بعد وفاة مؤسسها فتح الله جولن.. مستقبل «الخدمة» داخليا وخارجيا.. السياسة ورقة السلطات التركية للقضاء على الحركة وإنهاء الصدام بين واشنطن وأنقرة
أعلنت حركة الخدمة عن وفاة مؤسسها ومفكرها الإسلامي البارز، فتح الله جولن، في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، حيث كان يقيم منذ عام 1999.
خبر وفاته أصاب محبيه حول العالم بالحزن العميق، نظرًا لتأثيره الفكري العميق الذي امتد إلى ما وراء العالم الإسلامي.
جولن ألَّف عشرات الكتب التي تُرجمت إلى العديد من اللغات الحية، وتركَّزت أعماله على الفهم الوسطي للإسلام، الحوار بين الأديان، وكيفية التوفيق بين الدين والحياة في ظل نظام علماني مثل تركيا.
كان جولن مجددًا للفكر الإسلامي، حيث قدم رؤية معتدلة تنأى عن التطرف وتنتقد الجماعات الإرهابية، وسعى إلى إظهار جوهر الدين الإسلامي من خلال التعايش مع الحياة العصرية.
لهذا حصل على العديد من الجوائز الدولية، وأسست الجامعات الأوروبية والأمريكية أقسامًا باسمه تكريمًا لإسهاماته الفكرية.
الاتهامات السياسية ضد جولن وعلاقته بحركة "الخدمة"
تأسست حركة "الخدمة" على يد جولن في السبعينيات في تركيا، كحركة مدنية تهدف إلى تطوير التعليم من خلال إنشاء المؤسسات والمراكز التعليمية المجانية.
كانت للحركة أيضا أنشطة اقتصادية وإعلامية مؤثرة في المجتمع التركي. شهدت علاقة "الخدمة" والحكومة التركية تعاونًا خلال الفترة من 2002 إلى 2012، عندما دعم الرئيس رجب طيب أردوغان أنشطة الحركة، لكن الخلاف بين الطرفين بدأ في عام 2013 بعد الكشف عن قضايا فساد حكومي تورط فيها وزراء ومسؤولون مقربون من أردوغان.
تصاعدت الأزمة في عام 2016 عندما اتهمت الحكومة التركية جولن بتدبير الانقلاب الفاشل، على الرغم من إقامته في الولايات المتحدة وعدم وجود أدلة قانونية تدعّم هذا الادعاء، ومنذ ذلك الحين، صادرت الحكومة التركية ممتلكات الحركة واعتقلت الكثير من أعضائها.
مصير حركة "الخدمة" بعد وفاة جولن
تثير وفاة جولن تساؤلات حول مستقبل حركة "الخدمة". من المتوقع أن تستمر الحركة في السير على خطى مؤسسها رغم التضييق الذي تتعرض له من قبل الحكومة التركية سواء في الداخل أو الخارج.
كما يُطرح سؤال حول كيفية تفاعل الحكومة التركية مع وفاته، خصوصًا بعد أن استمرت في استهداف عناصر الحركة في الخارج، كما حدث مؤخرًا في كينيا.
وفيما يتعلق بالعلاقات التركية الأمريكية، يُعتقد أن وفاة جولن قد تسهم في إزالة أحد الملفات الخلافية بين أنقرة وواشنطن، حيث كانت الحكومة التركية تطالب باستمرار بتسليمه منذ عام 2016، لكن الولايات المتحدة رفضت ذلك لعدم وجود أدلة كافية.
من هو فتح الله جولن؟
فتح الله جولن وُلد في عام 1941، وكان عالمًا ومفكرًا إسلاميًا تركيًا. ألّف أكثر من 70 كتابًا تُرجمت إلى أكثر من 40 لغة، وكان له تأثير كبير على جمهوره منذ شبابه.
دعا جولن إلى التعليم والتثقيف باعتباره السبيل الوحيد لمواجهة الجهل والفقر والفرقة. ونتيجة لذلك، انتشرت أفكاره وحركته في أكثر من 170 دولة حول العالم.
تميّز خطاب جولن بالدعوة إلى الحوار بين الثقافات والأديان، وحصل على جائزة غاندي العالمية للسلام في عام 2015.
كما تم تصنيفه من بين أهم الشخصيات العامة المؤثرة في العالم وفقًا لاستطلاع أجرته مجلة Foreign Policy الأمريكية بالتعاون مع Prospect البريطانية في عام 2008.
حركة "الخدمة" ونشاطاتها
بدأت حركة "الخدمة" في السبعينيات وتوسعت لتصبح شبكة عالمية من المدارس والمؤسسات التعليمية.
تُشرف الحركة على أكثر من 1500 مؤسسة تعليمية و15 جامعة في أكثر من 140 دولة حول العالم. كما تدير الحركة وسائل إعلام مؤثرة مثل وكالة "جيهان" ومجموعة "زمان" الإعلامية.
تتميز الحركة بانفتاحها على الغرب، حيث لم تركز على العالم الإسلامي فقط بل أيضًا على القوقاز وآسيا الوسطى. وعلى الرغم من نشاطاتها المتعددة، فإنها اتبعت سياسة بعيدة عن الانتقادات الصريحة للدول الغربية، بما في ذلك إسرائيل، التي كانت الحركة تتحفظ في انتقادها.
السياسة وحركة الخدمة
رغم أن جولن كان يدعو إلى فصل الدين عن السياسة، إلا أن حركته اتبعت نهجا للتغلغل في مؤسسات الدولة التركية، وخاصة الجيش والشرطة، دون أهداف سياسية واضحة.
يرى بعض المراقبين أن الحركة اعتمدت "تقية سياسية" لتحقيق أهدافها من خلال التغلغل في المناصب الهامة داخل الدولة.
رحل فتح الله جولن تاركا إرثا فكريا وحركيا واسعا، وحركة "الخدمة" التي أسسها تواجه تحديات كبيرة في المستقبل بعد وفاته.
يبقى السؤال حول كيفية استمرار الحركة في ظل الضغوط التي تتعرض لها داخليا وخارجيا، وكيف ستتعامل الحكومة التركية مع إرثه بعد رحيله.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.