أصداء واسعة حول تحقيق: "فيتو" ترصد خطأ في تلاوة إذاعية عمرها 80 عامًا.."فاروق": لا تقديس لقاريء.."العبد": لا ينبغي غض الطرف عن الخطأ..و"حشاد" يتضامن
أثار التحقيق الذي نشرته "فيتو" في عددها الأخير تحت عنوان: فيتو ترصد خطأ في تلاوة إذاعية عمرها 80 عامًا" ردود فعل صاخبة؛ حيث ثمَّن مراقبون ومهتمون المعلومات الواردة فيه، ووصفوها بـ"المهمة والجريئة"، وتضامنوا مع ما طرحته في نهاية التحقيق بضرورة تشكيل لجان من أساتذة وعلماء القراءات؛ لمراجعة أية تلاوة قديمة أو حديثة قبل إذاعتها؛ تداركًا لأي خطأ أو لحن، سهوًا كان أو جهلًا؛ تعظيمًا لكتاب الله وحفظًا له، وتقديرًا للتاريخ العريق والممتد لدولة التلاوة المصرية.
هشام فاروق: تقديس القرآن..لا القاريء
إلى ذلك..رحَّب المؤرخ القرآني والرئيس بمحكمة استئناف الأسكندرية المستشار هشام فاروق بطرح هذه القضية صحفيًا، مؤكدًا أن أخطاء التلاوات القديمة أو الحديثة مشكلة تطل برأسها كل فترة، فهي تتكرر ولا تتوقف ما دامت تذاع تلاوات في الإذاعة والتلفزيون دون مراجعة من أساتذة التجويد والقراءات.
وقال "فاروق" في تصريحات خاصة لـ"فيتو": "من المؤسف أن التعرض لهذه المشكلة يثير حساسية بعض مَن يقدِّسون القراء، لذا علينا أولًا أن نتفق على أنه لا أحد أهم من القرآن الكريم، وجميع القراء ما كانوا ليصيروا شيئًا مذكورًا من دون كلام الله الذي يقرأونه"، مردفًا: "بحكم متابعتي لتلاوات القرآن الإذاعية والتلفزيونية لعباقرة وكبار القراء على مدار نصف قرن، وبحكم اطلاعي أيضا على كواليس العمل في الإذاعة والتلفزيون، فإنني أُجزم بأن بعض هذه التسجيلات القرآنية تتضمن أخطاءً – بعضُها شنيعٌ وجليٌّ وواضحٌ – لكن كانت الأمور تمر كل مرة دون القيام بأي إجراء لوضع الأمور في نصابها الصحيح"!
وعن السبب في تفاقم هذه المشكلة، أفاد "فاروق" بأنه بخصوص الإذاعة، فإن التسجيلات التي تتم مراجعتها وتدقيقها هي فقط التي يتم تسجيلها في أستديو الإذاعة دون تلك الخارجية؛ أما بخصوص التلفزيون فلم تكن تتم مراجعة أي تسجيلات للقراء القدامى سواء تم تسجيلها في استديو التليفزيون أو خارجه، هذا أمر قائم منذ زمن طويل، مضيفًا: لذا..فإن الأخطاء واردة جدًا، خاصة أن تلك التسجيلات يتعامل معها موظفون ليس لهم تخصص في التجويد أو القراءات أو علوم القرآن الكريم بصفة عامة، وبالتالي تمر عليهم الأخطاء دون أن يكتشفوها، ويُذاع التسجيل على عِلاته مرات ومرات"!
المؤرخ القرآني شدد على أنه "من الخطأ الاعتقاد بأن كل ما كان يقرأه القراء القدامى صحيحٌ لا يحتاج إلى مراجعة ما دام القارئ مشهورًا حائزًا للقبول العام والثقة من الجميع، فكل القراء بشرٌ ووارد عليهم الخطأ والسهو والنسيان - كسائر البشر – ولهذا دائما أقول: أفضل القراء ليس هو مَن لا يُخطئ أبدا – فهذا مستحيل وينافي طبيعة البشر – وإنما هو أقلهم أخطاءً"!
وبخصوص كيفية حل تلك المشكلة التي تتفاعل.. قال "فاروق": "لا أريد طرح حلول صعبة التنفيذ، فاللجنة الموَّحدة لن يكون باستطاعتها مواكبة كل هذا الكم من التسجيلات، وإنما يمكن أن تسهم في حل المشكلة جزئيًا بطرح أهم التسجيلات المُزمع إذاعتها عليها لتدقيقها قبل الإذاعة، كما قد يكون من الصعب تشكيل لجنة من أساتذة التجويد والقراءات من الأزهر الشريف لعرض هذه التسجيلات عليها؛ لأن تلك اللجنة ستحتاج إلى مخصصات وأعباء مالية إضافية، لكنني أقترح على اتحاد الإذاعة والتلفزيون مخاطبة الأزهر الشريف لترشيح نخبة من أساتذة التجويد والقراءات وعلوم القرآن الكريم؛ للعمل تطوعًا معه في تقديم تقارير وافية عن كل تسجيل قرآني تراثي قبل إذاعته، على أن يتم التنويه عند إذاعته بأن الذي قام بتدقيق تسجيل التلاوة هو الأستاذ الدكتور فلان، فسيكون هذا التنويه العام عند إذاعة تسجيل التلاوة أمرًا مُرضيًا لهؤلاء الأساتذة العلماء".
