باحث بالشأن الدولي: تعدد الأطراف المنخرطة في أزمة السودان وراء تعقيد الأمور
بعد مرور عام ونصف العام على الحرب في السودان، ما زال الصراع الدائر بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يتجه نحو التعقيد أكثر من الحل، وذلك بعد فشل معظم المبادرات السياسية والإقليمية في خفض التصعيد ووقف الصراع.
تعدد الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة
وفي سياق ذي صلة، قال الباحث في الشأن الدولي، محمد صادق، إن تعقّد الحل وصعوبة الوصول إلى تفاهم ينهي الحرب في البلاد يعود لعدة أسباب، أهمها تعدد الأطراف الإقليمية والدولية المنخرطة في النزاع بشكل مباشر وغير مباشر، وتشابك مصالحها السياسية والاقتصادية والأمنية على أراضي البلد الأفريقي الكبير، إلى جانب ارتهان بعض القوى والجماعات المسلحة في السودان لقوى خارجية تنفذ أجندتها، دون الاكتراث لمصير الشعب السوداني.
وأضاف صادق، أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتبر أحد الأطراف الرئيسية المتدخلة في الصراع، كما أن حرب الوكالة إحدى الاستراتيجيات الأساسية التي اتسمت بها سياستها الخارجية في العقدين الماضيين، موضحًا أنه بعد أزمتي العراق وأفغانستان وغيرها تحولت واشنطن لاتباع استراتيجية حروب الوكالة، لذا فإن الدور الغربي بالعموم والأمريكي على وجه الخصوص، في الصراع الدائر في السودان يندرج ضمن هذه السياسة.
وأوضح صادق، أن تصريحات حميدتي، الأخيرة ضد مصر بشأن تدريب الجيش السوداني وإمداده بطائرات صينية، تؤكد بما لا يترك مجالًا للشك الدعم الأمريكي الغربي لحميدتي عبر إسرائيل، موضحا أن قوات الدعم السريع هي فقط أداة لتنفيذ أجندات غربية وأمريكية في السودان وبعيدة كل البعد عن مصالح الشعب السوداني.
التوتر الكبير بمنطقة الشرق الأوسط
وأكد صادق، أن توقيت تصريحات حميدتي، تأتي في ظل التوتر الكبير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط برمتها من غزة إلى لبنان واليمن والعراق يشير إلى أنها جاءت بإيعاز أمريكي، لأن واشنطن وإسرائيل وحلفائهم يسعون للضغط على مصر في عدة ملفات في المنطقة انطلاقًا من السودان، ولعل أبرز تلك الملفات الحرب في غزة، ودعم مصر لدولة الصومال مقابل الدعم الأمريكي الإسرائيلي لإقليم "صومال لاند" بالإضافة لملف سد النهضة وغيرها.
وأوضح صادق، أن الدعم الأمريكي لحميدتي، يتم بشكل سرّي غير مباشر وعبر وسطاء، أي عبر إسرائيل عسكريًا وماليًا وسياسيًا، وذلك حتى لا تتورط واشنطن بدعمها له، خاصة وبعد أن ثبت تورط قواته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في السودان.
وأشار إلى أن واشنطن وبطريقة خبيثة قامت بتصنيف شقيق قائد قوات الدعم السريع عبد الرحيم دقلو في قوائم الإرهاب حتى تبعد الشبهات عنها وتخفي تورطها بهذا الملف، قائلا: "لو راقبنا تصريحات المسؤولين الأمريكيين، نلاحظ بأنها علنًا تدعو للتهدئة والمفاوضات والحل السياسي، وسرًا تدعم إحدى طرفي الصراع بالسلاح والمرتزقة وتغذي الصراع بما يتوافق مع مصالحها وهذا ما يحصل فعلًا في السودان".
ولفت إلى أن القوات الأوكرانية التي تم توثيق وجودها في السودان، تعمل في الأسابيع القليلة الماضية على تدريب قوات "الدعم السريع" على استخدام المسيرات، بل ومدت قوات "حميدتي" بمسيرات أوكرانية وساهمت في عدة هجمات نفذها الدعم السريع ضد الجيش السوداني في عاصمة إقليم دارفور في الفترة الماضية.
التدخل الغربي في السودان اتخذ عدة أوجه
وأكد أن التدخل الغربي في السودان اتخذ عدة أوجه أهمها، استخدام المرتزقة الأوكران، ودعم قوات الدعم السريع بمسيرات بريطانية وأسلحة إسرائيلية، بالإضافة لاستغلال عمل المنظمات الإنسانية في السودان لإدخال خبراء عسكريين وضباط لمساندة قوات الدعم السريع في المعارك، قائلًا: "كل ذلك يصب بمصلحة الدول الغربية وأدواتها في البلاد ويهدد مستقبل الشعب السوداني والبلاد برمتها".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.