إهانة الحفني واعتذارات النجوم وتجاهل حلمي بكر ..مهرجان الموسيقى العربية.. لم ينجح أحد !
بعد انتظار عامين قذفت إدارة دار الأوبرا المصرية جماهيرها العريضة بواحد من أسوأ المواسم الغنائية في الدورة الـ32 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية، الذى حالت حرب غزة بينه وبين موعده المحدد 2023.
يقول المثل الشعبي المعروف: "الجواب بيبان من عنوانه"، وقد جاء عنوان المهرجان متمثلا في حفل افتتاحه الذى بدأ فعالياته يوم 11 أكتوبر الجارى، وبدا باهتا فنيا وجماهيريا وتنظيميا، وبدا واضحا أننا أمام واحدة من أسوأ المناسبات الموسيقية في تاريخ دار الأوبرا العريقة.
لم يتوقف الأمر عند تلك الفوضى التي اعترت حفل الافتتاح لتمتد إلى ما هو أبعد من ذلك بكثير، ولم تختزل تلك الفوضى في غيابات نجوم مصريين وعرب كان مجرد دعوتهم للمشاركة شرف يضاف إلى تاريخهم الفني. وإذا كان لـ اعتذار عدد من النجوم العرب مبرر وطني أو إنساني بعد تدهور الأوضاع في جنوب لبنان، واستمرار العدوان على غزة، فإن إصرار وزارة الثقافة على إقامة الدورة الحالية لم يقابله أي نوع من الإعداد والتخطيط أو حتى التماس مع واقع محيطنا الدموي!
اعتذارات بالجملة
وبعيدا عن منطقية جملة الاعتذارات المفاجئة من مطربين كبار أمثال: أنغام، أحمد سعد، وائل جسار وعاصي الحلاني، فلم يكن هناك منطق ولا معقولية أو مبرر لإهانة اسم الدكتورة رتيبة الحفني بقرار ساذج بإلغاء حفلات فرقة “الحفني” التي يمتد عطاؤها الفني المشهود لأكثر من ثلاثين عامًا.
"فيتو" تواصلت مع السيدة “علا” ابنة الدكتورة رتيبة الحفني مؤسِسة المهرجان، التي قالت بمرارة:"علمت بخبر إلغاء حفلتين كانتا مقررتين لفرقة الحفني من السوشيال ميديا، وعندما تواصلت مع الدكتورة لمياء زايد رئيس دار الأوبرا، كان ردها غريبا ومدهشا وساذجا وسطحيا؛ حيث قالت لي: "لن نستطيع تحمل خسائر فادحة أكثر من ذلك".
“علا” قالت لـ “فيتو”: “شباك التذاكر لم يفتح لنا من الأساس، حتى تصدر لمياء زايد قرارها الغريب بإلغاء حفلات فرقة الحفني الموسيقية ”!
لم تتوقف سقطات الإدارة الجديدة لواحدة من أقدم دور الأوبرا في محيطها الإقليمي عند هذا الحد، بل امتدت يد الفوضى لتطال الهوية الموسيقية للمهرجان وذلك بملءالفراغ عن طريق دعوة فنانين للمشاركة كـ نسمة محجوب وعزيز مرقة فلا علاقة بين ما يقدمونه من غناء وبين رسالة المهرجان التي من أجلها أنشئ وعليها استمر وبها صنع مجدا مصريا وعربيا شهد له الجميع.
مئوية أول حفل لأم كلثوم
ويبدو أن مسئولي الأوبرا قد تجاهلوا التاريخ عن عمد، حيث واكب إقامة هذه الدورة مرور 100 عام على أول حفل تقدمه كوكب الشرق أم كلثوم في القاهرة، فلم يكن من دار الأوبرا إلا أن عرجت على هذه المناسبة بنصف حفل عن سيدة الغناء العربي، ولم يكن إهانة اسم رتيبة الحفني أو تجاهل مسيرة سيدة الغناء العربي وحدها من مفردات كوارث هذه الدورة حيث امتدت محطة النسيان لتنال من الفنان الكبير فريد الأطرش الذي يواكب عقد الدورة الحالية لمهرجان الموسيقى العربية مرور خمسين عاما على رحيله، حيث نسيته إدارة الأوبرا التي يبدو أن لديها ما يشاغلها ويشغلها أبعد كثيرا من تاريخ الموسيقى العربية ورواده.
تصريحات خالد داغر
ومن عجائب وزارة الثقافة، أن يطل الدكتور خالد داغر مدير المهرجان، على الجماهير في المؤتمر الصحفي قبيل حفل الافتتاح ليعلن على الملأ أن سبب اعتذار الفنانين الكبار عن عدم الحضور مثل أنغام، هو مطالبتهم بمبالغ كبيرة فوق طاقة ميزانية الوزارة، وبعدها بعدة أيام يزف إلينا الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة خبرا سعيدا مفاده أنه استقبل الفنانة أنغام بمكتبه واتفق معها على إقامة حفل في وزارة الثقافة – دون تحديد مكانه – فيما يوحي أن قطاعات وزارة الثقافة تمضى تحت شعار "كل يغني على ليلاه".
وإذا كان الموت قد غيب الموسيقار الكبير حلمي بكر في أول مارس الماضي، فإن الدكتورة لمياء زايد أبت أن تشهد الدورة الحالية لمهرجان الموسيقى العربية، لموسيقاه التي كانت جزءا من تشكيل وجدان المجتمع المصري والعربي على مدار أكثر من 50 عاما، ولم ينتبه الوزير الدكتور أحمد هنو إلى هذا الملمح التجاهلي المقيت، خصوصا وأن الموسيقار حلمي بكر أعطى مهرجان الموسيقى العربية سنوات من حياته حتى رحيله.
وامتدت يد الفوضى في الدورة الحالية لتنال من المؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان، لتضع عنوانا مثيرا كقصيدة السنونو التى شدا بها مرجان أحمد مرجان في الفيلم الذي حمل نفس الاسم، فكان العنوان "الموسيقى العربية بين التأثير والتأثر" دون أن تضع عناوين إطارية للجلسات.
وقد ألقت حالة الفوضى والتخبط والارتباك بظلالها على الحضور الجماهيري، الذى سجل أرقاما يندى لها الجبين ولم تتجاوز العشرات لأول مرة في تاريخ المهرجان الذى كان حافزا للحضور الجماهيري المتنوع مصريا وعربيا.
ما جرى من وقائع وتفاصيل وأزمات تنظيمية شهدتها الدورة الـ32 من مهرجان ومؤتمر الموسيقى العربية التي انتهت فعالياته مؤخرا ما هو إلا دليل على أن إسناد الأمر إلى غير أهله تكون نتيجته إهانة لتاريخ الأوبرا والثقافة المصرية علما بأن ما تقدم مجرد غيض من فيض كبير، وما خفي كان أعظم!
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.