حسن الأسمر.. مطرب الأحزان ولسان المجروحين.. اشتهر بتقديم المواويل في الأفراح والموالد.. وأرابيسك أشهر أعماله الدرامية
حسن الأسمر، مغنى ياليل ياعين، مطرب شعبى لقب بفارس الأغنية الشعبية، عرفت كلمات أغانيه بالشجن والحزن فأطلقوا عليه “مطرب الأحزان”، كما لُقِّب بـ "لسان المجروحين" منذ غنى أغنيته "كتاب حياتى ياعين" كلمات رددها الجمهور خلف نجم الأغنية الشعبية طوال الثمانينات وحمل لقب الأسمر تشبها بصديق لوالده، قدم بصوته أروع المواويل والأغنيات الشعبية، ورحل عام 2011.
بذكاء شديد لعب حسن الأسمر على وتر الأحزان، واستغله في صناعة إمبراطورية غنائية من نوع خاص، تجمع بين الموال والشجن والغناء الشعبي، الذي بات بعد ذلك مدرسة يقصدها الكثيرون من النجوم الشباب.
التمثيل كان أمنيته
ولد الفنان حسن الأسمر فى مثل هذا اليوم 21 اكتوبر عام 1959، عشق التمثيل منذ صغره، وكانت أمنية حياته أن يكون ممثلًا، وأن يصبح نجما في عالم التمثيل، وبدأ في أحد قصور الثقافة في أدوار صغيرة، وفى أحد الأيام، استمع أحد الأشخاص إلى صوته وهو يغني، فشجعه على الغناء ليبدأ مشواره القصير مع الغناء.
أحمد عدوية هو القدوة
بدأ حسن الأسمر الغناء من شارع محمد على، واشتهر بتقديم المواويل في الأفراح والموالد، وبعدها توالت نجاحاته في عالم الغناء، وأحب غناء أغنية "زحمة يادنيا زحمة" التى غناها أحمد عدوية عام 1977، فكان يغنيها بصوته في أفراح حي العباسية وكانت سبب شهرته فيما بعد.
وعندما أعلنت إحدى شركات الكاسيت "صوت الجيزة" عن حاجتها لأصوات شابة لإنتاج ألبومات جديدة لهم، ذهب حسن الأسمر إلى تلك الشركة في مقرها، كما روى، وعرض موهبته على صاحب الشركة فأعجب بصوته واقتنع به وأنتج له ألبومه الأول "عيون ست البنات"، ونجح نجاحا غير متوقع، واستمر فى مسيرته الغنائية لكن كان يغلب على أغانيه طابع الحزن.
فنان الأحزان
وبسبب اتقانه لهذا اللون من الغناء، ظن البعض أن حسن الاسمر يعاني بالفعل من أحزان تملأ قلبه وأزمات عاشها صنعت من حياته جحيما، حتى لقبه الجمهور بـ"فنان الأحزان"، إلا أن الحقيقة أن حسن الأسمر كان إنسانا عاديا عاش الكثير من الشهرة، لكن نبرات صوته المميزة والمؤثرة دفعت مؤلفى الأغانى لكى ينسجون له أغانى حزينة من نوع خاص فبرع فى أدائها.
قدم حسن الأسمر العديد من الأغاني والمواويل التي لا تنسى وخلد اسمه في عالم الموال والأغنية الشعبية، وكان أولها انتشار أغنية «كتاب حياتي» وتحقيقها نجاحا كبيرا، وأصبح من نجوم الطرب الشعبي المتربعين على الساحة الغنائية بقوة، خاصة أن المستمع كان يبحث عن مطرب شعبي يحل محل الفنان أحمد عدوية، الذي اختفى عن الساحة الغنائية وقتها ومن قبله اختفى شفيق جلال ومحمد العزبى.
تميز الفنان الشعبى حسن الأسمر بوحمة كبيرة فى وجهه، ورفض إجراء جراحة تجميلية لإزالتها، إلا أنه عندما أصدر أول ألبوماته عام 1984 "ست البنات"، وكانت أولى أغانيه التي تضمنها الألبوم وحققت له انتشارا "عليل أنا يا تمر حنة"، رفض الأسمر أن تظهر صورته على غلاف الألبوم وتظهر فيها الوحمة الشهيرة، وبعد نجاح الألبوم وشهرته أصبح يتفاءل بالوحمة فى ألبومات أغانيه حتى أصبحت علامة مميزة له دون غيره من النجوم، بل وكانت تميمة حظ له.
انا الواد الجن
من أشهر أغاني حسن الأسمر التى لاقت شعبية وانتشارا كبيرا "يا دنيا هاتى" و"الواد الجن"، توهان، سمارة، على فين يا هوا، ادلع يا حلو، الله يسامحك، حرامي القلوب، رمشه، طعم الأيام، كان نفسي، متشكرين، على فين ياهوى، أعملك إيه حيرتني، علمناه الحب، موال ولا يوم، حيارى، عمري، سألوني، سألوا العذاب، موال سوق الصحاب، تاجر الصبر، ياعيني كفاية بكا، مظلوم، آه ياسهر الليالى، دنيا إيه، قول يارب، دموع، حلويات"، وغيرها.
شارك حسن الأسمر في بطولة وغناء تترات عدد كبير من الأعمال الفنية المسرحية والسينمائية والدرامية مثل مسرحيات: “بالو بالو، أنا الواد الجن، حمرى جمرى، انقلاب، أنا عايزة مليونير، مغامرة المملوك جابر”، وغيرها من الأعمال الشهيرة.
اتجه الفنان حسن الأسمر الى السينما، ومن الأفلام التي شارك فيها تمثيلا وغناء: “رجل ضد القانون، الزنكلوني، الشرابية، قضية نصب، حقد امرأة، الكومندان، طابونة حمزة، بوابة إبليس، مدافن مفروشة للإيجار، الراقصة والحانوتي، زيارة السيد الرئيس، ليلة ساخنة”، وغيرها.
أرابيسك أشهر أعماله الدرامية
وفي الدراما قدم الفنان الشعبى حسن الأسمر للتليفزيون مسلسلات: "أرابيسك" مع صلاح السعدنى تمثيلا وغناءً، "قمر" مع فيفي عبده التي اختارته بنفسها لهذا الدور وغناء المسلسل، "دعوة للحياة"، "وغابت الشمس"، اللؤلؤ المنثور، جارى البحث عن شحتة، أسمهان، جحا المصري، أوراق مصرية وغيرها، كما شارك حسن الأسمر في تقديم الإعلانات على الشاشة الصغيرة كان آخرها إعلان لإحدى شركات المحمول.
بحب الحياة كتبت النهاية
وجاءت نهاية المطرب الشعبى حسن الأسمر بعد أيام قليلة من تسجيل آخر أغنياته التى سمعها الجمهور بعد رحيله، هى اغنية "بحب الحياة" عبر فيها عن حبه للحياة والنجاح، أصيب بعدها بأزمة قلبية مفاجئة بدون اى مقدمات ليرحل على أثرها عام 2011.