.
الدعم النقدي قد يعطي قدرا من المرونة والحرية للمواطنين
وبالتالي فإن الدعم النقدي قد يعطي قدرا من المرونة والحرية للمواطنين للحصول على سلع مختلفة، أيضا يساهم في تقليل الهدر والفساد في منظومة الدعم العيني والقضاء على وجود أكثر من سعر للسلعة، مما يساهم في تقليل التلاعب في سعر السلع التموينية، ووصول الدعم للفئات المستحقة بكفاءة وبفاعلية.
وعلى المستوى الاقتصادي فإن اختيار الدعم النقدي سوف يعزز من القدرة الشرائية للفرد في المجتمع، ويعظم من الاستهلاك المحلي مما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الوطني.
الدعم العيني له أهداف أخرى
وبدوره، قال الدكتور محمد يونس، عميد تجارة الأزهر والخبير الاقتصادي: إن هناك إحساسا بالقلق لدى الناس من تطبيق منظومة الدعم النقدي بدلا من الدعم العيني أو السلعي، وهو أمر طبيعي، خاصة في ظل عدم الأمان تجاه تحركات أسعار السلع بالسوق، وبالتالي يشعر المواطن بأنه لا توجد أي سيطرة على الأسعار، وبالتالي فالمقابل المادي مع الدعم النقدي قد لا يفي بطلباته.
وأكد يونس، فى تصريح لـ “فيتو”، رفضه للتحول من الدعم العيني إلى الدعم النقدى خاصة أن الدعم العيني له أهداف أخرى، من بينها ترسيخ الانتماء والولاء من جانب المواطن، فضلا عن أن الدعم السلعي يحقق الاستقرار الأسرى لمحدودي الدخل والفقراء، وبالتالي هو أمر مهم جدا، ولكن تصريحات الحكومة يُفهم منها أن الموضوع مسألة وقت وسيتم تطبيق الدعم النقدي، وهذا يعنى أن رغيف الخبز سيتحول للسعر الحر، وهذا ما يُخشى عواقبه.
تجربة المواطن مع الأسعار جعلت المواطن يقلق من الدعم النقدي
وتابع: لابد من الإبقاء على الدعم العينى، ويتم التحول إلى الدعم النقدي من خلال مرحلة انتقالية يتم خلالها إعداد قاعدة بيانات كاملة لكل مواطن من أجل ضمان وصول الدعم إلى مستحقيه، خاصة أن تجربة المواطن مع الأسعار وعدم القدرة على السيطرة عليها، جعلت المواطن يقلق من الدعم النقدي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.