المستشار هشام فاروق أكد أنه لا ينبغي أن يؤخذ الأمر بأي نوع من أنواع الحساسية عند محبي القراء القدامى، فإنه لا إثم على القارئ الذي نسي أو سها ولم يتعمد الخطأ، ما دام لم يُقصِّر في تعاهُد القرآن – ولكن لا يجوز إذاعة ونشر تلاوة بها خطأ في كلام الله أبدًا – حتى يتم تصحيحه بالطرق الفنية - فلا أحد – بالتأكيد - يريد أو يرضى أن يلف الخطأ في كتاب الله الكرة الأرضية والعالم كله عبر إذاعته من الإذاعة أو التلفزيون"!
اختتم المستشار هشام فاروق تصريحاته قائلًا: "ما نشرته " فيتو" في عددها الورقي الأخير كان له ردود فعل واسعة في ماسبيرو؛ لأنه كشف عن إهمال جسيم ومتوارث وممتد"، مؤكدًا أنهم "يلفون حول أنفسهم الآن ويبحثون عن كبش فداء لتحميله مسؤولية ما حدث في تلاوة الشيخ رفعت رغم أنه سبقها وأعقبها الكثير من التسجيلات على تلك الشاكلة"!
"العبد": لا يصح غض الطرف عن الخطأ!
من جانبه..رحَّب وكيل اللجنة الدينية بمجلس النواب، الرئيس السابق لجامعة الأزهر الشريف الدكتور أسامة العبد بتشكيل لجان متخصصة لمراجعة أية تلاوة قرآنية قبل إذاعتها؛ لتنقيتها من أي خطأ مُحتمل؛ فالقرآن الكريم غالب وليس مغلوبًا، وقد يخطيء أي قاريء ويلحن مهما تعاظمت شهرته، وحينئذ سوف يتدخل "عالم القراءات" لتصويب الخطأ أو حظر التسجيل برمته؛ إذ لا يصح أبدًا غض الطرف عن إذاعة تلاوة قرآنية تتضمن لحنًا أو خطًأ أو تداخلًا في الروايات أو القراءة برواية غير موجودة أساسًا.
وشدد "العبد" على ضرورة مراجعة وتدقيق التسجيلات القرآنية الحديثة؛ بسبب ما يشوب بعضها من أخطاء واضحة وفادحة، وتعكس في الوقت ذاته تراجعًا لافتًا في مستوى القراء المصريين، داعيًا إلى اتخاذ جميع التدابير اللازمة التي تحول دون تسلل أي خطأ، صغر أو كبر، إلى الإذاعة والتليفزيون، فهذا لا يصح بحق القرآن الكريم ابتداءً، ولا بتاريخ دولة التلاوة المصرية انتهاءً.
"حشاد" يتضامن
نقيب محفظي وقراء القرآن الكريم، عضو لجنة الاستماع الموحد في ما سبيرو الشيخ محمد حشاد أعلن تضامن النقابة مع دعوة "فيتو" بضرورة تشكيل لجان مختصة بالإذاعة والتليفزيون لمراجعة التلاوات المسجلة قبل الموافقة على إذاعتها؛ لتنقيتها من أي خطأ محتمل، منوهًا إلى أنه من الوارد أن يخطيء القاريء، مهما كانت شهرته أثناء التلاوة، خاصة إذا كام في محفل جماهيري صاخب، ولكن لا ينبغي أبدًا أن تذاع تلاوة مسجلة تتضمن أخطاءً.
وعن دور النقابة في التعامل مع التلاوات الإذاعية المسجلة التي قد تحوي أخطاءً..أوضح "حشاد" في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أن هناك لجنة متخصصة تجتمع كل أربعاء في إذاعة القرآن الكريم لدراسة أبرز الحالات المعروضة عليها، ومنها بعض الأخطاء التي قد ترد في التسجيلات، منوهًا إلى أنه في تلك الحالة يتم طلب نسخة خاصة من التسجيل، وبحث إمكانية تغييره من عدمه، فإذا كان هناك وسيلة لتعديل تلك النسخة من أجل الحفاظ على تراث التلاوة القديمة يتم تنفيذها، وفي حال عدم التمكن من تعديلها يتم رفع تقرير إلى إدارة الإذاعة بحذفها من السجلات الخاصة، وعدم إذاعتها مرة أخرى!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.